الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المرأة السورية من زنوبيا إلى يارا

جميل حنا

2013 / 3 / 6
ملف فكري وسياسي واجتماعي لمناهضة العنف ضد المرأة


المرأة حاضرة في الكون منذ الآزل وما أكتمل الكون إلا بوجودها.إذا هي الركن الأساسي والعمود الفقري في الكيان البشري.بدونها لا وجود للأسرة والمجتمع,وأي إنتقاص من مكانتها هو إنتقاص لأهمية الأسرة وبالتالي لكافة أركان المجتمع بما فيهم مجتمع الرجال.إن منح المرأة مكانة دونية هو المساس بمكانتها الطبيعية التي حصلت عليها عبر صيرورة تكوين المجتمعات البشرية على سطح الكرة الأرضية.وهذه النظرة السلبية تكون مناقضة ومنافية للقيم الإنسانية السائدة في الكون وللشرائع السماوية.
كفاح المرأة من أجل الحرية والمساواة بدأ يظهر بشكل واضح منذ قرنين.ومع مرور الزمن وخاصة في النصف الثاني من القرن العشرين شهد العالم تحولا كبيرا في مجال حقوق المرأة.وقد أستطاعت المرأة بفضل التضحيات الجسيمة التي قدمتها على مر العهود أن تحصل على الكثير من الحقوق والمكاسب ومساواتها بالرجل في الكثير من المجتمعات العالمية.إلا أن أجزاء أخرى كثيرة من العالم وفي مناطق جغرافية مختلفة وفي ظل ثقافات وعقائد دينية مازالت المرأة ترزح في ظل العبودية وتعاني من الإضطهاد الجسدي والنفسي والإستغلال في مختلف المجالات.ولذلك نجد بأن مئات الملايين من النساء في العالم يقفن أمام تحديات رهيبة للتخلص من نير الظلم والإنتقال إلى الحياة الحرة التي تمنح المرأة كرامتها وقيمتها الإنسانية.ونضال المرأة مستمرفي بقاع مختلفة من العالم من خلال المنظمات النسائية ومؤسسات حقوق الإنسان والأنخراط في الأحزاب السياسية والمؤسسات المدنية العالمية والمحلية من اجل تحقيق مطالبها في المساواة والحرية وإنهاء العنف الذي يمارس عليهن بمختلف الاشكال. وتشارك المرأة بشكل فعال في الحراك الجماهيري إلى جانب الرجال من أجل الحرية والكرامة, وضد الاستبداد وأنظمة الطغيان التي تهين الكرامة الإنسانية.
الملكة زنوبيا, بات زباي (بنت زباي),قبل ألف وسبعمائة عام جسدت هذه المرأة السورية إرادة الإنسان الحر ورفضت كل أنواع الظلم والتبعية.هذه المرأة العظيمة أصبحت أحدى الرموز التاريخية الهامة التي كرست حياتها من أجل حرية مملكتها والتحرر والدفاع عن الاستقلال وخوض المعارك الكثيرة ضد مختلف القوى الخارجية سواء كانت من الشرق أو الغرب.وقدمت المثل الرائع في حياتها ولم تتنازل عن الحق حتى بعد وقوعها في آسر الإمبراطورأورليانوس.المرأة السورية اليوم تسلك ذات الطريق تتمسك بحقها وتدافع بكل جرأة عن مطالبها. تواجه الظلم تتحدى الطغاة تقدم ملحمة في الصمود والفداء في مواجهة أعتى أنواع الاضطهاد والقتل والتعذيب وهدر الكرامة, والإغتصاب التي تمارسه القطعان الهمجية من الشبيحة والقوى الأمنية.هذه الأدواة القذرة في يد الطاغية بشارالتي تستخدم من أجل الحفاظ على سلطته القمعية والاستمرار في السلطنة اللاشرعية.النساء في سوريا منذ إندلاع الثورة وما زالت حتى الآن على مدى ما يقارب العامين مواطنة شجاعة وشريكة حقيقية للرجل في ثورة الشعب السوري.لقد استشهد منهن الآلاف بسبب قصف البلدات والمدن والأحياء المدنية بالصواريخ وبالطائرات وبالبراميل المتفجرات وبكل أنواع الأسلحة.وكذلك قدمن أعمال بطوليه في وجه الجلادين في أقبية التعذيب وأستشهدن بسبب تمسكهن بحقهن المشروع في الحياة الحرة والكريمة.المرأة السورية تسطر ملحمة بطولية بجرأتها الفائقة فهي الصحفية والكاتبة والمدونة والمعلمة والطبيبة والممرضة والمهندسة والعاملة والفلاحة التي تصنع إنتصارات يومية بتحديها سلطة الاستبداد.زنوبيا ويارا وطل وهديل وزينب وسهير وريما وماري وفاطمة ومريم... وكل النساء السوريات اللاواتي يتحدين سلطة الطغيان هم نجوم ساطعة وضمير الثورة والثوار. وهن تقدمن كل ما تملكهن من مقدرات مادية ومعنوية ومشاركة فعلية من أجل تحقيق أهداف ثورة الشعب السوري وإسقاط نظام الاستبداد. وجلب كل من تلطخت أيديهم بدماء الشعب السوري إلى المحاكم. من أجل تقديم الحساب على الجرائم التي أقترفت وما زالت تقترف حتى هذه الحظة بحق أبناء سوريا.وقد قتل حتى الآن أكثر من سبعين ألف إنسان ومن بينهم الآلاف من النساء وكذلك مثلهم من الأطفال و تدمر البنية التحتية, وملايين المشردين في داخل الوطن وخارجه.
صرخة حرائر سوريا من أجل الحرية والكرامة والعدالة والمساواة لا ينفصل عن صرخة زنوبيا بوجه الظلم الذي مارسته الإمبراطورية الرومانية على الشعب السوري.وأن خسرت زنوبيا المعركة ضد أورليانوس ولكن أنتصرت المبادىء والقيم التي حاربت من أجلها مبادىء الحرية والأستقلال والكرامة وقد تحقق إنتصار الهوية السورية في بلاد الشام.ورحل الإمبراطور والإمبراطورية الرومانية وبقي الشعب السوري و النساء السوريات. واليوم يحاربن طاغية جديدة من نوع جديد ولكنه سيرحل كما رحل من قبله كل الذين كانوا على شاكلته.لأن النصر دائما وأبدا هو للشعوب. مهما طال الظلم والعبودية والقتل والتدمير ستنتصر مبادىء الحرية والاستقلال والكرامة والعدل والمساواة.
المرأة السورية رسخت تقاليد التضحية والفداء من أجل حرية الوطن في كل الأزمان. وساهمت بقدر المستطاع في المشاركة الفعلية إلى جانب الرجل ضد كل الغزاة الذين أحتلوا سوريا منذ القدم مرورا بالاحتلال العثماني والأستعمار الفرنسي.مما تتعرض له المرأة السورية لا مثيل له في التاريخ الحديث للبلد حيث تتعرض إلى أبشع المظالم التي يعجز اللسان عن وصفها. تهان وتسحق كرامتها الإنسانية ويعتدى عليها من قبل المجرمين وتغتصب بكل الأساليب الهمجية المنافية لسلوكية البشر العاديين تقتل وتعذب في السجون لكنها لا تستسلم للقتلة المجرمين.كل قطرة دم أمرأة سورية سقت به أرض الوطن وكل طفل قتل بسبب القصف البربري هي بريق أمل لمستقبل أفضل وتضحية من أجل إنهاء عهد الظلام.والمرأة السورية صامدة تتحدى كل الصعاب ولكنها تستغيث وتصرخ في وجه العالم وخاصة مجتمع النساء في العالم بدون إستثناء أن تخرج من صمتها المخزي لتمد يد المساعدة لأختها المنكوبة تحت دمارالحرب التي أعلنها نظام الاستبداد ضدها وضد كل أبناء الشعب والوطن.صرخة من أجل تحريك الضمير العالمي وحث مؤسسات المجتمع الدولي والرأي العام العالمي من أجل التضامن والتكاتكف معها وإنهاء هذه الحرب القذرة في سوريا.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. قانون الإجهاض الجديد في ولاية فلوريدا يدخل حيز التنفيذ


.. لهذا قُتلت لاندي جويبورو التي نافست على لقب ملكة جمال الإكوا




.. الدول العربية الأسوأ على مؤشر المرأة والسلام والأمن


.. إحدى الطالبات التي عرفت عن نفسها باسم نانسي س




.. الطالبة التي عرفت عن نفسها باسم سيلين ز