الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أوهام العراقي المريض ...!

محسن صابط الجيلاوي

2013 / 3 / 3
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق



1- الشعب العراقي ( العظيم ) ...!

في كردستان ولمناسبة تأسيس الحزب طلب مني المستشار السياسي كتابة كلمة ، وكان هذا القائد العرمرم من ذوي الأدمغة المنغلقة ، فقد أكتشف أن عبارة ( الشعب العراقي ) والتي تكررت عدة مرات خلت من النهاية المطلوبة ( العظيم ) حينها قلت له يكفي مرة واحدة ذكر ذلك وقد فعلتها وأن التكرار يضعف جمالية الكلمة ، لكنه أصر كون المتعارف عليه أن تنتهي دائما بالعظيم ، أي( الشعب العراقي العظيم) ، والعظيم متأتية من حكاية أن جدي أبو شنبات والذي لا يستحم إلا مرة واحدة في الشهر والذي يعيش حياة بسيطة وقبل قرون قد بنى كم تمثال وشرع كم شيء مفيد لتنظيم حياته ،ابتلى جدي المسكين لأنه شرع لماضي يتنومس به كم هائل من اللصوص وقطاع الطرق والبلطجية والكذبة والمارقين ...نحن أمّة تحتقر علامات الحاضر وتعيش على الماضي الذي هو مثار شكوك وأسئلة أبرزها هل كان مجيدا ورحيما وحريصا على حياة الناس.....؟؟ تماثيل جدي كسّرها وسرقها أحفاد اليوم الذين يدعون بعظمة هذه الأمّة من خلالها ...هذا يعني أنها كذبة كبرى ووهم رددته أفكار حشت في أدمغتنا كل هذا العفن ....وبالتالي ما معنى عظيم والإصرار على ترديدها ، أليس هناك شعور داخلي بالدونية وبالتاريخ الأسود لسيرتنا الدموية ومعها وهم الغطرسة على الأمم الأخرى .؟؟

لم يعد سوى الماضي سواء تمثال أو مسلة مسروقة أو دم شهيد أو لوعة سجين ..حتى الفخر مغموس بالدم وبالتراجيديا البشرية ....!

لهذا تعتقد الأغلبية الساحقة من العراقيين بوهم ونزق الأفضلية والنظافة والتميز وهو باعتقادي هروب عن مواجهة حقيقتنا المتمثلة بدواخلنا الغريبة والبعيدة في فعلها وسيرتها عن كل هذا الحديث السائد ....قد تكون هناك شعوب فقيرة وبلا تاريخ لكنها تصنع اليوم الحداثة والإنسانية كونها تحترم دم الناس وكمثال بعض دول أفريقيا اليوم ...اما نحن لم نعد سوى ظاهرة ليس لكراهية واحدة بل لكراهيات مركبة من الصعب حصرها ..المشكلة في موروثنا الثقافي والفكري والسياسي الذي شكل ظاهرة مجتمعية تعيش على الوهم والدم والغنيمة والنهب والشطارة والحذلقة...لم تعد ( عظيم ) صالحة حتى ننتمي لعالم اليوم بتنظيف عقولنا وأرواحنا من هذا الخراب الهائل والشنيع....!


2- مؤامرة خارجية ،ولكن...!

بعد سقوط النظام وتفجر الصراع الطائفي ، دفع العراق ثمنا قاسيا من بنيته التحتية المخربة أصلا ولكن الأفظع هو تغييب أكثر من مليون إنسان ، أي ما يعادل أربع دول خليجية ، قبلها اشتغل الملايين كشرطة وسجانين في تغييب ملايين في سجون النظام ، قد تكون هناك مؤامرة أو أجندات أو أيادي أجنبية أو مصالح إقليمية في دفع ذلك ، لكن قطعا المنفذ هو نحن ، نحن ملايين من العراقيين الحمير ، ملايين من القتلة ومحبي رائحة الدم...ومن تسأل العراقي يبدأ بجنجلوتية التاريخ العظيمة ووو من الفضائل المزيفة ، زين من سفح هذا الدم ...قطعا نحن ..نحن الهمج ...لا يمكن إصلاح أمّة إلا إذا وعت وأدركت أخطائها المتراكمة... نحن مخدرون على اننا فوق النخل ...الحرب الطائفية القامة ستكون أكثر فتكا ...شخصيا أرى الإنسان أهم من قدسية وطن مسبي ...تقاسموه وهو حي ، أفضل من أن تتقاسموه بعد أن تشبع الغربان من نهش أجساد جياعه ..!

أحلم أن نتصرف مرة بحكمة ونثبت للعالم بأننا غادرنا دائرة الهمجية إلى مصاف غريزة البشر الطبيعي ...متى ...؟؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - من بقايا الهراكنة الاوباش
أحمد ( 2013 / 3 / 3 - 16:44 )
ماذا كان يردد ابو كمر الورد في قاعدة هركي

أمة اذا ضرب النعال وجوهها اشتكت النعال باي ذنب تضرب

من بقايا الهراكنة الاوباش

أحمد


2 - ومَن يسمع ؟
رعد الحافظ ( 2013 / 3 / 3 - 17:45 )
الآن سيأتيكَ هؤلاء الذين ليسوا كبار النفس كفاية ولا حتى مثقفين كفاية , ليقولوا لكَ
إنّ هذا الذي تخطّهُ يدكَ ليس أبداً نقداً للذات , بل جلداً للذات !
هم حتى لا ينتبهوا الى سلبيات موروثاتنا , يظنونها خيراً مُطلقاً
هكذا علمتهم الثقافة الأبوية والقبلية , والحكام الطغاة والمشايخ البُغاة
تحياتي لجهدكَ

اخر الافلام

.. من المفاوض المصري المتهم بتخريب المفاوضات بين حماس وإسرائيل؟


.. غزة: ما الجديد في خطاب بايدن؟ وكيف رد نتنياهو؟




.. روسيا تستهدف مواقع لتخزين الذخيرة والسلاح منشآت الطاقة بأوكر


.. وليام بيرنز يواجه أصعب مهمة دبلوماسية في تاريخه على خلفية ال




.. ردود الفعل على المستويات الإسرائيلية المختلفة عقب خطاب بايدن