الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


موسيقى الثورة أولى الصفعات

خليل قطاطة

2013 / 3 / 6
اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم


أسند رأسك على يدك اليمنى, أغمض عينيك و خذ على نفسك عهدا أن تأخذ شكل البوق المتحفز حتى يتسنى للمارين بك أن ينفخوا فيك لا من روحهم بل من ريحهم على أن لا يكون ذلك من باب الإيمان بك كمثقف يؤمن أن الحمقى وحدهم لا يغيرون مواقفهم و أن الثبات على الشيء صفة لا بشرية بل إن ذلك يعد من باب إطعام الفم مجلبة لاستحياء العين و كسرها تمهيدا لتحويلها المنطقي من عين الناقد الثاقبة إلى العين المثقوبة الواقفة تنتظر الذي سينقدها أجرها .
بعض الذين سقطوا من ثقوب شبكة الصيد العشوائي هذه يصنفون اليوم ضمن الأيقونات غير الخاضعة لمنطق الدرجات و التدرج و المفاضلة في ما بينها بل إلى منطق الكونية في أنقى تجلياتها اعتمادا و بشكل أساسي على تعريف الكائن/ الأيقونة و تأويله لمصطلحي الحرية و التحرر ليكون ذلك نتيجة و سبب في آن لاختلاف درجات التعبير من زاوية النفاذ و الحدة و من زاوية الشكل الذي تأخذه حيث مثلت الموسيقى على سبيل الذكر ذراعا طولى لطالما ارتسمت بأصابعها الخمس على خد الجلاد الأيمن قبل يدير لها خده الأيسر على سبيل البلاهة مطلقا على ذلك تسميات شتى من قبيل : الحوار .
تكون الموسيقى دائما المنتصر الوحيد مهما اختلفت النتائج و النهايات بصعود المتمرد إلى سدة الحكم و صعود الحاكم إلى سدة الإعدام أو بالتقاء الاثنين سرا كعاشقين سريين قرب نهر أو ما شابه لتقيم القلة الباقية من الشعب الحي افتراضا و في الحالتين مأدبة عشاء فاخرة على شرف الشهداء تأكل فيها الأصابع ندما على إحلال البلاء محل البلاء و على استبدال الكوليرا بالملاريا و على الزمن التافه الذي صارت فيه المفاضلة في الشر واردة .
في دولة الشيلي على سبيل الحصر لا الذكر دكتاتور أوغست بينوشيه سنة 1973 و مغن ثائر يدعى فيكتور جارا منتصر لقضيته مؤمن باليسار ملتحم ببسطاء شعبه .. صورة الصورة أن تقطع يداه بهدف الإذلال حتى لا يحمل القيتار ثانية لكن الحنجرة لم تستطع كبح هياجانها بالصدح بأغاني الثورة لكن الملفت هنا هو أن عملية القتل و التنكيل باتت ثانوية و شبه منعدمة و تحديدا من 2002 إلى 2006 حين دارت فصول محاكمات بينوشيه إلى حين إعلان وفاته على كرسي متحرك في حين مات جارا واقفا كشوكة في حلق المتسلط و ليرحل الاثنان على اختلاف الوجهات بينما ظلت الموسيقى عالية الراية حتى و إن رددها البعض بصوت منخفض أحيانا و إن رددوها في السر لكنها تبقى أبد الدهر صادحة








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. سوليفان في السعودية اليوم وفي إسرائيل غدا.. هل اقتربت الصفقة


.. مستشار الأمن القومي الأميركي يزور السعودية




.. حلمي النمنم: جماعة حسن البنا انتهت إلى الأبد| #حديث_العرب


.. بدء تسيير سفن مساعدات من قبرص إلى غزة بعد انطلاق الجسر الأمي




.. السعودية وإسرائيل.. نتنياهو يعرقل مسار التطبيع بسبب رفضه حل