الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


انشقاق في صفوف هيئة علماء المسلمين

حميد الهاشمي
مختص بعلم الاجتماع

(Hamied Hashimi)

2005 / 4 / 5
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


الفتوى التي اصدرتها نخبة من هيئة علماء المسلمين في العراق والتي اجازت الانخراط في صفوف قوات الامن العراقية ووقعها 64 عالما منها، تعد خطوة ايجابية ومرحب بها بلاشك من قبل جميع الاطراف المحبة للعراق ولأمنه واستقراره ووحدته وان جاءت هذه الخطوة متأخرة بل متأخرة جدا. ولكن ان تأتي متأخرا خير من ان لا تأتي كما يقال.
لقد جاء في حيثيات الفتوى: "لأجل الحفاظ على أرواح المواطنين وممتلكاتهم وأعراضهم ولأن الجيش والشرطة صمام الأمان وأنه جيش الأمة كلها وليس ميليشيات لجهة أو فئة خاصة أصدرت مجموعة من العلماء والأساتذة المخلصين فتوى يدعون فيها أبناء الشعب العراقي إلى الدخول في صفوف الجيش والشرطة".
ولهذا نقول، الم تكن أرواح المواطنين وممتلكاتهم وأعراضهم في تهديد وتبديد على أيد مجموعات الارهابيين التي تعمل تحت لواء المقاومة وتسئ للسنة وللمسلمين والعراقيين على السواء؟!

أما دواعي إصدارها فإننا نرجح انها راجعة الى اسباب منها: ان الهيئة بصفتها الرسمية و الكثير من عناصرها ضالعة بالارهاب من خلال اجازته والتعاون معه ودعمه بسبل متعددة او العمل غطاء له. وان هناك صلات قوية بما لا تقبل الشك بين بعض كبار رموز الهيئة وبين قادة الارهابيين. وواقلها توسط هؤلاء مرارا لإطلاق سراح رهائن غربيين او محليين. وان هذا الضلوع هو الذي يؤخر إعلان الهيئة صراحة براءتها من الارهاب والارهابيين العاملين باسم المقاومة.
كما ان من الاسباب الاخرى هي توهم بعض رموز الهيئة ورجال الدين من السنة بان هناك "نصرا او انجازا" ربما ستحققه هذه الجماعات الارهابية ولهذا فضلت الولاء لهم او التعاون معهم او السكوت عنهم على اقل تقدير.
من الاسباب التي ربما لا تغيب عن بال أي مطلع الان هي نجاح الاعلام العراقي الرسمي والشعبي المحارب للارهاب علانية وخاصة قناة العراقية التي بدات ببث برنامج "الارهاب في قبضة العدالة" والذي يعرض اعترافات الارهابيين وما ارتكبوه من جرائم يندى لها جبين أي انسان سوي، ويبرأ منها ومن فاعليها تحت أي ذريعة. وان هذا البرنامج وهذه الاعترافات هي ثمرة نجاحات قوات الامن العراقية من الشرطة والجيش ونشير هنا بخاصة الى "لواء الذئب" الذي حقق مهابة كبيرة من خلال حرفيته في محاربة هؤلاء والتحقيق معهم واظهارهم على حقيقتهم.
الجانب الاخر الذي لا ينبغي اهماله هنا في دواعي صدور هذه الفتوى هو انها نوع من التخلص من ضغط "الشارع السني" على علماء الهيئة، حيث رؤية هذا الشارع المخالفة لرؤية الهيئة وما خلفته مواقفها من خسارة سياسية وعرقلة لاستقرار البلد في شتى النواحي. وان هذه هي رغبة هذا الشارع في اندماجه في العراق الجديد ونبذ الارهاب. ومن المرجح ان تكون هذه الفتوى مرحلة فاصلة بين حاضني الارهاب وداعميه (بعض رجالات الهيئة) وبين المدركين لاهمية استقرار العراق و"حفاظ ارواح مواطنيه وممتلكاتهم وأعراضهم وأن الجيش والشرطة صمام الأمان".
ولهذا ظهر التصريح المعاكس من قبل ابن رئيس الهيئة والناطق باسمها (حارث الضاري)، والذي قال فيه "إن الهيئة إذ تنفي أي صلة لها بهذه الفتوى فإنها تؤكد أن موقفها من هذه القضية معروف ومعلن منذ فترة".
ان الفتوى تحمل بضمن ما تحمله رغبة اطراف كبيرة في الهيئة للمشاركة في العملية السياسية. وهو بمثابة إعداد منها لمرحلة قادمة ستشهد استقرار تدريجي لوضع العراق
وستعمل هذه الفتوى بلا شك على الحد من قدوم اعداد او افراد من القادمين الواهمين باسم "الجهاد" والارهابيين لغرض تدمير العراق.
انها باختصار مؤشر على انقسام بين تيارين في هيئة علماء المسلمين، تيار الرغبة في وحدة واستقرار العراق وادراك مأزق الارهاب والعمل معه، وتيار التورط والاستمرار بالعمل مع الارهاب او التهاون معه لمصالح شتى.
وعلى الرافضين لهذه المقولة اثبات عكس ذلك.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. 9 شهداء بينهم 4 أطفال في قصف إسرائيلي على منزل في حي التنور


.. الدفاع المدني اللبناني: استشهاد 4 وإصابة 2 في غارة إسرائيلية




.. عائلات المحتجزين في الشوارع تمنع الوزراء من الوصول إلى اجتما


.. مدير المخابرات الأمريكية يتوجه إلى الدوحة وهنية يؤكد حرص الم




.. ليفربول يستعيد انتصاراته بفوز عريض على توتنهام