الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المخزن و الأمازيغية : ثنائية التناقض بين الفعل و القول (1) .

خميس بتكمنت

2013 / 3 / 6
مواضيع وابحاث سياسية




مقدمة :
كثر السجال بعد ما سمي بالتعديل الدستوري لفاتح يوليوز 2011 الذي تضمن دسترة الأمازيغية ، و ذلك كمحاولة بينة من طرف النظام المخزني إلى إمتصاص الغضب الشعبي و الأمازيغي على وجه الخصوص في ظرفية إتسمت بما سمي بالربيع الديمقراطي الذي أفرز كما نلاحظ تكريس الإستبداد السابق بأنماط جديدة ، أي إعمالا بالمقولة تم تغيير كل شيء كي لا يتغير أي شيء ، و فور تضمين دستور 1 يوليوز للأمازيغية تعددت وجهات النظر المتباينة في التحليل و الزاوية التي تمت من خلالها قراءة الحدث ، بين من قال أن إستجابة المخزن لدسترة الأمازيغية جائت إستجابة للحركة الأمازيغية التي جعلت من هذا المطلب أولوية نضالية لها لمدة ليست بالقصيرة ، إلا أن السجال الأكثر راهنية و الذي ظل ساري المفعول إلى يومنا هذا هو المركز على القانون التنظيمي المنظم لهذا الفصل من جهة ، لذلك لابد من طرح أسئلة ملحة ، هل يمكن إعتبار دسترة الامازيغية في خضم تواصل مسلسل التعريب قفزة نوعية ؟؟ و هل هو إيجابي في خضم وقت أبانت فيه مؤسسات المخزن المتحكمة بالقرار السياسي عن عدائية متواصلة للأمازيغية ؟؟ و من الأولى ، هل التوافق على نوعية الأمازيغية التي تريدها الدولة أم الإتفاق أولا و فتح نقاش بصبغة تشاركية بإعتبار أن الأمازيغية هي قضية الكل دون إستثناء ؟؟ و ما الجدوى من تعليم الامازيغية في ظرفية التنافر بين الحركة الامازيغية و مؤسسات الدولة ؟؟
1 _ المخزن و الأمازيغية أية علاقة ؟
كان المخزن على علاقة تنافرية مع كل ما يمت للأمازيغية بصلة بإعتبار أن شرعيته التاريخية إنبنت على ثنائية العروبة و النسب الشريف لذلك حاول دوما على إعتبار الأمازيغية كمؤشر مهدد للوحدة و نازع مخلخل لتماسك شعب سمي بالعربي من أجل تلجيمه و بسط السيطرة عليه و نسبه إلى للجزيرة العربية عبر خلط المفاهيم بين الديني و الدنيوي و تسبيق العروبة على الإسلام و إعتبار العروبة ركنا لنظام سياسي مستمد شرعيته من الدين الإسلامي و ذلك لأسباب واضحة، منها كون النظام المخزني دخيل على أموراكش و يفتقد لأية شرعية تاريخية و مشروعية التواجد إلا عبر تحوير المعطيات التاريخية بإعتبار الفتح العربي معطى مسلم به و أن أموراكش و شمال إفريقيا كانت مجالا للتوحش و الفوضوية و ان الخلاص لم يتأتى إلا بعد الغزو الذي سمي فتحا ، أي أن الأنظمة السياسية المتعاقبة على أموراكش كانت مدركة بإستحالة إستمرارية تواجدها إن لم تقضي على ثقافة شمال إفريقيا الأم و تدجين الأمازيغ و خلخلة إنتمائهم الهوياتي لذلك عمل المخزن كمؤسسة عتيدة في ترويج المغالطات إلى إضفاء السبهة بالأمازيغية و إقرانها بالعمالة للأجنبي و تهديد دين الامة و بدا ذلك واضحا في محطة 16 ماي 1930 بعد خروج أشبال من سيكونون فيما بعد أعمدة ( الحركة الوطنية ) ليقرؤوا اللطيف و ينتحلوا صفة المتباكين على الدين بإدعائهم أن القوى الإستعمارية التي إستقدمها المخزن نفسه تحاول تنصير الأمازبغ ، و تأتي المحطة الثانية فيما سمي بتوقيع وثيقة المطالبة بالإستقلال التي أبانت في بندها السابع على ضرورة إحترام فرنسا لميزة عروبة المغرب ، و هذا ما مهد الطريق لكل الدساتير الممنوحة إبتداءا من 1962 و وصولا إلى 1 يوليوز بتضمين العروبة في الوثيقة الدستوربة كأنها ميزة الشعب الأموراكشي و هي التي لا ترتبط به إلا في دهاليز القرارات السياسية المخزنية و باقي المؤسسات و الأبواق التي تروج مضامين هذه القرارات، فكل النصوص المخزنية لا تخلو من الإشارة إلى بديهية العروبة و التطرق إليها كأمر ملازم مقرون بالمجال و الإنسان ، طبعا فهذا الإرث الترويجي أعطى نتائج إيجابية للمخزن بعد إستطاعته لصنع أصوات آمنت بالعروبة و ظنت أن المجد التاريخي الأمازيغي هو صنع أجنبي الهدف منه خلق الفتنة و محاولة التشويش على (العرب) المغاربة ، وحاول المخزن بالمقابل في تكميم أي صوت أمازيغي حاول كشف الحقيقة و فضح سفسطة النظام العروبي و مغالطاته كإعتقال على صدقي أزايكو ، و الرمي بأعضاء جمعية تليلي بالراشيدية لكتابتهم لافتة بتيفناغ و دعوة وزير الإتصال في حكومة ما بعد السكتة القلبية بكون الامازيغية مجرد أداة إستئناسية و أن اكبر إنصاف للأمازيغية يتجلى في تقديم وصلات غنائية بالأمازيغية في سهرات يوم السبت على قنوات المخزن .
و تبقى الإشارة أن الآلية التي نهجها المخزن في التعامل مع الأمازيغية كشفت له أنها غير فعالة ، و إرتأى أن الحل الأنسب هو إختراق الحركة الامازيغية من الداخل لإيجاد أصوات تطبل له و تؤيد سياساته لذلك جاء تأسيس ليركام كشكل من أشكال تبني المخزن للامازيغية التي يريدها هو و ليست المرادة من طرف الشعب الأمازيغي المتفطن للعلة و تشكلاتها ، لكن الصبغة الإستشارية للمعهد بإعتباره مؤسسة تطبق الأوامر و لا تشارك في صنعها بل على العكس عمل في أحيان كثيرة على إظهار ان الشعب الامازيغي وحدة غير متماسكة في الإعتماد على معيرة جاهزة للغة غير آخذة بعين الإعتبار الإختلافات المميزة للمناطق و صبغات النطقية التي تختلف من حيز لآخر و المعتبرة عامل إغناء و قوة و ليس العكس و بمجرد تأسيس ليركام تفطنت الحركة الامازيغية لمراميه بعد قراءة تحليلية للظرفية الذي جاء فيه و كان الرد أولا بإنسحاب الخمسة الذين ابوا ان يكونوا وقود إحراق التراكم النضالي للحركة و مناداة الحركة الثقافية الأمازيغية من داخل الجامعة إلى الحسم في موقفها الرافض من التمخزن و الدعوة إلى مقاطعة المعهد بإعتباره لا يمثل إلا الملتحقين به ، و تكتل الفعاليات الجمعوية في تنسيقيات رافضة لخطوات المخزن الهادفة للإحتواء ، هذا ما جعل النظام المخزني يغير آلية التعامل مع الصوت الامازيغي و الإنتقال من سياسة الترغيب إلى سياسة الترهيب و الإعتقال السياسي ، بعد تشميع الحزب الديمقراطي الامازيغي بدعوى تأسيسه على أصول عرقية لكن العرقية هي المتأسسة عليها كل ما يسمى بالأحزاب الأخرى بإقترانها بالعروبة في قوانينها التأسيسة ، و كذا إعتقال كل المناضلين في العديد من المواقع الجامعية و لا يزال كل من معتقلي الحركة الثقافية الامازيغية ، حميد أعضوش و مصطفى أوسايا قابعين في سجون المخزن إلى يومنا هذا ليس لشيء إلا لكونهما أبوا أن يكونوا بيادق يطبلون لشعارات سياسية تعريبية تضع الأمازيغية في قفص الإتهام ، و تواصلت نفس السياسة بعد فاتح يوليوز بتوالي التهجم على الأمازيغية من خلال السماح لمجموعة من الحناجر في قذف الإنسان الأمازيغي و مس كرامته و شرفه بعد توالي التهكم في البرلمان على الأمازيغية بين من يصف الشلح بمول الزريعة و قول بنكيران أن " الأمازيغي يأكل قليلا و يرقص كثير " و فتح الريسوني للسانه الجهنمي ليدعو صراحة إلى هدر دم الإنسان الأمازيغي و قتله و إعتبار تاريخ الأمازيغ وحشي و بربري على حد قوله .
لأي أن كل الشعارات المرفوعة هي جوفاء و لا تخلو من تمثيل سياسي و محاولة للضحك على الذقون الامازيغية و التأكيد أنه لا إرادة حقيقية لدى المؤسسة المخزنية في تحويل أقوالها إلى أفعال ملموسة ، و أن الهدف منها هو إمتصاص الغصب الأمازيغي و إستنزاف صبره .
يتبع ..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. موريتانيا: ماذا وراء زيارة وزيريْ الدفاع والداخلية إلى الحدو


.. إسرائيل وحسابات ما بعد موافقة حماس على مقترح الهدنة في غزة




.. دبابة السلحفاة الروسية العملاقة تواجه المسيرات الأوكرانية |


.. عالم مغربي يكشف عن اختراع جديد لتغيير مستقبل العرب والبشرية




.. الفرحة تعم قطاع غزة بعد موافقة حماس على وقف الحرب