الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


نظام ملكي عرشه فوق الدماء، وشعب فوق المقصلة،- يحق له أن يجفف نساء الأطلس الجميلات،ويحق لهن أن يمتن كما يشتهين-

محمد فكاك

2013 / 3 / 4
مواضيع وابحاث سياسية



نشرت جريدة "المساء المغربية يوم السبت 02.02.2013 مقالا بعنوان" الفراعنة الجدد"باشا خنيفرة..الذي ..عاشق العيطة" الذي قص شعر شيخة" ماذا يجدر بمواطنة مغربية،عذبت وأهينت في شرفها وحيائها،إلا أن تكون على طريق الاستئناف الوطني الديمقراطي الثوري الجذري لمعنى المواطنة الحقيقية في هذا الزمن الاستبدادي الديتاتوري الظلامي الرجعي؟
إن المسألة الأساسية الكبرى للمواطنات والمواطنين ولمعنى المواطنة المغربية ، هي تعينينها وتتخيمها وتحديدها بما هي وبوصفها –حرية- كرامة- مساواة- عدالة اجتماعية- استقلالية شخصية وتقرير المصير. وحرية الرأي والضمير والفكر والصحافة والمعارضة والثورة والعصيان المدني،والانتقال من أفق الاستبداد والاستعباد والاسترقاق والديكتاتورية،إلى أفق الديمقراطية وحقوق الانسان وحرية اختياره كروافد جوهرية للمواطنة الحقة في أصالتها وملائها وبهائها وتوهجها وعزتها وإيقاعاتها الحاضرة والتاريخية والمستقبلية.
فهل يمكن مباحثة هذه المواطنة أو الأصالة المواطنية في ظلا لادولة الحق والقانون التي تستبيح الكرامة الانسانية ، لا لذنب سوى اعتذار فنانة الأطلس عن إحياء حفلات العرش ،لاأنها متعاقدة وملتزمة مع المجبرين والمرغمين بالقهر والارهاب على ترك مشاغلهم ، وإقامة أعراس فرحا بذرى جلوس الطاغية الحسن على عرش أسلافه المنعمين بقتل شعب واغتيال آماله؟
هنا ننتهي ونعمد إلى تثبيت موقفنا الحاسم لمفهوم المواطنة الاتي فقدت معناها مع هذا النظام الذي يسفك الدماء ويقص الشعر ، وما أعجب إلا لمن لا يعتقد أنه نظام لا زماني بل وفوق الزماني- التاريخي،اللاشرعي واللامشروع والباطل ديمقراطيا وشرعيا ومشروعية.
إن النظام الملكي بما ارتكبه من أمر فظيع في حق فنانة الأطلس هو في صورته المتجددة ما قام به
أحد خدامه في النيابة العامة بمدينة ميدلت ،من إجبار مواطن بلعق تراب حذائه لتعطله عنى ةإصلاح سيارة زوجته. وما ذا يريد من رسائله إلى الشعب المغربي ؟ إنه يريد سحب الوعي الطبقي والانساني والوطني الذي هو مكسب من المكاسب الكبرى .
أول ملاحظاتي على المقال ،مع تقديري وتنويهي به،هو تشبيه النظام الملكي الصغير التابع وتحت الوصاية الأمبريالية بل والمنصب علينا من قبلها،حتى لا يحق لنا أن نعيش الحرية والكرامة والمواطنة وحقوق الانسان بالمعايير الكونية ،إذن "بزاف عليه" بالمغربية الدارجة أن يصل كبرياء الفراعنة واستقلاليتهم وسيادتهم ،لأن إهراماتهم التي من عبقريات ومعجزات وعجائب الدهر تشهد لهم بالعزة والشرف،فأروني معجزة من هؤلاء الملوك الذين وضعهم الاستعمار والأمبريالية لتصفية العقول والإبدعات والفنون والعلوم ،ودور المغاربة في بناء الحضارة والنضارة ومواصلة الطريق لإتمام الثورة المغربية من أجل العيش الحر الكريم ،والمساواة الاوطنية دون تمييز عنصري أو عرقي أو طائفي أو ديني أو مذهبي أو عشائري أو قبلي.
وأستخلص مما سبق ، وفي إطار الملاحظة الثانية، هو إخراج الطاغية الحسن الثاني كمصدر لكل الطغيان بل وخالقه،من جريمة الجرائم ،بل وأم كبائر الجرائم،التي ترقى إلى الجرائم الانسانية الفادحة والتي من الجرائم ،الأعظم منها ،والأشد هولا ،والأخطر غولا، الصمت عليها والسكوت والطمس والتشويه والتهوينمثلما قالت الجريدة التي أحترم خطها وتوجهاتها،"هي حكاية من الزمن القديم" وما هي تنتمي للقديم الذي مضى وانتهى،بل هي مازالت تعيش وتعشش وتتولاد بحضور واستمرارية وسيطرة وتناسل وتوارث النظام. فالجالس على العرش حاليا يتحمل سياسيا وجنائيا هذه الفظائع التي يشيب لها الولدان.
فلن تختبيء جريمة قص شعر الفنانة الأطلسية وحبسها وحصارها مع فريقها،ولا يحسبن القاريء أن القص كان مجرد لمسات لطيفة بل كان القص وتحت إشراف الباشا من جذوره،مع توجيه كل أنواع السب والشتم والإهانات التي يحفظها رائدات ورواد مخافر البوليس ودهاليز الداخلية ومعتقلات النظام الاسرية مثل المعتقل التاريخي المشهور ،تازمامرت ودرب مولاهم الشريف.
إن مثل هذه البهائم الأنعامية الحيوانية الوحشية البربرية الهمجية ،التي مردت على ممارسات التعذيب والقتل والاغتيال والذبح والسلخ والجلد والسحل،كيف تجد حرجا أو ترددا أو تأنيا في قص شعر امرأة- فنانة من أصوله وجذوره،والشعر عند المرأة هو جوهرها وعمرها ووجودها وكيانها الكيانوي؟
هكذا هو شأن المواطنات والمواطنين،الإذلال ،و"البهدلة والنفي ،فهل بعد هذه الفاجعة التي تعرضت هذه الفنانة ، وبحجم هذهالعقوبة اللانسانية ، تستطيع أن تجمع صورتها الجبلية الكبريائية؟ ماذا أبقى هذا النظام السفاحي الهراق للدماء والكرامات من شخصية لها ولفرقتها ولأسرتها ومحبيها وعشاقها سوى أنها أقرب لفحمة متفحمة؟ لقد كان الباشا باسم سيده الجالس على عرش من جماجم المغاربة ودماء الشهيدات والشهداء ،أن يحطم كبرياء الشعب حتى لا يجد مبررا ،للغياب عن الاحتفالات بعيد الذل والخزي والعار والصغار..فلا مكان لمواطنة ولا وجود لمواطن في مملكة الملك ، لا يؤذن للعرش ،ولا يغني للعرش ،ولا يتضرع للعرش ، ولا يهيء فرسا للعرش ولا يخفق لاقلبه للعرش، ولا تكون أهدافه من الحياة للعرش. ولا يصلي للعرش ولا يزرع للعرش ولا يحصد للعرش ولا يحب للعرش ولا يلد للعرش.
وثالث ملاحظة عندي على المقال ،أنه وبحكم العادة والعبادة ،أن نصف فنانة كبيرة بوصف قدحي تصغيري تحقيري عاري "بالشيخة" كما تنعت في مصر بالعالمة. أليست هذه الفنانة ،صفصافة الأطلس التي نعلق عليها كل ظلال همومنا وأحزاننا وتسلياتنا من نبيذ - النظام المر والمرير،ثم نتركها وحدها تلعق علقم هذا النظام ،ولا نقيم لها ولو حفل تقدير وتكريم وإجلال واعتبار؟
أم نبقى تحت السفوح،ونمتثل لأوامر الملك- البصري- الباشا فينا ،ولا نصعد الجبل لنتطلع إلى الأفق ، لنرى حقيقة النظام وما تتعرض له كل "المواطنات الثائرات من قص للشعر وللجمال وللحرية وللكرامة وللكبرياء؟ فلعل هزارات وحمائم وبلابل الأطلس أكثر جرأة منا ،لم تعلق أناشيدها وأغاريدها وأنغامها امتثالا لأوامر الطغاة- العتاة- الجناة؟
هل يحق لشعب الجبارين من مازغ ويعرب،من حفيدات وأحفاد زينب النفزازية وخليلة يوسف ابن تاشفين،أن تضيق بهم الأرض المغربية بما رجبت، وبما تحمل من سنابل قمح وعنافيد خمر وحبات الزيتون والخوخ والرمان،أن يصل إلى اليأس أكثر من اليأس؟ فبأي ءالاء وطنكم تنكرون وتكذبون؟ألا تتأثرون وتنتقمون لفنانة بأغانيها تطمئن فلوبكم، ثم تتنكرون لها وترحلون عنها،وهي لا تزال حتى الآن تغنيكم نشيدها الانساني" كلوا من رغيفي،
واشربوا من نبيذي
ولا تتركوني
على شارع العمري وحدي......
لا أستطيع الموت في الموت الذي
لا موت فيه الآن...."
لكن أكبرالملاحظات وأهمها هو الموقف من شخص وزير الداخلية ، في نظام الحسن الثاني ،الذي جعله صاحب المقال أخر من بلغه جريمة الباشا الشنيعة الشنعاء، وهو أي الحجاج ابن يوسف الثقفي المعاصر ،الذراع الأيمن والأيسر للحسن الطاغية ،والذي كان بين يدي سيده ومن خلفه، لا تغيب عنهما صغيرة ولا كبيرة إلا أحصاها جيش عرمرم من الاستخبارات والاستعلامات،هذا الصرح البوليسي ، يمكن أن تكون جريمة الباشا متأخرة عن علم إدريس البصري؟ حاجة تقرف ، كذبة بايخة... والنظام عبر وزارة الداخلية وأجهزة البوليس القمعية ،باحتلالها كل المغرب ، جعل واحدا من أهم أهدافه البعيدة المدى ممكن التحقيق،ألا وهو استعباد واسترقاق كل الشعب المغربي،ونقله من مرحلة الانسانية البشرية ،إلى أيفل مراحل الاستحوانية الاستبهامية الاستنعامية الاستحمارية الاستبغالية الاستقرادية،وبالتالي لا يمكن أن ينفلت أي جزء من الوطن أو يبقى بعيدا عن أعين الرقباء والإنهاك اليومي للوجود المغربي،حتى تكتم أنفاسه، ووتتقطع شرايين الحياة فيه.، ومن ثمة إجباره على على الطاعة للحسن وحده بل لأخلافه وورثته من بعده.
أين العهود اللواتي أخذتها الحركة الوطنية الديمقراطية والتيارات الشعبية الثورية على نفسها،من الدفاع عن الشرف الشعب وشرف الانسان وشرف المرأة رمزالأرض والجبل، وبالتالي فأرض معركتها وميدان تحريرها يبدأ من الدفاع عن الجماهير الشعبية العمالية والفلاحية والنسائية والشبابية والطفولة،والثقافة الوطنية الديمقراطية الشعبية،؟ وما الذي سبب لهذه الفنانة الشامخة من كوارث التعذيب والنفي والاحباط وهجر الفن والغناء سوى اعتزازها بالثقافة الوطنية ، والشخصية المستقلة، مع نسيانها أنها تحت أقدام الهمجية والتوحش المغولي التتاري اليأجوجي والمأجوجي؟ فّا لم نرد الاعتبار والاعتزاز لهذه الفنانة المتمردة على الاحتلال والاستيطان لكامل الشعب والوطن والانسان ، ف،نا لن نتقدم خطوة واحدة لا للأمام ولا للخلف ،لأن المستقبل لا نبنيه فقط بالماديات الاقتصادية، بل غن المستقبل يرتبط ارتباطا عضويا وثيقا ،بنشر الفن والآداب والشعر والسينما والموسيقى والرقص والتصوير والمرسح والثقافة الشعبية،وذلك عبر فتح جبهة واسعة وعريضة مع خلفاء الاستعمار والأمبريالية والصهيونية والقوى المتحالفة معها.
إن نظام الاحتلال الأجنبي الجاثم على الأرض والشعب والانسان والعقل والقلب والوجدان ،، من استراتيجياته،أنه وفر ثلاثة عوامل أساسية:لم يترك أي شبر من الأرض المستقلة ،ولا أي ميدان للثقافة والفن والجمال المستقل عن تبعيته له ، منعه وحصاره لأي فرصة لنشر الوعي السياسي والطبقي في صفوف الشعب والطبقات المعذبة المحرومة والمستغلة. منع أي شكل من أشكال التضامن والتعاضد لبنات وأبناء الوطن يعطيهم البعد التحرري التحريري، والخرص من نظام التبعية والذلة للأمبريالية والصهيونية العالمية والأطلسية الأوروبية.
ولمقاومة هذه السياسة الاستعمارية الأمبريالية الصهيونية ،تحت لحافات مغربية اسلاموية،وأهدافها،وإلغاء مفاعيلها المدمرة،يتطلب من القوى الوطنية الديمقراطية الشعبية المستقلة عن المظلة الملكية،رسم استراتيجية سياسية بديلة تتوافر لها جميع شروط النجاح ،وبما يخدم الشعب بالدرجة الأولى.
وفي الختام ،أراني مضطرا أن أوضح من جديد أن الجريمة البشعة التي ارتكبت في حق فنانتنا،هي ليست غهانة لها فحسب ،بل هي سخرية واستهانة بالشعب الذي تنتمي إليه، وبالتالي ليست جريمة شخصية منفلتة ومنفردة ومعزولة عن سياسات النظام القمعي اللاوطني اللاشعبي اللاديمقراطي اللانساني. فهي خلاف لما جاء في جريدتنا المحترمة"المساء" بل هي تبرز من اعتبارها أنها جريمة منهجية وممنهجة في إطار التكيف الهيكلي الذي يتبعهه ورثة الحسن ،والتي تطرح حرية الشعب وكرامته. وهي جريمة مرتكبة ومهندسة ومصممة من نظام يميني محافظ ومتطرف،فلا تبرير لإرهاب الدولة ،بدليل حماية المجرمين وعدم محاكمتهم،إلا من خلال تنقيلهم إلى مهمة أكبر بعد أن نجحوا في تدبير منهج النظام القمعي.
أن يعزله إدريس البصري ،دون محاكمة ، بعد أن عصر روح الفنانة،بالقدر الذي لا يقدر عليه ملك الموت عزرائيل ، هو اشتراك النظام في الجريمة،إنه النظام الذي تتعدد وجوهه ومراياه.
وما أجمل وما أعلى ما يسعفنا هذا البيت الشعري الرؤيوي لابنةعربي ،وانطباق حيثيلته على طبيعة هذا النظام الدموي ،إذ قال:
" وما الوجه إلا واحد إلا أنه.................إذا عددت المرايا تعددا"
كل الفنانات في ملة النظام التابع وفي عقيدته ودينه ، غير مجد أن تننتزع منه فكرة راسخة:أنهن مجرد بائعات الهوى.... وشرموطات تفريغ شحنات الجنس ومومسا ت يستحققن الدوس والرفس والرجم والقتل والاغتيال شرعا وشريعة.ومن ينتصر لهن فهو فاسق مثلهن ÷هذه هي ديانة النظام وذهنيات التحريم ومعاداة الفن والفنانات والفنانين ،وعقلية التكفير والتجريم والترذيل للفن والجمال وشريعة وفتاوى وفقه دم الحيض والنفاس والبول ... والقمع والقهر








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. قصف إسرائيلي متواصل على غزة وحصيلة القتلى الفلسطينيين تتجاوز


.. إسبانيا: في فوينلابرادا.. شرطة -رائدة- تنسج علاقات ثقة مع ال




.. من تبريز.. بدأت مراسم تشييع الرئيس الإيراني رئيسي ورفاقه


.. أزمة دبلوماسية -تتعمق- بين إسبانيا والأرجنتين




.. ليفربول يؤكد تعيين الهولندي آرني سلوت مدربا جديدا له