الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تماسيح المراحل الثلاث، من التاريخ السياسي المعاصر بالمغرب

وكزيز موحى

2013 / 3 / 7
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي


تماسيح المراحل الثلاث
من التاريخ السياسي المعاصر بالمغرب

تفاعلا مع مقال الرفيق ح. أحراث "العدالة والتنمية: حزب التماسيح"، أتقدم ببعض الإضافات المتجاوبة مع قضايا تهم شأن الوضع السياسي بالمغرب الأقصى وبالخصوص شقه المرتبط بالعمل السياسي الثوري ومن موقع الإسهام فيه ومحاولة لمس وتملك هذا الواقع بالذات من أجل تغييره، مهمة كل مناضلي وسواعد فعل التغيير الجدري المنشود.
إن موضوع المقال هو الخريطة السياسية المغربية وتمرحلها. اعتمد الرفيق عامل وعنصر أساسي في تحديد تمرحل وترتيب الحياة السياسية بالمغرب. وهذا العامل هو تعدد مصادر التواطؤ والخيانة والغدر كممارسة سياسية لازمت ولازالت تلازم كل القوى السياسية بيمينها ويسارها والتي تحالفت وتتحالف إلى هذا الحد أو ذاك مع النظام القائم. أذكر أن هذا السياق بالإضافة إلى سياقات أخرى قد ساهمت وعطلت، بل أجهضت ولادة ونمو القوى السياسية والنقابية ذات المشروع الثوري… كما أن هذه القوى فشلت في إدارة الصراع ومواجهة أوضاع وشروط نموها ونضجها المادي والتنظيمي بالأساس.
وقف الرفيق عند مرحلتين تميزتا بتموقع وتحالف القوي الرجعية والظلامية مع النظام ضدا على المصالح الاقتصادية والاجتماعية والسياسية للشعب المغربي وطبقته العاملة. كما ميز الرفيق كذلك مرحلة ثالثة وهي مرحلة القوى الإصلاحية وسجل ممارساتها العدوانية والخيانية تجاه الشعب المغربي…
أعتقد أن ما يميز هذه المرحلة الأخيرة، مرحلة القوى الإصلاحية، الى جانب ما يتعلق بالخيانات والدسائس المستمرة المكشوفة والمتسترة منها للقوى الإصلاحية التقليدية المغربية التي شاركت النظام في تأثيث بيته وجمع شمله وتقوية أعمدته ومساعدته للضرب بالقوة على كل مطلب شعبي وكل القوى التي تخالفه ولو الرأي ولو من موقع الإصلاحية و الرجعية،
أن القوى الإصلاحية الجديدة أو ما أصبح يعرف بقوى اليسار الجديد ساهمت ولازالت تساهم بدورها إلى حد بعيد ومن مواقع وبدرجات مختلفة ومكنت النظام من الالتفاف ضد أي مطمح شعبي يسعى لتغيير النظام وحتى تحقيق مطالب خبزية أو اقتصادوية. هذه القوى الإصلاحية الجديدة مكنت النظام بالمغرب من تجديد أساليب سيطرته وآلياتها. مكنته من عرقلة والحد من الفعل السياسي الثوري.
من زاوية المعطـى والعامل المعتمد في تحديد مراحل الخريطة السياسية بالمغرب الأقصى من طرف الرفيق حسن أحراث، لم تفلح الحركة الماركسية اللينينية بالمغرب ليس فقط تحقيق أهدافها بل أفرزت قوى ابتعدت، تدريجيا وبطرق وأساليب ومكانيزمات مختلفة، عن خططها وأهدافها.
شاركت القيادات المرتدة في خطط النظام المدروسة من أجل إعادة سيطرته على الأوضاع وترتيب أوراقه التي تبعثرت على صخرة النضالات والتضحيات إلى حد الموت والاستشهاد.
إننا لا نتحامل ولا نزايد على أحد، إن الكل يتذكر وبمرارة وحرقة كيف ساهم والتحق بعض المنفيين والمعتقلين السياسيين السابقين ذوي التجربة القاسية التي لا يضاهيها إلا قساوة الاستغلال والعنف والتعذيب والتقتيل الذي مورس في حق أبناء الشعب المغربي ومناضليه وشهدائه على طول عقود من الزمن، بمخططات النظام تحت يافطة "الانتقال الديموقراطي" وتأسيس وتأثيث ما أصبح يعرف بما يسمى "العهد الجديد"…
إذا كان هذا "العهد الجديد" قد تمكن من الحياة السياسية وبسط نفوذه، فالفضل يرجع إلى المساهمة الفعالة للوجوه والقيادات البارزة للمنفيين والمعتقلين السابقين المحسوبين سابقا على صفوف الحركة الماركسية اللينينية الذين قبلوا باللعبة وانخرطوا في مهرجان وآليات تثبيت دعائم "العهد الجديد" وذلك بمشاركة فعالة لصقور القوى الإصلاحية التقليدية ذات الوزن الوزاري.
إن مرحلة القوى الإصلاحية لا تتميز وفقط بالمناورات وجرائم هذه القوى بل إن المرحلة لها عناوين أخرى ذات حجم آخر، لأن مساهمة رموز اليسار الجديد في المشهد السياسي من مواقع المعارضة لدليل أخر على أن أطوار المراحل تتشابك وتؤطر وترتب القوى حسب درجات مختلفة لتشكل كل واحدة من هذه القوى عنصر من عناصر النظام السياسي والاجتماعي العام القائم على أنقاض كل مشروع تحرري.
كان هذا من باب المشاركة لإغناء المقال أذناه وفتح المجال لمساهمات أخرى تسعى لتعميق ودعم ممارسة القوى المعنية بهموم ومعاناة التغيير الجدري بالمغرب الأقصى.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إسرائيل تخطط لإرسال مزيد من الجنود إلى رفح


.. الرئيسان الروسي والصيني يعقدان جولة محادثات ثانائية في بيجين




.. القمة العربية تدعو لنشر قوات دولية في -الأراضي الفلسطينية ال


.. محكمة العدل الدولية تستمع لدفوع من جنوب إفريقيا ضد إسرائيل




.. مراسل الجزيرة: غارات إسرائيلية مستمرة تستهدف مناطق عدة في قط