الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الكارثة الوطنية.. وسياسة العض على الأصابع!!

أسامة أبوديكار

2013 / 3 / 3
مواضيع وابحاث سياسية


الكارثة الوطنية..
وسياسة العض على الأصابع!!
لا يعرف التاريخ حرباً أهلية انتهت بالابادة الجماعية لأحد الطرفين المتقاتلين، وكأن أحدهما لم يكن يوماً، فالمعارك الطاحنة والطويلة في الميادين تقود أطرافها نحو طاولة مستديرة في النهاية، لوضع حد لفعل لا يخضع للعقل والتعقل والحكمة: القتل!!
وبالتالي فإن الهزائم والانتصارات في العالم الانساني يتم إعلانها على طاولة المفاوضات.. وليس تحت القصف العشوائي والقتل الهمجي..
وإذا كنا قد دخلنا في حرب أهلية حقيقية داخل البلاد، فإن التاريخ يعلمنا، وفي جميع تجاربه التي عاشتها الشعوب والأوطان التي ابتلاها الله بهذه المحنة، أن لا طريق آخر سوى الحوار الجدي والحقيقي، بعيداً عن المناورات الرخيصة، التي يقصد منها كسب الوقت، أو تسجيل "نقاط" مبتذلة.. لا معنى لها.
وبدءاً من الطاغية الإسباني فرانكو، الذي أراد الحكم حتى لو كان الثمن أسبانيا الوطن والحضارة، مروراً بأمراء راوندا الموغلين بالدم والبدائية، وليس انتهاء بكوسوفو الذبيحة.
وربما كانت الحرب الأهلية الطويلة في لبنان، المثال الأقرب والأكثر حضوراً في حياتنا كسوريين، بحكم القرابة والجوار.. فبعد أكثر من مئة ألف قتيل، زحفت أطراف تلك الحرب إلى مائدة التفاوض، فجلس "الأخوة الأعداء" لإيجاد صيغة للعيش المشترك، بعد أن فقدوه لأكثر من خمسة عشر عاماً.
المفارقة، أننا نتحدث اليوم عن حوالي تسعين ألف قتيل سوري، كما أتى مؤخراً على لسان وزير خارجية أميركا الجديد: جون كيري، نقلاً عن وزير الخارجية السعودي، ونحن مازلنا على أعتاب إكمال السنة الثانية من المحنة.. فكيف إذا تحدثنا عن خمسة عشر عاماً من الحرب، شأن اللبنانيين؟!!
المعادلة الدموية في حياتنا أصبحت أكثر وضوحاً، ولم تعد تحتمل أية تأويلات أو "تدبيجات" لغوية: لدينا أكثر من مئة ضحية يومياً، مع تهديم عشرات المنازل، وتشريد المئات "إن لم يكن الآلاف" من أهلنا عبر النزوح واللجوء... بشكل يومي!!
فضلاً عن عجز أي طرف عن حسم هذه الحرب لصالحه، فلا النظام الذي يستخدم أقصى قدراته التدميرية قادر، عبر تلك القدرات على كسر شوكة المنتفضين ضده، ولا المنتفضون قادرون على كسر شوكة النظام مهما قدموا من تضحيات وخاضوا غمار المعارك الطاحنة، بإيمان أو بعدمه.
أعتقد أن كلا الطرفين يمارس سياسة العض على الأصابع، في سبيل تحقيق إنجازات على الأرض تجبر الطرف الآخر على القبول بشروطه، أو تصيبه باليأس فيسلم بالمعركة مهزوماً، والواضح أن كلا الطرفين قد فشل في مسعاه هذا.. والأهم أن كلا الطرفين لا يدرك أن سياسة العض على الأصابع هي سياسة انتهازية يدفع ثمنها الوطن غالياً، وإنها "أي سياسة العض على الأصابع" ليست أكثر من عض على قلوبنا، ونهش في روح الشام العظيمة، وأنها لن تؤدي في النهاية إلا إلى هزيمة جميع أطرافها، والعودة بشعار لا غالب ولا مغلوب، شأن جميع حمقى السلاح في التاريخ!!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بلينكن في الشرق الأوسط لدفع مساعي الهدنة وإسرائيل تواصل عملي


.. إيران تعلن القائمة النهائية للمرشحين للانتخابات الرئاسية الم




.. واشنطن والرياض.. معاهدة أمنية والعين على التطبيع | #ملف_اليو


.. الحكومة الإسرائيلية تضطر لدفع فوائد أعلى على أدوات الديون بس




.. صور أقمار صناعية.. اتساع مساحة الدمار وتوغل آليات الاحتلال ف