الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


العراقيون الحقيقيون

إبراهيم حسن

2013 / 3 / 6
مواضيع وابحاث سياسية


في خضم الصراعات والتجاذبات السياسية البائسة، يتمايل العراقيون يميناً ويساراً خوفاً على انفسهم من اشتعال حربٍ طائفيةٍ مرّة اخرى. وليس بعيداً على العراقيين أن يتذكروا السنوات القليلة الماضية التي كان القتل فيها على الهوية ... على الاسم ... على المذهب ... على اللقب ...ولكن ماذا جنى العراقيون منها ؟ غير الخراب وسفك الدم والحرمان والرعب والمآسي ...ثمة مسألة مُهمة جداً ينبغي الالتفات إليها وهي إن سياسيّ اليوم " لا يستحون " من انفسهم ولا من العراقيين ولا من الله . فكثيرٌ منهم يحمل اجندته الخارجية لتنفيذها فوق رؤوس العراقيين، والغريب إن العراقيين يقفون اليوم مكتوفي الايدي .. عن اي جهة يدافعون ؟ و اي جهة يحاربونها ؟ فقضية تمييز السياسي العراقي الاصيل من السياسي الطائفي المتورّط اصبحت قضية صعبة، واخشى ان يضيع العراقيون في هذه الدوّامة التي يتشاءم منها اغلب العراقيين. فالطائفية على الابواب " وهذا ما لا اتمناه "، يقف خلفها سياسيون وجهات واحزاب تدفع ملايين الدولارات لاعادة العراق الى مرحلة لم يخرج منها الا بقتل الانفس. يقول سبحانه وتعالى (الفتنة أكبر من القتل ) سورة البقرة217 ، وفي نفس السورة يقول جل جلاله ( الفتنة اشد من القتل ) آيه 191. تأكيداً على ان الفتنة امرٌ مرفوض شرعاً فضلاً عن رفضه قانونياً، لانها امرٌ بغيض يتنافى مع كل القيم التي تحملها الاديان السماوية والوضعية فضلا عن المبادئ الانسانية النبيلة التي تشترك فيها اغلب المجتمعات الانسانية.

لقد مرّ المجتمع الاسلامي بفتن كثيرة كان اوّلها هي الفتنة الكبرى ( مقتل الخليفة الراشدي عثمان بن عفان ) تلتها فتن كثيرة عصفت بالدولة الاسلامية. ولم يكن العراق بمعزل عن تلك الفتن، حيث كان يتأثر ويؤثر في الفتن التي حصدت آلاف الارواح على مّر التأريخ. اليوم وبعد الفتنة الطائفية التي اشعلها الغرباء بأيدي عراقيين في عام 2006 في العراق، حدّث تحوّلاً ديموغرافياً في مناطق العراق، لتصبح مناطق متجانسة طائفياً بعدما كانت مناطق متنوعة يعيش اهلها بسلام وتسامح واخوّة. هذا التجانس الطائفي هو تمهيد لمشروع تقسيم العراق الى اقاليم تأخذ عنواناً طائفياً " الاقليم السني في الوسط – الاقليم الشيعي في الجنوب. فضلا عن اقليم كردستان في الشمال. واليوم بدأت تنكشف اللعبة بتورّط جهات سياسية داخلية وقوى خارجية في مشروع تقسيم العراق.
ان العراقيين الحقيقين، يجب أن يعوا حجم الازمة التي مر ويمرّ بها العراق، وعليهم ان يتحمّلوا مسؤوليتهم كلٌ من موقعهِ. وان يتخلى العراقيون عن مبدأ ( آني شعليّه )، وأن يساهم كل مواطن بفكرهِ او فعلهِ او وظيفته او عمله في توحيد صفوف العراقيين وبناء العراق الجديد. العراقيون الحقيقيون هم اولئك الذين لا ينتظرون من آلاخرين كلمة شكر، ولا رداً للجميل. العراقيون الحقيقون هم اولئك العراقيين الذين عاشوا مئات السنين ضمن رقعة جغرافيّة واحدة، ساد بينهم الوئام والالفة والمحبة. وتصاهروا وتعايشوا ضمن منظومة وعي بسيطة جداً تقوم على النوايا الحسنة والطيبة والتسامح والاخوّة. العراقيون الحقيقيون هم اولئك الذين لا يفضّلون طائفتهم او مذهبهم على حساب عراقيتهم. العراقيون الحقيقون هم اولئك الذين ينتمون للعراق لا لغيره، حبهم للعراق. انتماءهم للعراق. تضحياتهم من اجل العراق. العراقيون الحقيقيون هم اولئك الذين يفكّرون في آلاخر قبل ان يفكروا بأنفسهم. العراقيون الحقيقيون هم اولئك الذين يساعدون آلاخر ويقتربون منه بغض النظر عن كل الاعتبارات الضيقة، هم اولئك الاحرار الذين لا يسمحون للغرباء ان يتدخّلوا في شؤونهم الداخليّة. العراقيون الحقيقيون يؤمنون بالحوار ويتفاهمون بالحوار ويتصالحون بالحوار،و ينبذون كل اشكال العنف والدموية والتعصب.

العراقيون الحقيقيون هم اولئك الذين يعرفون حجم المؤامرة التي تُحاك ضدهم، وبالتالي فإنهم يتصدون لها بكل الوسائل السلمية المتاحة بأيديهم. العراقيون الحقيقيون لا تختزلهم هوية اثنية او عرقية او طائفية. وانما تجمعهم خيمة العراق الواحدة التي كانوا يعيشيون تحتها منذ آلاف السنين. العراقيون الحقيقيون يؤمنون بالتنوع الاثني والطائفي غير ان هوية العراق والولاء إليه هي من اولياتهم ومبادئهم النبيلة ....








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - هويات ثانوية
أبو ناتاشا-Yousif Slaiwa ( 2013 / 3 / 6 - 18:59 )
المقالة تأتي في ظرفها ووقتها ونحن على أبواب الإنتخابات . المشكلة الكبرى , هي التستر على الدعم الذي تلاقيه الهويات الثانوية , الطائفية والدينية والقومية والعشائرية من قبل المستفادين ماديا والحاصلين على إمتيازات تفوق العقل من سياسيين ورجال دين ورؤساء عشائر , ضاربين عرض الحائط دماء العراقيين التي تسال كل ساعة . هؤلاء الداعمين للهويات الثانوية يدخلون الخوف والرعب في قلوب الناس فيما لو لم يتمسكوا بهذه الهويات ,لذلك غابت الهوية العراقية


2 - هذا صوت عاقل ياءتينا من الداخل ومن اكاديمي شاب لنب
الدكتور صادق الكحلاوي ( 2013 / 3 / 6 - 20:01 )
تحياتي المخلصه عزيزي سيد ابراهيم ومباركتي لمبادرتك الشريفة في الحث على الوحدة الوطنية في العراق-وهي-أي الوحدة الوطنية-ثروة عظمى بحد ذاتها
والامر الثاني الذي تدعو اليه-وهو قضية خيوية كبرى-هي نبذ العنف بدء بنبذ الفتنة بكل اشكالها وعندنا الطائفية خصوصا
ان الدعوة للحلول السلمية والنضال السلمي -خصوصا في الصراع بين الاخوة-ليس امرا نبيلا فقط بل اكدت التجارب البشرية في جميع القارات وعبر جميع العصور ان الحرب ومنها الحرب الاهلية وكذالك جميع اساليب الارهاب والتعسف في التعامل السياسي
لم تحل مشكلة ابدا وانما تفاقم المشاكل-وبصراحة ان العنف والحروب والتقاتل هي من ابرز مايذكرنا بالاصل الحيواني للبشروموطنه الاول-الغابه وانت رجل اكاديمي وتخصصك بعلم الانسان وتعلم اكثر مني ماهو انساني وماهو حيواني-مع الاعتذار-ولعلك تعلم ايضا ان الانسان لم -ينشاء-على طريقة كن فيكون-لذالك فاءن مقالتك تدخل ضمن عملية-علق وتكوين وانشاء-ابناء شعبنا ليكون ابعد فاءبعد عن الحيوانية واقرب الى مجتمعات النجاخ والتطور الدائم وليس النقيض
حاولت مرارا الاتصال بك ولكن ايميليك اثنينهما اكسباير ساتصل بك عبر الخط المباشر
لتسلم لعمك ابو حي


3 - هذا صوت عاقل ياءتينا من الداخل ومن اكاديمي شاب لنب
الدكتور صادق الكحلاوي ( 2013 / 3 / 6 - 20:02 )
تحياتي المخلصه عزيزي سيد ابراهيم ومباركتي لمبادرتك الشريفة في الحث على الوحدة الوطنية في العراق-وهي-أي الوحدة الوطنية-ثروة عظمى بحد ذاتها
والامر الثاني الذي تدعو اليه-وهو قضية خيوية كبرى-هي نبذ العنف بدء بنبذ الفتنة بكل اشكالها وعندنا الطائفية خصوصا
ان الدعوة للحلول السلمية والنضال السلمي -خصوصا في الصراع بين الاخوة-ليس امرا نبيلا فقط بل اكدت التجارب البشرية في جميع القارات وعبر جميع العصور ان الحرب ومنها الحرب الاهلية وكذالك جميع اساليب الارهاب والتعسف في التعامل السياسي
لم تحل مشكلة ابدا وانما تفاقم المشاكل-وبصراحة ان العنف والحروب والتقاتل هي من ابرز مايذكرنا بالاصل الحيواني للبشروموطنه الاول-الغابه وانت رجل اكاديمي وتخصصك بعلم الانسان وتعلم اكثر مني ماهو انساني وماهو حيواني-مع الاعتذار-ولعلك تعلم ايضا ان الانسان لم -ينشاء-على طريقة كن فيكون-لذالك فاءن مقالتك تدخل ضمن عملية-علق وتكوين وانشاء-ابناء شعبنا ليكون ابعد فاءبعد عن الحيوانية واقرب الى مجتمعات النجاخ والتطور الدائم وليس النقيض
حاولت مرارا الاتصال بك ولكن ايميليك اثنينهما اكسباير ساتصل بك عبر الخط المباشر
لتسلم لعمك ابو حي

اخر الافلام

.. القضية الفلسطينية ليست منسية.. حركات طلابية في أمريكا وفرنسا


.. غزة: إسرائيل توافق على عبور شاحنات المساعدات من معبر إيريز




.. الشرطة الأمريكية تقتحم حرم جامعة كاليفورنيا لفض اعتصام مؤيد


.. الشرطة تقتحم.. وطلبة جامعة كاليفورنيا يرفضون فض الاعتصام الد




.. الملابس الذكية.. ماهي؟ وكيف تنقذ حياتنا؟| #الصباح