الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تلصصُ الوداع

محمود عبد الغفار غيضان

2013 / 3 / 4
الادب والفن


تلصصُ الوداع

باستئذان خاص، وبأدب يرتقي حد القداسة، باغتت حزنه ثم وضعته في خزانة محكمة الغلق وألقت بهما في غرفة الحواديت التي يُحرم فتحها....
مع لقاء أول بتوقيت القدر، وبوعد لم يُخلف قبيل الرحيل، سرقتَ بعضًا مِن زمن لا يُستعاد، ثم غزلته سماء برائحتها الفريدة بعد أن علمت كل أماكنه براعة الإدمان...
بعذوبة نيل واحدٍ قالت إنه لا يكفي، وبكل ما اتسعت له حقائب زمنها في الوجع، صنعت بمهارة نوح مراكب من خشب الفرح، وعلى مرافئ الأمان بصدره، أفرغت كل حمولات جراح لم تكن منه، ثم باطمئنان غير مفتعل أكملت المسير...
بانتقاء متميز، وبما قدر قلبها الطيب على حمله، جمعت كل دواوين الحب الأزلي، ثم راحت ترتل جنونها بهيامه ليل نهار....
بثقة صوفي في لحظة كشفٍ غير متكررة، وبكل قصائدها في الصدق، أكملت هيئتها العاشقة، ثم أعلنته دون ترددٍ مليكها الأوحد...
مرت أيام معدودات من زمن مسروق لا يمكن أن يستعاد على هذه الشاكلة... وبعد وداعٍ كانَ حقًا يليق بها.... مضت...
استأذنت الحزن.. سرقت الزمن... حزمت الجراح... جمعت الدواوين... أكملت هيئة العاشقة... وحين مضت... كانت قد تركت: غرفة حواديت مكدسة بحزنٍ جديد... بعض زمنٍ يُستجدى كل لحظةٍ دون استجابة... سماء بملامحها أينما ذهبتُ... قصائد وداع لا يبرح الانتظار أمام صالة وصول لمن لن يصل من أجلي قط... ترانيم متأنقة لعيني أبوللو بخلت بها بعد أن هدأ الوداع... تركت لي حين مضت...... أنا وهيئتها التي كانت .... عاشقة.

محمود عبد الغفار غيضان
مجموعة "دهاليز عالم ثالث"
5 مارس 2013م








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. عام على رحيل مصطفى درويش.. آخر ما قاله الفنان الراحل


.. أفلام رسوم متحركة للأطفال بمخيمات النزوح في قطاع غزة




.. أبطال السرب يشاهدون الفيلم مع أسرهم بعد طرحه فى السينمات


.. تفاعلكم | أغاني وحوار مع الفنانة كنزة مرسلي




.. مرضي الخَمعلي: سباقات الهجن تدعم السياحة الثقافية سواء بشكل