الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الرأسمالية و اجبار الانسان على الانتحار

اللجنة الاعلامية للحزب الشيوعي الاردني

2013 / 3 / 7
اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم


الرأسمالية و اجبار الانسان على الانتحار
ان الاتتحار ظاهرة تاريخية لم تظهر حديثا , فهي موجودة منذ زمن بعيد.
و لكن ما يخصنا , هو ما يشير اليه عنوان هذا المقال , أي ظاهرة الانتحار كافراز اجتماعي للنظام الرأسمالي.
لم يعد يموت المواطنون فحسب من البرد والجوع وبالمئات سنويا بعد فقدان العمل بل يتعاطي بعضهم الموت إراديا وهم في حضن هذا النظام الذي منحهم وظيفة. فهذا الحضن الرأسمالي ذاته حضن قاتل فهو يدفعهم للانتحار نظرا لتشديد و تائر العمل و العمل الرتيب الخالي من المضمون , و المفصول كليا عن العمل الخلاق المبدع (الاغتراب) بالتالي يتطلب هذا اشكال سلبية من اوقات الفراغ خارج العمل ,بما يجبر لصاحبها ان يقضيها بشكل سلبي , هذا الشكل اللا انساني يستحيل الى عذاب يومي يؤدي في النهاية الى الانتحار.
إن ظاهرة الانتحار في البلدان الرأسمالية المتطورة هي تعبير عن مظهر من مظاهر الأزمة الرأسمالية المتفاقمة التي هدفها الأساسي ليس الإنسان وسعادته، بل الركض وراء تحقيق الحد الأقصى من الربح , فقد أعلنت الحكومة اليابانية أن عدد المنتحرين في اليابان لايزال يتجاوز ثلاثين ألفاً للعام التاسع على التوالي سنة ،2006 ، وأن 48 في المئة منهم عاطلون عن العمل, وقد اشار التقرير الى أن أبرز أسباب الانتحار كانت المشاكل الصحية والهموم المالية , و في الوليات المتحدة الأمريكية تزداد معاناة العمال وشروط عملهم القاسية منذ عام ،1995 تدني الأجور المستمر وانخفاض قدرتها الشرائية وتردي وضعهم الصحي والمعاشي، وانخفاض نفقات الدولة على الخدمات الصحية والتعليمي, البطالة في تزايد مستمر، وآثارها السلبية الاجتماعية والنفسية على صحة العمال بالتزامن مع ارتفاع معدلات الانتحار , وينتحر بفرنسا نحو 12 ألف شخص سنويا لأسباب مختلفة فالانتحار يحتل المرتبة الأولي يتبعه ضحايا حوادث الطريق. ونسبة الانتحار علي المستوي الوطني هي 16 من كل 100 ألف مواطن.
يدعي بعض الأيديولوجيين و المنظرين من أوساط البرجوازية أن الأنتحار هو (موضة)كما قال مدير شركة "فرنس تيليكوم" ثم اعتذاره عن استخدام هذا التعبير, أو أن هذا نتيجة خلل عقلي أو أمراض نفسية مزمنة او انفصام في الشخصية (كما يدعون) , مخفيين حقيقة منبع تلك الأمراض و الظروف الاجتماعية و الاقتصادية التي تخلقها ,فيخفي هؤلاء الأيديولوجيين أن النظام الرأسمالي و الأزمة الاقتصادية والاجتماعية والأخلاقية، وأيضاً الحروب الاستعمارية وزيادة نفقات التسلح على حساب الشعب، وأيضاً في البطالة، و أكثر من 50 مليون عامل عاطل عن العمل في العالم,
, الفقر، والفقر المدقع، وانخفاض المقدرة الشرائية للأجور والتضخم النقدي و التفاوت الطبقي الكبير الذي يزداد باستمرار، خاصة خلال العقدين الأخيرين من القرن الماضي.
ازدياد عدد الفقراء بالقياس إلى تمركز الرأسمال والثروة بيد عدد محدود جداً في المجتمع، يملك الواحد منهم عشرات المليارات من الدولارات. وهذا يحصل من خلال تشديد وتائر العمل والاستثمار، ومن خلال توزيع الدخل الوطني الفظ الظالم, حيث حصة أقلية في المجتمع تساوي اضعاف مضاعفة ما تملكه جماهير عريضة من الناس.

يعزي الأيديولوجيين البرجوازيين الانتحار الى أن سببه التهرب من الواقع و عدم القدرة على مواجهته (ضعف في الشخصية) , و لكن الغريب هو عدم تطرقهم لذلك الواقع الذي لم يستطع المنتحرون مواجهته, فيخفون حقيقة (الواقع ذاته) خلف مصطلحات علمية رنانة لايهام الناس أن مشكلة الانتحار هي (مشكلة ذاتية) و حسب أي من الأشخاص انفسهم, و هم يبتعدون عن (موضوعية) ما يجري داخل المجتمعات الرأسمالية المتفسخة.
و الجدير بالذكر أن عدد المنتحرين في العالم هو أكثر من مليون حسب تقرير لمنظمة الصحة العالمية و يذكر في التقرير أن 65% من حالات الانتحارترجع الى اسباب متعددة مثل التربية وثقافة المجتمع و الوضع الاقتصادي لأولئك..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حلقة نار من تحدي الثقة مع مريانا غريب ????


.. الجيش الروسي يستهدف تجمعات للقوات الأوكرانية داخل خنادقها #س




.. الطفل هيثم من غزة يتمنى رجوع ذراعه التي بترها الاحتلال


.. بالخريطة التفاعلية.. القسام تقصف مقر قيادة للجيش الإسرائيلي




.. القصف الإسرائيلي المتواصل يدمر ملامح حي الزيتون