الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المثقف والدولة بين التنظير والممارسه

محمد الحاج ابراهيم

2005 / 4 / 5
مواضيع وابحاث سياسية


عندما يتعرض المجتمع لاهتزازما، تهب نخبه العامة بكل شرائحها ومستوياتها للسيطرة على الأوضاع درءا من تفاقمها، لكن عندما تتسارع هذه النخب للاستعراض بظل غياب السياسة بأُطرها التنوعية والعامة تطغى الذات على الموضوع، وتتناقل الألسن حكايات ليس لها من أساس تُبنى عليه، ومع ذلك تُبنى لالشيء إلاّ لفوات المثقف الاستعراضي بكل معانيه السياسية وغيرها.
الزلزال الاجتماعي يعني اهتزاز القاع والأعمدة والسطح، ويعني أيضا احتمال الانهيار، وعلى ذلك تكون مسؤولية المثقف كبيرة جدا ما يستدعي الحراك على الأرض دون مجالس وصاية وترشيد وهمي وخطب وطنية رنّانة كلاسيكية ملّتها الناس، لأن موضوع القاع الاجتماعي أعقد المواضيع التي يواجهها المجتمع، وعندما يقود القاع المتخلف سطحه الثقافي أو السياسي فذلك يعني أن على المجتمع السلام.
دور الدولة الوطني تحتمه الرؤية الاستراتيجية بالانغراز في الواقع لمعرفته، وليس إدارته من وراء المكاتب، وعلى وجه الخصوص القاع الاجتماعي، لأنه المُرشّح للفلتان والفوضى وخلق القلاقل والبلابل، والطابور الخامس لايجد مناخا مناسبا مثل القاع الاجتماعي والنفسي القائم على الفقر والبطالة واليأس والتمييز، لذلك على الدولة أن تعالج مثل هذه المسائل خشية أن تصنع هذه الأوساط أحداثا مرتبطة بدوافعها، وإذا كان دور الدولة المحاسبة بمعنى المعاقبة على الفعل فقط فهذا يعني أنها تُساهم بهذه الأحداث، وتجعل المظالم دافعا متسارعا لإحداث الخلل البنيوي الذي يُفتّق الكثير من الشروخ الاجتماعية التي تصنع كل ماهو مدمر.
للمثقف وعلى الأخص السياسي دورا فعالا لدى كل اهتزاز يصيب المجتمع، لكن عندما يكون مُصادر بحريته وانتمائه وحركته يبقى الدور للقاع الذي هو أخطر المواضع الاجتماعية على الاطلاق، مابالك لو كان المثقف مصادرا والقاع يُعاني ظلما، كيف سيكون عليه الحال في مثل هذه الاهتزازات والزلازل؟، بالتأكيد إن الفوضى هي البديل الطبيعي، خاصة عندما لاتقوم الدولة ومن يمثّلها بدور عقلاني مبني على الانصاف وليس على التشفّي الذي يوقِعُ المجتمع أي الدولة والشعب في الفخ(الكارثه).
كل المجتمعات البشرية والمتنوعة بوجه الخصوص تتعايش وتخلق المشترك، لأن الانسان بالفطرة يبحث عن الأمن والأمان ويسعى باتجاه خلق المشترك مع الآخر الذي يحقق مصلحته، لكن عندما تتجاوب هذه الفئات التي تشكل المجتمع لمشاريع خارجية تبدأ رحلة الشروخ التي لاتُقدم أكثر أو أقل من الدمار والمشروع الخارجي ليس بالضرورة أن يكون خارجيا بالمعنى الجغرافي، بل ربما داخليا بالمعنى الثقافي، الذي يُحقق تمايزا سلبيا لايحصد ثماره المعطوبة إلا الفقراء، الذين هم الضحايا في كل زمان ومكان.
عظمة الحكومة عندما تتبنى المواطنة أساسا للاحتكام، والعدالة أساسا للمحاكمة ولاتميز بين مواطن وآخر إلا على ضوء الحقوق والقانون،في هذه الحالة يزول الغبن بين الناس ولايكون التناحر بديلا للتنافس،ولاتميز المراكز الأمنية بين المواطنين بدوافع الانتماءات الصغيرة والضيقة لأن الوطن متسع كبير لكل مواطنيه ومن فضائه يتنفس الجميع وطنيا كإحساس وعقل وثقافيا كمعرفه، وما في الكون أغلى من الأوطان ترابا وسماء وماء








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. سيلين ديون تكشف عن صراعها من أجل الحياة في وثائقي مؤثر


.. -هراء عبثي-.. شاهد رد فعل مؤرخ أمريكي على الديمقراطيين الذين




.. نيويورك تايمز: تجاهل البيت الأبيض لعمر الرئيس بايدن أثار الج


.. انتخابات الرئاسة الإيرانية.. مسعود بزشكيان




.. بزشكيان يحصل على 42 % من أصوات الناخبين بينما حصل جليلي على