الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أسرار الموازنة

ساطع راجي

2013 / 3 / 6
مواضيع وابحاث سياسية


في العام الماضي وافق رئيس مجلس الوزراء نوري المالكي على طلب التيار الصدري باقرار فقرة في الموازنة العامة تنص على توزيع جزء من الفائض المالي على المواطنين لكن المالكي ذهب بعد ذلك الى المحكمة الاتحادية لابطال الفقرة/الاتفاق، وبالفعل ألغت المحكمة تلك الفقرة لكن المحكمة المتخصصة أصلا بدستورية القوانين وتفسير النصوص لم تلتفت الى ان الحكومة العراقية لم تقدم الحساب الختامي لموازنة العام السابق رغم انه شرط لاقرار قانون الموازنة ولم تهتم القوى السياسية بدورها فعليا بالحصول على هذا الحساب الذي هو جوهر الموازنة ومعناها والكشف الامثل لاداء الدولة وطريقة لاطلاع المواطنين على حقوقهم وعلى الوضع المالي للدولة وعلى قدرتها التنفيذية.
المهم في غياب الحساب الختامي، إن الحكومة ونوابها وانصارها يتحدثون دائما عن قلة توفر الاموال التي تعيق تحقيق المنجزات ولا يكون هناك حديث عن "خير العراق" الا عند الدفاع عن قرارات التبرع للدول الاخرى، وبشكل عام تظهرنا الحكومة على اننا "شعب مديون" لان الموازنة تشكو دائما من عجز رغم ان سعر برميل النفط الحقيقي هو دائما أعلى من السعر الذي تفترضه الموازنة كما إن الانتاج الحقيقي أكبر مما تفترضه الموازنة وعندما نسأل عن مصير هذا الفائض يقال لنا انه ذهب لسد العجز، وهذا الكلام غير مسند بكشف حساب او وثائق وهو أيضا يتناقض مع الحقيقة الاكبر التي تتمثل في ان مؤسسات الدولة لاتنفق كل مخصصاتها أصلا وهذا فائض آخر، وباختصار يسدد العراقيون عجزا غير موجود لأن جزءا مهما من التخصيصات المالية يعود للخزينة.
أسرار الموازنة لاتقف عند التغييب المتفق عليه سياسيا للحساب الختامي بل هناك غيره، مثلا، مجلس الوزراء بمكوناته المختلفة يمرر الموازنة بسلاسة لكن الكتل النيابية تعترض على مشروع الموازنة في البرلمان رغم ان وزراءها وافقوا عليها، والسر الآخر، هو شكوى جميع المؤسسات من نقص التخصيصات رغم انها تفشل غالبا في انفاق تخصيصاتها، وتستمر سلسلة الأسرار التي لها تفسيرات عراقية كثيرة لكنها للاسف غير مدعومة بالوثائق الرسمية.
غموض الموازنة واعتباطيتها وغياب الحساب الختامي ينزع المعنى عن كل هذا الجدل الممل حولها، انها مجرد صفقة بين ساسة لتحقيق مكاسب خاصة، ونحن هنا نتحدث عن العقود التي تستنزف أموال العراق ومخصصات ورواتب كبار المسؤولين وعمليات انفاق مالي مسيسة.
جزء مهم من النظام السياسي وربما الجزء الاهم فيه يفقد قيمته عندما يسيطر الغموض على ادارة الثروة، وهذا الغموض يعني الظلم الذي يسبب الغضب والحقد والكراهية والفساد وبالتالي انهيار السلم الاهلي وانعدام الولاء للدولة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. نصب خيام اعتصام دعما لغزة في الجامعات البريطانية لأول مرة


.. -حمام دم ومجاعة-.. تحذيرات من عواقب كارثية إنسانية بعد اجتي




.. مستوطنون يتلفون محتويات شاحنات المساعدات المتوجهة إلى غزة


.. الشرطة الألمانية تفض اعتصاما طلابيا مناصرا لغزة بجامعة برلين




.. غوتيريش يحذر من التدعيات الكارثية لأي هجوم عسكري إسرائيلي عل