الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


سوريا: عن النظام والمعارضة وحلفائهما

حسين عمر

2013 / 3 / 5
مواضيع وابحاث سياسية


سوريا: عن النظام والمعارضة وحلفائهما

قلّما نجد دولة تتواجه فيها المصالح والصراعات والأجندات الدولية والإقليمية كما تتواجه في سوريا. وتاريخ البلاد، منذ استقلالها وإلى يومنا هذا، يشهد على ذلك. ولذلك لم يستغرق الشأن السوري، مع بدء الحراك الشعبي السلمي فيها، وقتاً طويلاً حتى تحوّل إلى شأنٍ إقليمي ودوليّ يتأثّر بمفاعيل الأدوار الإقليمية والدولية أكثر مما يتأثّر بالوقائع والمعطيات الداخلية. وقد ساهم في رسم هذا الواقع، كلٌّ بطريقته، طرفا الصراع الداخلي، أي النظام والمعارضة، ربّما لإدراكهما باستحالة حسم هذا الصراع بمعزل عن العاملين الدولي والإقليمي. فقد استعجل النظام - كما شرحنا في مقالٍ سابق – تحريف الحراك عن مساره السلمي وجرّه إلى نزاعٍ مسلّح يبرّر به مساعي قمعه له، مثلما استعجلت المعارضة التي انتظمت، بشقّها السياسي، بمعظمها على مبعدةٍ من الحراك الميداني، في مسعى استجلاب النموذج الليبي في تدخّل دولي عسكري تتخلّص به من النظام. ولذلك ركّز النظام في خطابه، منذ البداية، على أنّه يواجه مؤامرة كونية الأمر الذي يسوّغ له الاستعانة بحلفائه الدوليين والإقليميين، لتردّ المعارضة، في خطابٍ مضادٍ، بأنّها في الحقيقة تواجه روسيا وإيران وملحقاتهما الأمر الذي يشرعن لها اللجوء إلى حلفاء في الضفة الأخرى.
لكن سُرعان ما تبيّن أنّ حال الحلفاء في ضفتي الصراع مختلفٌ ومتباين في ثلاث نقاطٍ جوهرية على الأقلّ. فقد انطلق حلفاء النظام، أوّلاً، من إستراتيجية مرتكزة على أنّ بقاء النظام مسألة مصيرية لا يُمارى فيها، في حين أنّ حلفاء المعارضة لم يمتلكوا نفس الدرجة من الحسم والإصرار على ضرورة رحيله وتركّزت جُلّ مبادراتهم على دفع النظام إلى التحاور مع مناوئيه والقبول بتقاسم السلطة معهم. ثانياً، أظهر حلفاء النظام تفاهماً وانسجاماً ورؤية مشتركة افتقر إليها حلفاء المعارضة، حيث بات واضحاً التباين والاختلاف في المواقف والدوافع والرؤى في معسكرهم. وقد ظهر ذلك حتى بين الحيّز السياسي والجغرافي الواحد، بين الخليجيين أنفسهم وبين الغربيين أنفسهم وبين هؤلاء وأؤلئك على أكثر من صعيد. ولا يزال هذا التباين والاختلاف مستمراً ويتبدى أحياناً على صورة أعمق لتصل إلى حدّ الانقسام مثلما تُنبئنا به المؤتمرات والمحافل التي تجمعهم. ثالثاً، يُقدّم حلفاء النظام له كلّ ما يطلبه وما يحتاجُ إليه على الأصعدة المختلفة، بينما يمتنع حلفاء المعارضة عن ذلك ولا يقدّمون لها إلاّ ما يتوافق مع أجنداتهم ومخططاتهم في تسيير الأمور ويستغلون ذلك في التحكّم بالخيارات التي تتّخذها المعارضة.
يتحدّث البعض عن أنّ المعضلة التي قد يواجهها حلفاء النظام تتمثّل في ما يعانونه من أوضاع داخلية تنغّص عليهم استقرارهم وتلقي بظلالها على مدى قدرتهم في الصمود، وفي هذا الحديث الكثير من الحقيقة ولكنه لا يحجب الرؤية عن مدى العجز الذي يبدو جلياً في أداء حلفاء المعارضة كذلك.
تعكس المحاولات والجهود الأخيرة، في سبيل تحقيق اختراق يؤمّن توافقاً أمريكياً-روسياً على صيغة للحلّ السياسي في سوريا، جزءاً من هذه الصورة لقناعة الجميع بأنّ هذا التوافق هو المدخل الوحيد المتبقي أمام الخروج من المأزق الذي يجد الجميع نفسه فيه وسط حالة الاستعصاء المحكم التي تعاني منها المسألة السورية!
حسين عمر: كاتب ومترجم








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. نتيجة خسارة التحدي.. قمر الطائي تعاقب بطريقة قاسية ??????


.. بعد رحيل -رئيسي- .. إيران أمام أخطر 50 يوما في تاريخها




.. فتح تحقيق بأسباب تحطم طائرة رئيسي.. ووفد رفيع يصل مكان الحاد


.. شبكات | انتقادات لمخرج مصري بعد مباراة الزمالك ونهضة بركان




.. شبكات | احتفاء بأمانة طفل يمني