الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


انتخابات مجالس المحافظات على الأبواب

محمود القبطان

2013 / 3 / 5
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


أمام الكتل والقوائم والأحزاب السياسية 6 أسابيع تقريبا ليدلي الناخبون بأصواتهم الى تلك القوائم والتي من المفترض أنها أقنعت الناخب ببرنامجها الخدمي القادم.وقد بدأت الحملة في الأول من آذار بدل العشرين منه لكي يفسحوا مجالا أكثر لنشر البرامج وكسب الأصوات.أمام الناخب مهمة ليست سهلة لاختيار الأفضل,حيث يطرح كل حزب أو كتلة أو قائمة البرنامج الذي يغري فيه الناخب له من حيث جاهزيته في توفير الخدمات التي طال انتظارها في كل المحافظات.والدفاع عن مواطني المحافظة وتوفير الأمن و الاستقرار ....والأهم توفير العمل ومحاربة الفساد.هذا من الناحية النظرية والعامة هكذا سوف تكون البرامج في الحملة الانتخابية. لكن...ماذا قدمت مجالس المحافظات الحالية من كل هذا؟وهم في نفس الوقت قد رشحوا أنفسهم مرة أخرى لنفس المواقع. اليوم قد أصبح واضحا للناخب أهمية صوته في الانتخابات ولكن الوعي الانتخابي مازال دون المستوى المطلوب حيث الحس الطائفي قد أشعلته القوائم الكبرى الطائفية عبر التخويف من"الزحف على بغداد"والتهميش لمكون معين في حيلة انتخابية جديدة للبقاء في نفس المواقع في مجالس المحافظات.

1:العامل الديني
مازال الكثيرون من الكتل الاسلاسياسية تستغل الانتساب الطائفي كورقة رابحة عند الجماهير عند الضرورة الانتخابية وإخراج التظاهرات والتظاهرات المضادة الى الشارع إضافة الى الوعي الانتخابي المتدني عند جماهير واسعة من الشعب..وتراهن الكتل الطائفية على عامل العاطفة لكسب الأصوات لصالحها إضافة الى التبديل البسيط في قانون الانتخابات الذي سوف يساعد الكتل الصغيرة ,كما يسمونها الى حجز مقاعد في مجالس المحافظات وخروج البعض من الملتحين والمسبحين من المجالس تلك.وقد قررت بعض الكتل الإسلامية الابتعاد عن التسميات الإسلامية في برامجها لسببين:اولهما,إنها استعملت الرموز والشعارات الدينية ولم تقدم شيئا لمحافظاتها,وثانيها,ابتعاد المرجعيات عنهم وذلك لفشلهم في إنجاز ما وعدوا به إضافة الى آفة الفساد التي ابتلى بها العراق,حيث المال الوفير قد أفسد المسؤولين بالرغم من بسملتهم و صلاواتهم وصلاتهم.وقد اثبتوا وبدون منافس لهم إنهم حيث التهوا ببناء عقاراتهم وملئوا حساباتهم بالمال السحت وتركوا أبناء محافظاتهم يتمنون لو يقطعوا أصابعهم التي وضعوها في الحبر الانتخابي وأوصلوهم الى مناصبهم.لكن وقبل أيام قليلة كتبت عن الزواج الجماعي التي أعلن عنه منتدى الكوثر,فلم يمضي يوما واحدا إلا وتجمع العشرات من الشباب الصغير في ساحة شبه محرمة في بغداد وقرب جسر ذو الطابقين وجمهور متكرر من الحاضرين وبضعة طاولات فرش عليها شراشف بيضاء وجلس حول كل طاولة العروسين وأمامهم قنينة ماء,لكنها صالحة للشرب,مع كلمة طويلة للسيد الحكيم حول الوضع السياسي,أية حفلة زواج هذه ؟والعروسين جلسا وكأنهم في مأتم.هذا هو الخطاب الانتخابي والذي يتكرر قبل كل حملة انتخابية.فماذا سوف يكسب هذان العريسان بعد انتهاء الخطاب,هذا سر لم يعرفه إلا من كان حاضرا هناك بعد أن يتعهد لمن يصوّت.

2:الخدمات
الكهرباء .تعهد المسؤولون في الحكومة المركزية والحكومات المحلية على توفير الخدمات,وعلى الأقل تقليل ساعات القطع الى الحد الأدنى ولكن هذا الوعد أخلت به الحكومات المركزية والمحلية. فلم يعد احد يصدق الشهرستاني ,نائب رئيس الوزراء حينما قال سوف يصدر الكهرباء في نهاية 2013 ,وتبقى خدمات البلدية في أدنى مستوى لها.فالأمطار في الشهر الماضي كشفت عن حقيقة وعود مجالس المحافظات في البناء والعمران,حيث غرقت المدن وفي مقدمتها العاصمة.ماء البصرة غير صالح للشرب والوعود لم تتحقق بتوفير المياه,حيث تمنح أحدى الشركات المقاولة ,بعد خصم"النسبة المئوية"للرؤوس الكبيرة وحيث تمنح سلفة مقدمة هي كل كلفة المشروع ومن ثم تهرب الشركة ويترك المشروع كما هو.وتبقى البصرة بدون ماء شرب,لابل الماء هناك لا يصلح للغسيل حتى.الشوارع امتلأت بالنفايات, الحيوانات السائبة وخطورتها,عدم وجود وظائف لتشغيل العاطلين.وهذا يشمل كل المحافظات وبدون استثناء.لم تقدم مجالس المحافظات مشروعا متكاملا لبناء المساكن في البناء العمودي واكتفت بتوزيع بعض قطع الأراضي في بعض المحافظات,وهذا لم ولن يلبي حاجة السكان للسكن حيث تنتشر ظاهرة السكن العشوائي في كل أنحاء العراق تقريبا.وليس هناك من حل ,ومع كل فقدان الخدمات تحاول بعض الكتل استغلال سكان المناطق العشوائية في كسب أصواتهم عبر وعود كاذبة جديدة في توزيع قطع أراضي لهم مستقبلا.

3:لمن يصوت الناخب؟
سوف تتضح الصورة لمن صوتّ الناخب بعد 20 من الشهر القادم وعلى أي أساس بنى قناعته.المهم أن يكون مقتنعا وليس سائرا خلف عواطفه الطائفية لان ما جرى في العراق في المحافظات خلال الأربعة أعوام المنصرمة تكون قد كوّنت فكرة عن حجم الفساد في كل مؤسسات المحافظات.على الناخب أن يتمعن في الأشخاص ,الكتل,التي ينوي إعطاءها صوته لهم وأن لا يكرر ندمه مرة أخرى لان الخطأ القادم سوف يكلفه أربعة أعوام جديدة من انعدام الخدمات وتضخم الحيتان البشرية الفاسدة. وعليه فنهاك الكوادر والشخصيات النزيهة و الكفوءة التي تريد أن تقدم لمحافظاتها العمل والبناء والحد من الفساد وإحالة الفاسدين الى القضاء وتوفير الخدمات,وإنجاز المشاريع المتلكئة والمشاريع الاستراتيجية,وأن لا يبقى ماء الرصافة حفر وقوالب ويخضع للتسقيط السياسي .وأن تنتهي مشكلة البناء العشوائي وتحل مشكلة السكن المتفاقمة وبناء المدارس الحديثة وتوفير الكهرباء والماء الصالح للشرب.كل هذا لا يتم إلا على يد أصحاب الأيادي النظيفة والبيضاء و الكفوءة من خلال انتخاب كتلة التيار الديمقراطي بمسمياتهم المختلفة,لكنها في النهاية تضم خيرة أبناء الشعب.

فيوم 20 نيسان قريب والكلمة الفصل في انتخاب من يمثل أهل المحافظات في أيادي أهلها وعليهم تقع المسؤولية الكبرى في الخروج من مأزق الفساد والفاسدين في انتخابهم الأنزه والأكفأ.وعلى التيار الديمقراطي أن يكثف من لقاءاته مع الجماهير وأن يستخدم كل الوسائل المتاحة عنده لنشر برامجه والتعريف بمرشحيه عبر الاجتماعات العامة.
د.محمود القبطان
20130304








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. من المفاوض المصري المتهم بتخريب المفاوضات بين حماس وإسرائيل؟


.. غزة: ما الجديد في خطاب بايدن؟ وكيف رد نتنياهو؟




.. روسيا تستهدف مواقع لتخزين الذخيرة والسلاح منشآت الطاقة بأوكر


.. وليام بيرنز يواجه أصعب مهمة دبلوماسية في تاريخه على خلفية ال




.. ردود الفعل على المستويات الإسرائيلية المختلفة عقب خطاب بايدن