الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المرأة والتحرش الجنسي

ناهدة جابر جاسم
(Nahda Jaber Jassem)

2013 / 3 / 3
ملف التحرش الجنسي ضد المرأة في الدول العربية - بمناسبة 8 آذار/ مارت 2013 عيد المرأة العالمي


المرأة والتحرش الجنسي
ناهدة جابر جاسم 3 اذار 2013

ظاهرة التحرش والابتزاز الجنسي للنساء في العالم عامة والمجتمعات العربية خاصة أصبحت كارثة أرهابية بحق أنسانية المرأة وكينونتها.
لازالت هذه الظاهرة من التابوات التي من الصعب الحديث عنها والبوح بها في المجتمعات العربية لأسباب عدة منها خوف المرأة على سمعتها الآجتماعية او حرمانها من عملها وحينما تكون الضحية هي المعيل الاقتصادي لعائلتها يكون الوضع أكثر تعقيدا.

أكدت دراسات علم النفس والعلوم الإنسانية أن التحرش الجنسي سواء بالكلام أو الجسدية يفقد المرأة الشعور بالأمان وهذا ما يؤدي إلى القلق والخوف وكثرة الكوابيس في النوم بالإضافة إلى ذلك تشعر بأنها كائن مطارد وهذا ما قد يسبب أنهيارات عصبيبة خاصة إذا كانت متعرضىة للتحرش من زميلها او مسؤولها في العمل ولا تستطيع ترك العمل بسبب ظروفها الاقتصادية وهذا ما يعني بقاءها تحت ضغوط نفسية قاسية وصراع مع الذات والحيرة مابين إنسانيتها المنتهكة ومصدر معيشتها ولهذه الأسباب كلها ستكون عرضة لانهيار عصبي كما بينت. أما المرأة التي لديها فرصة تغير مكان العمل ستكون حذرة جدا في علاقتها وغير واثقة بالمحيط فمثل هذه التجارب السيئة والمهينة من الصعب جدا زوالها من النفس.

السبب الجوهري في ظاهرة التحرش الجنسي بالنساء يكمن من وجهة نظري في طبيعة ثقافة المجتمع الذكوري التي رسخت في وعي الرجل كون المرأة مجرد أداة للمتعة والتفريغ الجنسي وهي نظرة سلعية رخيصة تتناسى أن الأنثى هي نواة العائلة؛ أصغر وحده في بنية المجتمعات الإنسانية، وهي في مجتمعاتنا غير المتوازنة من حيث العمل وتقسيمه تقوم بالدور الأكبر في شؤون التربية والعلاقة بالأطفال وتوفير الأمان في البيت في الوقت الذي يكون فيه الرجل مشغول بالعمل وحتى في حالة عملها تقوم بذات المهام متحملة الثقل الأكبر في الحياة،ومن المضحك قبول أراء بعض الرجال الذين يعزون سبب التحرش الجنسي هو ما ترتديه المرأة من ملابس مثيرة للشهوة في تصور ثقافي همجي يجردها من إنسانيتها ويجعلها مثل طبق أكل شهي يثير الغريزة.

أما ظاهرة العهر وبيع الجسد فهي ظاهرة بشعة وقاسية على المرأة التي وكما ذكرت هي نواة بناء العائلة والمجتمع ومن تراثنا العربي قول الأم مدرسة أن أعددتها أعددت شعبا طيب الأعراق فكيف بالعهر إذن المنتشر في مجتمعاتنا بطريقة سرية ويعزى غالبا إلى الحاجة والفقر والعوز!

في المجتمعات الأوربية والغربية اعتبرت هذه الظاهرة شاذة كما اقتصرت ظاهرة بيع الجسد والعهر مرافق لها العنف على عينة محددة من النساء وخصوصا القادمات من أوربا الشرقية والشرق آسيوية لأسباب مختلفة منها الاقتصادي أو للحصول على الإقامة الشرعية في هذه البلدان مما يؤدي إلى استغلال المرأة القادمة من أوربا الشرقية أو من دول شرق آسيا تحت مسميات مختلفة قد يكون زواج شكلي ظاهريا ولكنها تفاجئ حين تجد نفسها محاصرةً بأربعة جدران مهددة بوجودها وإقامتها المؤقتة والمعرضة في أي وقت لا يرضى عنها قوادها بالطرد إلى بلدها الأصلي وهي الهاربة والحالمة في حياة أفضل وهنا تكمن المأساة حيث أن أغلب الضحايا يلجأن إلى الصمت والاستمرار في بيع جسدهن مع الرغبة الحقيقة في الخلاص من هذا الوضع البائس وذلك ما أثبتته أكثر من دراسة وتقارير لمنظمات مهتمة بشأن المرأة وحقوقها في هذه البلدان.

وهنا أود أن أذكر أن هذه الظاهرة تكاد تكون عالمية لكنها تخف في الدولة المتقدمة حضاريا الصارمة القوانين وتزداد في الدول المتخلفة والفاسدة التي اضطرت بعضها مثل المكسيك إلى تخصيص حافلات نقل خاصة بالنساء للحد من التحرش الجنسي، ويدور جدل هناك حول تعميم هذه التجربة بأنحاء المكسيك.

في المجتمعات العربية التي تدعي المثالية (ظاهراً) أرى أن المرأة العربية تعاني ظلماً أسود مستوراً بالقيم والعادات والتقاليد فتتعرض للتحرش الجنسي والأعتداء والعنف والتفنن في تشريع العهر في مسميات تلقي غطاء دينيا كزواج المتعة والمسيار حيث تعامل المرأة كاداة مؤقتة لمتعة الرجل في سفره وغيابه عن بيت الزوجية.
لا خلاص من هذا الإرهاب المر والأشد قسوة الواقع على المرأة في مجتمعاتنا:
• إلا بتوعية المجتمع بشكل عام والرجل بشكل خاص على أن شريكته في الحياة والمسؤولية هي أنثى يتوجب عليه احترامها
• كسر حاجز الخوف والإبلاغ عن حالات التحرش الجنسي سواء في العمل أو الأماكن العامة
• الوعي الحقيقي بعمق المشكلة وانعكاساتها على المرأة كذات والمجتمع
• سن قوانين وأنظمة تكفل حق الضحية (المرأة المتعرضة للتحرش الجنسي)
لا يكفي سن القوانين كما في المملكة السعودية والتي اثبتت احدى الدراسات لمركز البحوث العالمية لعام ٢٠١٠ في موضوعة التحرش الجنسي لأكثر من ٢٤ دولة والمملكة السعودية كانت في المرتبة الثالثة في تعرض المرأة السعودية سواء كانت متزوجة أو فتاة والعاملات منهن كن أكثر عرضة للتحرش الجنسي الكلامي أو الملامسة الجسدية,المطلوب هو تنفيذ القوانين كما هو سائد في دبي المدينة الخليجية والتي تنفذ قرار العقوبة بالمتحرش بالسجن لمدة سنة ونصف مع الغرامة المالية وهذا مايحد من هذه الظاهرة اللا إنسانية .

وأخيراً أدعو المرأة التي تتعرض إلى التحرش التبليغ والمطالبة بالقصاص من المتحرش دون خوف فبدون ذلك سوف لا يسمع صوتها أحدٌ.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الاتحاد الأوروبي.. مليار يورو لدعم لبنان | #غرفة_الأخبار


.. هل تقف أوروبا أمام حقبة جديدة في العلاقات مع الصين؟




.. يديعوت أحرونوت: إسرائيل ناشدت رئيس الكونغرس وأعضاء بالشيوخ ا


.. آثار قصف الاحتلال على بلدة عيتا الشعب جنوب لبنان




.. الجزائر: لإحياء تقاليدها القديمة.. مدينة البليدة تحتضن معرض