الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


خطوط ساخنة وخطوط شائكة

ثائر الربيعي

2013 / 3 / 4
حقوق الانسان


تعد ظاهرة الخطوط الساخنة للمنظومة الرقابية والمتمثلة بهيئة النزاهة وديوان الرقابة المالية ومكاتب المفتشين العموميين والمجلس المشترك لمكافحة الفساد ومكتب المنسق لرئيس الوزراء للشؤون الرقابية ،التي تعنى بمكافحة الفساد الاداري والمالي احدى الركائز المهمة والمؤثرة والفاعلة في التصدي لآفة الفساد، فانتشارها وتعميمها على كافة الوزرات والهيئات وكل حسب اختصاصه ساعد لدرجة كبيرة في الإبلاغ عن ظواهرالفساد المنتشرة هنا وهناك،فحالات التصدي في كتابة القضايا الشائكة والتي ترصد من قبل الموظفيين دليل وعي مواطن المنظمة على المساهمة في بناء الدولة ،التي لا يمكن لرئيس الجمهورية او رئيس وزراء او أي وزير او مسؤول في العمل لوحده دون ان تكون هنالك ارادة حقيقية من الجماهير في الوقوف لمعالجة التراكمات الثقيلة التي خلفها النظام السابق وثقافته .
فاالايميلات وأرقام الهواتف والمواقع الكترونية كلها اذرع تعمل بها الخطوط الساخنة لغرض الإجابة بشكلاً سريع لواقع المظلومية التي تقع على صاحبها، وهذا يعتمد بدرجة كبيرة على الاشخاص الذين يؤتمنون على نقل المعلومة من والى المسؤول وإيصالها بأمانة دون اللعب والحذف بما يتلائم مع الاهواء الشخصية والمصالح الفئوية والحزبية الضيقة، ومن اهم العوامل التي تؤدي لضمن نجاح هذه الخطوط ان يكون كاتب الشكوى يمتلك الضمير الوعي المؤمن بمعالجة المشكلة في طرحه بتجرد وموضوعية دون النزول الى مستوى الانزلاق بالمهاترات والقضايا الشخصية الجانبية ،وان تكون معلنة للجمهور بوسائل الاعلام المتاحة التي يتسنى للجميع قراءتها ومعرفة الجهة التي تتبناه ، وسرعة التعامل مع المعلومة من خلال اتخاذ الاجراءات اللازمة ،والمحافظة على سرية اسم المخبر وعدم كشف هويته لتجنبه الضغوطات من ذوي النفوس الضعيفة ،وتدوين الإخبار وتاريخه ووقته والتوقيع على مضمونه من قبل متلقي الاخبار.
ان ميزة الخط الساخن انه يوفر معلومات هائلة دون اللجوء للطرق التقليدية في الإخبار ويجنب المخبر كشف هويته امام الغير،هذه الظاهرة التي تحولت من خطوط ساخنة لخطوط بيضاء لانها ترسم لنا وتكشف عن حقائق كثيرة تميط اللثام عنها بفضل مجهود ذاتي يقوم الموظف او المواطن الحريص على المساهمة في بناء مجتمع سليم ودولة تستطيع الصمود اما المنعطفات ،وفي المقابل هنالك ظاهرة اسمها الخطوط الشائكة والمبهمة والمشوشة لاتنم عن خلق رفيع لمقدم الشكوى تهدف الى التشوية والتسقيط والانتقاص من كرامة الاخرين عن طريق اللقاء التهم ولتقليل من هيبة المشتكى عليه ،وذلك لقصور ذاتي في نفس المرء كأن يكون دافع الغيرة والحسد أو الاختلاف في وجهات النظر والاختلاف في الراي لايفسد في الود قضية ،لكنه واقعاً يفسد لأولئك الذين لايعرفون معنى الأمانة وحجمها ومسؤوليتها ،والعمل بمبدأ الخيانة فقول الرسول (أد الأمانة الى من ائتمنك ولا تخن من خانك) والتحلي بالخلق النبيل فالذي بيته من زجاج لايقذف بيوت الناس لانها مصانة وموقرة .
ان من واجب المسؤول المجد بعمله ان لا يسفح المجال للمنافقين الذين ليس لديهم سوى الحديث هذا طويل وقصير،وينقلون الأخبار من هنا وهناك وكأن العمل هذا هو مساره ،فقطع الطريق عن هؤلاء سيعطي رسالة واضحة وقاطعة بان لامجال الا للمهنية والعلمية ، كما وان المسؤول عليه ان لايخفي شكوى دون اخرى في التحري والتحقيق فيها دون التفريق بين فقير وغني وصاحب سلطة ومواطن عادي ،وقول الرسول الاكرم " إنما أهلك الذين من قبلكم أنهم كانوا إذا سرق فيهم الشريف تركوه,وإذا سرق فيهم الضعيف أقاموا عليه الحد.وأيم الله,لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها" ، وحاشا للزهراء ان تسرق فهي مثال ورمز الاباء والعفة والنزاهة ، فعلى كل الذين يريدون بناء دولة مدنية عليهم يتجنبوا الخطوط الشائكة ويعملوا بالخطوط الساخنة .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تونس.. معارضون يطالبون باطلاق سراح المعتقلين السياسيين


.. منظمات حقوقية في الجزاي?ر تتهم السلطات بالتضييق على الصحفيين




.. موريتانيا تتصدر الدول العربية والا?فريقية في مجال حرية الصحا


.. بعد منح اليونسكو جائزة حرية الصحافة إلى الصحفيين الفلسطينيين




.. الأمم المتحدة التوغل في رفح سيعرض حياة الآلاف للخطر