الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مذكرات أنثى في مدينة الرجال...

جوري الخيام

2013 / 3 / 6
سيرة ذاتية


باريس مرة أخرى؟؟؟!!!!))

عندما كنت مراهقة كنت أتجول في شوارع باريس مع والدتي في إحدى الصيفيات العائلية... و استوقفتنا عرافة جزائرية تجاهلت والدتي تماما ونظرت إلي وقالت بصوت يكاد لايسمع:
" ستكوني جميلة يا ابنتي وسيكون هو أسمرا طويلا عيونه خضراء... احذري بعض غضبه لأنه سيكون شديدا ..".
احتضنت يدي المرتعشة بين يديها الخشنتين وأكملت بصوتها الخافت المخيف:
" رحلت كثيرا وسترحلي أكثر وستعودين إلى هنا لتبحثي عن قدرك من جديد ..."
ضحكت بقلق ونظرت إلى سماء يوليو الرمادية وٌقلت لها إني أبدا لن أسكن هذه المدينة لأني أحب البحر والشمس الحارة ...

كذبت العرافة ولو صدقت!!))

ماذا ستقول العرافة إذا علمت أني قضيت عقدا من الزمان على حافة البحر مع ذاك الأسمر ذوالعيون والغضب السهل الإشتعال الخضر تحت الشمس الحارة وها أنا عدت كما قالت لأبحث عن قدري في مدينة النبيذ الرمادية دون أن أتذكرها ...
لازلت لاأؤمن بصدق العرافات ...لكني أؤمن أن القطط يحسون بالموت يوم عيد الأضحى لذلك فهم يختفون!


************************************************************************************************

وسادتي لم تعد خالية..))

وصلتني رسالة من رسائله التي تعودت على تلقيها منه بين فترات اختفائه مرفقة بقبلة اليكترونية لم تعني لي هذه المرة شيئا...
ماذا تريد؟ لم لاتذهب بلا عودة؟
رن هاتفي
نعم؟
"ظننت أنك لن تردي"
ماذا تريد؟
"أهكذا تكلميني بعد طول غياب"
لم تكن مسجونا على حد علمي ! لقد مت بالنسبة لي على فكرة وهذه المكالمة لم تحدث ابدا

أحسست أعصابه مشدودة جدا ,تذكرت عندما كنت أجلس ورائه أقبل عنقه وأدلك ظهره لأخلصه من عقد مكتبه و يومه المرهق ولأول مرة لم أحس بالرغبة في العودة إلى الوراء...لم أغمض عيوني ولم أبحث عن عطره في ذاكرتي ...سمعت صوته من وراء الهاتف يخرج متوترا

"ما هذا العالم المتطرف الذي تعيشين فيه ؟ لازلت تريدين كل شئ أولاشئ"

أجبته بهدوء لم يعتده مني :
كان يا مكان عندما كنت أريد كل شئ اليوم لا أريد منك شيئا ...النهاية

"هذا شئ سخيف!"

لماذا يصر على وجودي في حياته إلى هذا الحد .... لما عاد ولم رحل؟أيريد صداقتي؟نحن كنا عشاقا لم نكن أبدا أصدقاءا...ورود الصداقة يا عزيزي لاتنمو فوق أرض الهجر...
لن ألعب هذه اللعبة التي لا هدف لها سوى الملامة لأني لا أجيد لوم الحبيب ولأني سأخسر أمامك لا محالة!
هناك مواقف لا معنى لها ولا يجب أن نفسح لها في أجنداتنا مكانا , وهناك لحظات تفضل فيها شفاهنا الصمت لأنه أفضل المقولات... من الأفضل ألا نعاكسها في تلك الأوقات ...
فهمتك أكثر عندما رحلت ونظرت إليك من بعيد وجدتك كمعظم أبناء بلدي جاهل بأركان الأنوثة لا تعرف معايشتها... رغم أنك لا تقبل الانتقاد وتنفي كليا الاتهام ...كنت دائما تدعي أنك لست ذلك الرجل الغيور الذي يريد تملكي ... كنت تدعي أنك متفتح الأفكار ...لكن عندما كنت تغضب فإنك تنسى إنتقاء ألفاظك و تتحدث بلسان جدك !
تعلمت ألا لن أتعلق بحبالك التي ذابت تحت قدماي في الماضي وحتى إن كان قلبي لا يتعلم فهذه الحروف تشهد أني سأهزمه وأني سأمنعه من الشقاء ...
"لم صرت قاسية؟"
أنت تعرف إلى أي حد أحببتك يجب إذا أن تعرف إلى حد كرهتك أما اليوم فأنت ميت ومشاعري اتجاهك تكاد تكون آسفة محايدة...
"هل لنا أن نلتقي؟"
هل لك أن تنهي من يومياتي؟
صرت أفهم أن ما يزعجه هو ألا تكون مفاتيح حياتي معه يقفل ويفتح كما يشاء...أفهمت أخيرا ان لكل شئ يا سيدي نهاية حتى غباء القلوب وطيبة المغرمين ؟

(في عالم العاشقات كثيرا ما تفسر قسوة الرجل على أنها شئ من الحب ...ما تعلمته أنا في مدينة الرجال هو أن من يحبني لا يحيرني ولا يعذبني ومن يريد أن يقبلني ليس من الصعب عليه أن يجد شفاهي في الظلام وإذا تعذر عليه ذلك فلأنه لايريد....صحيح أن الحب أعمى لكنه في الحقيقة لايقتل وما أتعبنا منه فهو مرض يستدعي العلاج!)


يتبع إن شاء القلم....








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - لو؟!!!!
حيدر حسن ( 2013 / 3 / 6 - 21:56 )
القصة معبرة ولكن ختامها (لو شاء القلم )ولا أظن بأنها عبارة مناسبة اذا أن القلم لا مشيئة له وان كانت له مشيئة فبطل القصة هو لا أنتي ؟!! ولو قلت ان شاء الله لكان الصح بعينه أيته الطيبة تحياتي وبأنتظار جديدكي لا جديد القلم


2 - حيدر
جوري الخيام ( 2013 / 3 / 19 - 15:17 )
...أنا وقلمي وجهان لعملة واحدة

اخر الافلام

.. بايدن أمام خيارات صعبة في التعامل مع احتجاجات الجامعات


.. مظاهرة واعتصام بجامعة مانشستر للمطالبة بوقف الحرب على غزة وو




.. ما أهمية الصور التي حصلت عليها الجزيرة لمسيرة إسرائيلية أسقط


.. فيضانات وانهيارات أرضية في البرازيل تودي بحياة 36 شخصا




.. الاحتجاجات الطلابية على حرب غزة تمتد إلى جامعة لوزان بسويسرا