الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


وقاحة جنسية

فوزي بن يونس بن حديد

2013 / 3 / 3
ملف التحرش الجنسي ضد المرأة في الدول العربية - بمناسبة 8 آذار/ مارت 2013 عيد المرأة العالمي


وقاحة جنسية
فوزي بن يونس بن حديد
[email protected]
اسمها صالحة تبلغ من العمر ستين عاما أو يزيد، لها ولدان وبنت متزوجة وتعيش معها في البيت نفسه لضيق حال زوجها، فمن سعة صدرها أن تركت نسيبها يعيش معها في البيت الذي تقيم فيه، قدرها أن تحيى وحيدة بقية عمرها بعد أن توفي زوجها قبل سنوات كثيرة، وترك لك أولادا في عمر الزهور، شقت من أجلهم وكان يمكن أن تتزوج رجلا آخر وهي في ريعان شبابها، لكنها اختارت الطريق الوعر في حياتها وهو تربية الأولاد، وهذه تمثّل شجاعة وبراعة لا مثيل لها في الحياة إلا قليلا، فمن ينظر إليها ويتحرش بها؟ وهي قد بلغت من الكبر عتيّا؟ من يفكّر أن يفعل بهذه المرأة المنكر؟ من مِن الشباب يستهويه الجبين المقطب والوجه المجعد وصاحبة العمر المتقدم؟
كانت مدلّلة، ينادونها صلّوحة وربما أصابها الغرور لأنها محبوبة من قبل الجميع، يعرفون أخلاقها وكرمها وتواضعها ونضالها، ولكن الدنيا لم تتركها تعرّضت لنائبة أو لكارثة أو لنكبة أفقدتها أنوثتها وصيّرتها امرأة بلا روح لم تعد تشعر بكيانها ولا بشخصيتها ولا بوجودها وكأنها تعيش في سراب، المشكلة أعمق، فقد صار خصام بينها وبين أحد أقربائها ابن أخيها، فلم يشفع لها، كانت نائمة ذات يوم وتغطّ في نومها، وكانت مرتاحة لأنها تجاهد وتناضل وتعمل وتحبّ العمل بكل شغف وقوة، لا تعرف المرض. وفي يوم من الأيام السوداء التي مرّت عليها وبينما هي مستلقية تفاجأت بجسم غريب يتحسس أعضاءها، وضع السكين في رقبتها وحلف أن لو صاحت كانت آخر صيحة لها في حياتها، تذكرت الموقف تلعثمت تمتمت حاولت صدّه بكل الطرق الملتوية،فلم تستطع، مشهد مؤلم حقا.
وتوالت الأحداث ماذا تريد يا ابن أخي؟ هكذا قالت له فأجابها بكل قسوة وعنجهية وحيوانية، جئتك الليلة لأنتقم منك ولأهينك وأذلّك، فأنت في النهاية امرأة، أنثى، ضعيفة، توسلت إليه قائلة: دع عنك وساوس الشيطان فأبى بل استهزئ من توسّلاتها ومضى في جرمه نحوها، ماذا يريد منها؟ وماذا فعل؟
هذا الحيوان جرّد المرأة المسكينة من ملابسها تماما، فلا حياء ولا احترام ولا اعتبار للعمر أو القرابة أو الدين والشرع، كل ذلك طمسه وداس عليه وضرب به عرض الحائط، اقترب منها بشدة تحسّس ثدييها بكل قوة وهي تصرخ من الداخل، صوتها لا يكاد يسمع بين حنايا الغرفة خوفا من أن يعتدي على ابنتها الحامل ويقضي على أملها في الحياة، لكن هل توقّف؟
كلّا، بل بلغت الشهوة ذروتها، والهيجان وصل أوجَهُ ولا يرتاح إلا بعد أن يقضي وطره منها، تصوروا كم كان الأمر قبيحا جدا، اعتدى ابن الأخ على عمته ومارس الجنس معها بكل عنف وقوة وقسوة، وهي ترتج وتترنح وتتمايل حاولت الدفاع عن نفسها ولكن الموت كان أقرب إليها من حبل الوريد، هل اكتفى؟
لا، بل واصل في كفره ومقته وانتقامه، وأعاد الكرة مرة أخرى، ثم المرة الثالثة ثم الرابعة، تُقسم أنه اغتصبها أربع مرات ثم جعلها وسيلة للاستمتاع والسخرية أخرجها من غرفتها إلى المطبخ ثم إلى الخارج في وقت الفجر حين كان الناس نياما، وكان البرد على أشده ورماها على الثلج البارد فلم تجد أبدا ما تغطي به سوأتها، ثم تركها إلى حين الصبح بدأ يلوح في الأفق.
هذه قصة حقيقية وقعت لامرأة تونسية حلت على برنامج " المسامح كريم" في قناة حنبعل يوم الجمعة الأول من مارس 2013، هذا الأمر ينبئ بوجود نفوس مريضة في المجتمع تبحث عن وسيلة لإذلال المرأة وأقصر وسيلة لإذلالها تتمثل في التحرش بها وملاطفتها وبعدها يتم الاعتداء على جسدها واغتصابها، هذا العنف الجنسي ليس غريبا على مجتمعنا العربي بعد أن برزت ظواهر اجتماعية جديدة في المجتمع لم يألفها، فالمرأة التونسية مثلا، نرى كيف تساهم في إذلال نفسها عندما تبرز مفاتنها وهي على شاطئ البحر، أو تلبس لباسا ضيقا أو تكشف صدرها، وهي عندما تسير للعمل في الحافلات والمترو وغيرها من وسائل النقل المكتظة في العواصم لا بد أن يتحرش بها الشباب والشيب على حد سواء فما رأيك لو التصق جسدك بفتاة بارعة الجمال وأنت في القطار أو الحافلة ما عساك أن تفعل؟
ما حصل لصالحة وما يحصل لكل امرأة وقاحة جنسية، ليس هناك قانون يحميهن من عنجهية الرجل وبطشه وفقدان عقله، فلا المنظمات الدولية استطاعت أن تنقذهن ولا الدول المتشدقة بالديمقراطية سنّت قوانين مشددة للجم شهوة الرجل وبالتالي فلا بد من حلول جذرية عميقة لإنقاذ المرأة أوجزها في ما يلي:
1- غرس الأخلاق الفاضلة والسلوك القويم في نفوس النشء حتى ينشأوا على المبادئ والقيم وتحذيرهم من براثن رفقاء السوء واتباع الهوى
2- تسهيل عملية الزواج، فكل شاب أو فتاة وصلا مرحلة العشق عليهما
الزواج لئلا يحصل المكروه
3- سن قانون تعدد الزوجات وفي ذلك تحصين جيد للمرأة والرجل، بما أن الرجل أكثر شهوة وجرأة على التقام الأنثى، ولأن الأنثى جسد رهيف إذا تكسر لا يجبر
4- سنّ عقوبات رادعة جدا لمن ثبتت عليه تهمة الاغتصاب أو التحرش الجنسي، ومن العقوبات المطروحة عقوبة الإعدام رجما أو شنقا أو غير ذلك ليكون عبرة للناس وليرتدع من تسول نفسه ارتكاب هذا النوع من الجرم
5- إغلاق باب البغاء المنتشر في كامل الدول العربية والإسلامية، فقد ثبت فشله في القضاء على ظاهرة الاغتصاب والتحرش الجنسي والعنف ضد المرأة، بل إن فتحها زاد من هذه العمليات الدنيئة وسبّب مشاكل صحية عويصة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - أين ذهبت آية ( غض البصر) أستاذ فوزي بن يونس؟
ليندا كبرييل ( 2013 / 3 / 14 - 17:06 )
نحن يا أستاذ نذهب إلى البحر لنسبح ، لا بثيابنا وإنما بلباس البحر
فإن كنتم تأنفون من هذه المشاهد فلستم مجبرين على ارتياد شواطئ العراة حيث تتجلى مفاتن المرأة بكل وضوح
هناك شاطئ خاص للمتحجبين الخلوقين ، فليذهبوا إليه ما داموا بهذا المستوى من رهافة الحس والمشاعر، وما داموا لا يستطيعون ضبط أنفسهم
المايوه مكانه الوحيد على شاطئ البحر ، وللمرأة الحرية في لبس ما تشاء
أما واجبكم أن تغضوا النظر ولا تضعوا الحق على ظهورها بلباس ضيق أو كاشف
حاسبوا نظركم ، الدين مع كل ضوابطه الأخلاقية لم يستطع أن يهذب من نفوس الرجال
ابحث من فضلك عن سبب آخر لمشكلتكم ولا تضعها برقبة النسوان
وشكراً


2 - ما كل مرة تسلم الجرة
فوزي بن يونس بن حديد ( 2013 / 3 / 15 - 18:43 )
أنت لا تمانعين بهذه الطريقة أن تمارسي الجنس مع من اشتهاك ويبدو أنك لا تعرفين شهوة الرجل جيدا فكيف تسمحين بأن يتلذذ بجسدك كل من رآك وغض البصر لا يقدر عليه إلا من وقر في قلبه إيمان قوي فالرجل يضعف تلقائيا أمام امرأة عارية يرى كل جسدها فلماذا تغطي ثدييك وعورتك فالأمر إن كان بهذه البساطة فأنت تقدرين على السباحة عارية تماما فلم لبس المايوه الذي هو كما تدعين لباس البحر الأمر فيه عفة وطهر ومحافظة على الشرف وما لباسها بهذه الطريقة إلا دليل على استخفافها بشهوة الرجل وما كل مرة تسلم الجرة


3 - أمارس الجنس مع منْ أشتهيه وأرغبه بإرادتي
ليندا كبرييل ( 2013 / 3 / 16 - 22:39 )
هل كل من وقع نظره علي واشتهاني سيمارس الجنس معي ؟
إذن نحن في غابة حيوانات أخ فوزي، حيث الحيوان ينط على أي كان من فصيلته
لا تقولوا ( عورة) هم من جعلوها عورة وما الأعور إلا عقولهم المسكونة في تلك النقطة التي لم يجدوا أفضل من لفظة عورة ليطلقوا عليها
ثم .. لمَ تفترض أن الرجل يشتهي المرأة ولا تفترض أن المرأة تشتهي هي أيضاً الرجل؟
أليس لها عواطف ومشاعر وعيون تنظر بهم إلى مفاتنه كما ينظر لمفاتنها؟
أهي عمياء؟ بلا مخ ؟
أنت أيضاً على البحر لا تتعرّ ولا تتمختر على الشاطيء بثياب البحر فأنا لي عيون وأعرف كيف أبحلق كما أنت تعرف
وليكن في علمك أن المنقبة تبصبص عشرة عشرة من وراء نقابها على كل رجل يمر أمامها وهي في أمان أن لا أحد يعرفها تاركة الخيال يسرح بها إلى ما ستراه في أحلامها وهوسها بالرجل الذي حرمها متعة الحياة
ابحث عن المشكلة في أذهانكم التي حتى الدين لم يستطع أن يضبطها ، ما فائدة الدين إذن ؟
إذا كان لا يهذب أتباعه ؟
جوابك يدل على قصور في فهم المشكلة للأسف
مع الاحترام


4 - لا تعبثي بالجنس
فوزي بن يونس بن حديد ( 2013 / 3 / 17 - 17:01 )
أولا أنا لم أقل أن المرأة لا تشتهي الرجل ولذلك أمرت هي الأخرى بغض بصرها وإنما الشهوة عند الرجل أسرع من المرأة فهيجانه سريع عكس المرأة التي لا بد من تهييجها حتى تهيج، وقلت بأنك لا تمانعين من ممارسة الجنس مع من تشتهينه فما الفرق بين الإنسان والحيوان إذا فالحيوان غريزته تدعوه إلى الفعل مع من يشتهيه أما الإنسان فمدعو لتنظيم هذه الغريزة وفق ضوابط واعتبار عدة اعتبارات ماذا لوحملت من أكثر من شخص أكنت تجهضينه وأنت تعرفين مخاطره أو تنسبيه لنفسه من يكون أبوه وما نظرة الرجال إليك سوى امرأة عاهرة تبيع جسدها لمن تشاء أنا أدعوك إلى التريث والتمعن والتأمل في الأمر إلا إذا كنت تريدين مواصلة العيش على هذا النمط بل الذي لا يجلب لك السعادة أبدا بل التعاسة هي ديدنك، أدعوك إلى أن تحفظي شرفك من أن يدنسه كل من تشتهيه بموجب أو بدون موجب وترفعي غن الحيوانية فأنت إنسانة عظيمة خلقت لتؤدي رسالة فلا تضيعيها في تفاهات


5 - الاخت المحترمة ليندا كيبرييل
محب مخلص ( 2013 / 3 / 17 - 18:53 )
يبدو أنك دخلت ورطة التعليق في المقالة وصاحبها ومافعل بالمسكينة عمته ...الافضل ان تتوقفي عن الرد فالجميع هنا يعرف سمو عقلك ونبل وطهارة روحك النقية
الرجل لايشتهي المرأة بملابس السباحة على البحر لان المكان عام لكنه قد يثار نحو غيرها اذا اختلى بها في مكان ما ولو كانت منقبّة
الكبت والحرمان والانحراف العقلي في مجتمعنا هو من يرسم سياسات تفكيرنا المنحرف وصدق من قال ان اخلاقنا ماتحت البطن من الجسم واخلاقهم في القسم العلوي


6 - الاخت المحترمة ليندا كيبرييل
محب مخلص ( 2013 / 3 / 17 - 18:55 )
يبدو أنك دخلت ورطة التعليق في المقالة وصاحبها ومافعل بالمسكينة عمته ...الافضل ان تتوقفي عن الرد فالجميع هنا يعرف سمو عقلك ونبل وطهارة روحك النقية
الرجل لايشتهي المرأة بملابس السباحة على البحر لان المكان عام لكنه قد يثار نحو غيرها اذا اختلى بها في مكان ما ولو كانت منقبّة
الكبت والحرمان والانحراف العقلي في مجتمعنا هو من يرسم سياسات تفكيرنا المنحرف وصدق من قال ان اخلاقنا ماتحت البطن من الجسم واخلاقهم في القسم العلوي


7 - أنا لا أعبث بالجنس، أفترضُ الإرادة أولاً
ليندا كبرييل ( 2013 / 3 / 17 - 21:33 )
تفضلتَ بالقول
قلتِ بأنكِ لا تمانعين من ممارسة الجنس مع من تشتهينه فما الفرق بين الإنسان والحيوان إذا

جوابي
الفرق هو العقل

تفضلتَ بالقول
فالحيوان غريزته تدعوه إلى الفعل مع من يشتهيه أما الإنسان فمدعو لتنظيم هذه الغريزة وفق ضوابط واعتبار عدة اعتبارات

الجواب
اقرأ لو سمحت عنوان تعلييقي 3 كتبتُ(أمارس الجنس مع منْ أشتهيه وأرغبه بإرادتي) هل
تعرف ما معنى الإرادة ؟
إرادة يعني أن عقلي موجود وأعرف مع من أنام وأقوم برغبتي وبقرار مني لا بقرار من الرجل فحسب
التحرش والاغتصاب تنعدم فيه إرادة الطرف الآخر فيصبح المغتصِب كالحيوان الهائج
أشكرك أن تعتبرني إنسانة عظيمة وأطمئنك أني أحفظ شرفي جيداً وأقوم بعملي الإنساني على خير وجه خُلِقتُ له كما أظن،
الجنس يا أستاذ فوزي عملية حب وتوافق بين إرادتين واعيتين
قلتُ
إرادتين واعيتين ، وشكراً


8 - عزيزي الأستاذ محب مخلص المحترم
ليندا كبرييل ( 2013 / 3 / 17 - 22:37 )
لم أركز في تعليقي الأول على ما حصل للعمة من ابن أخيها ، ليس هذا هدفي، وإنما ما رمى إليه الأستاذ فوزي
الموضوع نُشر تحت محور ( التحرش الجنسي) وأنا أقرأ معظم مواضيعه لأتعرف على آراء الكتاب الكرام حول المشكلة، وما جاء به السيد فوزي من أسباب غير مقنع بنظري، فبادرت للرد عليه
ليست المشكلة عند مايوه السباحة ، نحن بكامل ملابسنا ونتعرض للتحرش المتواصل فكيف لو كانت المرأة بالمايوه؟
مثلاً في تعليق الأستاذ 4
يرى أن المرأة التي تعبث بالجنس لا يراها الرجل إلا عاهرة تبيع جسدها لمن تشاء
حسناً
هل نظر إلى المشكلة الأفدح التي يبيع فيها الآباء بناتهم لأزواج طاعنين في السن مقابل حفنة من المال ؟
ولا تنس من فضلك أن الزواج هذا يبارك بكلمات قدسية وورقة من رجل الدين
على الأقل العاهرة تفعل ما تريد بإرادتها ولحاجة مادية
مجتمعنا بأكمله يشارك في بيع المرأة
شكراً سيدي العزيز محب وأتمنى لك حياة مخلصة لمحبتك لها


9 - وقفة تأمل
فوزي بن يونس بن حديد ( 2013 / 3 / 18 - 16:35 )
تعلمين جيدا أختي الكريمة أن الإسلام دين حكيم يراعي نفسية المرأة جيدا بل نفسية كل مخلوق وما يفعله الجهلة من أبناء الأمة اليوم لا يمت للإسلام بصلة فهو تصرف أهوج لا يستقيم مع منطق الدين الإسلامي الحنيف الذي حرم التعرض للبنت قبل الزواج أو إجبارها عليه من أجل المال أو غيره أنا أدعوك إلى أن تقرئي عن أحكام الإسلام جيدا ومن الكتب التي تتحدث عن هذا الموضوع الشائك ستجدين حلاوتك وإمتاعك ومؤانستك في ما أنت متخبطة فيه من أحكام ولا ترمي الأحكام جزافا بل كوني هادئة وتذكري لعل الله يفتح عليك بتوبة نصوحا تفقهين معها معنى الحياة الحقيقية التي ننشدها جميعا وما متاع الحياة الدنيا إلا قليل

اخر الافلام

.. 10 سنوات من الحرب.. أطفال اليمن، أجيال مهددة بالضياع!


.. ماكرون يقامر بانتخابات مبكرة... هل يتكرر سيناريو ديغول أم شي




.. فرنسا: متى حُلّت الجمعية الوطنية في تاريخ الجمهورية الخامسة


.. مجلس الحرب الإسرائيلي.. دوره ومهماته | #الظهيرة




.. هزة داخلية إسرائيلية.. وحراك أميركي لتحقيق الهدنة | #الظهيرة