الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


محنة الفكر والموقف : أنت حقيقي ...أنت منبوذ

عبد الاله بسكمار

2013 / 3 / 7
اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم


في خضم تفاعلات القرية الكونية ورغم الأحلام والأوهام التي تمخضت عن الربيع العربي ،مازالت ظواهر الإقصاء والنبذ والعزل والانتقاء وخرافات المواقف الجاهزة والأفكار النمطية المغلفة بالمصالح الضيقة المقيتة والانتهازية المشبوهة متسيدة في الميدان ، تمد خيوطها الجديدة بمكر يفوق المكر ذاته وفي مختلف المجالات الحيوية على الساحة العربية والمحلية وكأن قدر الإنسان في هذه الرقعة أن يخلف موعده مع التاريخ وكأن آخر شعارمثل " حرية النقد و التعبير" يجب أن يلفف بخرق الأنظمة والمؤسسات وتأشيراتها وخواتمها وهي التي لم تكن أنظمة قانون ولامؤسسات في أي يوم من الأيام ، والطريف والمفجع في الأمر أن تعيد منابر تدعي حرية الفكر نفس التصنيفات المكذوبة الخاضعة لبورصة السوق في الحقيقة المحققة ، بينما هي تساهم بدورها في تنميط الإنسان ذي البعد الواحد مع ما يشبه مؤسسات لشيء اسمه الدولة وتمثل الكثير من المنابر استمرارا لهذا المنطق الانتهازي : منطق السوق في أبشع صوره والهدف ؟؟ اللهاث دائما وراء الدرهم الأبيض لليوم الأسود ولو على حساب المبادئ إن بقي ثمة مبادئ ، وياليت البضاعة المقدمة تفيد في تحرير الإنسان من قيوده وأشكال قهره ( ونموذجه الإنسان المستضعف الذي يشكل الأغلبية الصامتة في أوطاننا المنكوبة ... ) وخلف كل قيصر يموت يولد قيصر جديد ، ولا يطلب الإنسان في نهاية المطاف أو بالأحرى ما جعلوه يلتمس سوى خبز بئيس مغموس بإقصاء تام عن اللعبة كبديل مؤقت عن ذله الأبدي .... !!!!
إذا تناولت العولمة المتوحشة وآثارها المدمرة على الرساميل الرمزية للشعوب المقهورة وتماسكها الاثني والعرقي والطائفي والديني وحتى اللغوي فأنت متواطئ ومتآمر ومتخلف ، وإذا دعوت إلى إعمال النقد في البنى السياسية والثقافية المنمطة للاستبداد في الدول والمجتمعات ولو كان النقد فنيا أو شعريا أو سرديا روائيا ستلقى عليك تهمة الإلحاد الثقيلة والخروج عن المعلوم من الدين بالضرورة ، فانتظر الرصاص أوالسكاكين أو المحاكم ، وإذا تجاوبت مع موجات الربيع العربي وصرخت بملء فيك أن الأصل هو أن يولد الناس أحرارا وأن تقرر أنت لا أن يقررالاخر أو الآخرون مكانك فأنت اباحي منحل تدمر الأخلاق وكأنها بضاعة في سوق النخاسة وليست تربية ووعيا مواطناتيا أولا وقبل كل شيء، لو غواك الشيطان فكتبت عن نهب المال العام واستغلال النفوذ وفساد المؤسسات وطحن المستضعفين فانتظر في أحسن الأحوال تجويع أبنائك والجرجرة أمام المحاكم فأنت تتطاول على أسيادك ويجب أن تعاد تربيتك ، وإذا ارتددت إلى عرينك الأخير وعدت مذعورا إلى وكرك الحميمي نافضا يديك من كل الأوهام والخرافات ورحت تهتم بحزبك الحقيقي : أطفالك وزوجتك وعائلتك فأنت سلبي عاجز ، وإذا أطبق عليك الحال وضاق بك وعليك الكون بأسره وقررت أن تضع حدا لكل هذه المسخرة فتركت لهم الجمل بما حمل فأنت مدمر للقيم وكافر بالنعمة والاستثناء الأساس في هذه الحالة أن تريح نفسك من كل تقريع أو نبذ أو توبيخ قد لا تستحقه في الأصل وان كنت تلوم نفسك في نقدك الذاتي والموضوعي والسياسي والأدبي والاجتماعي والميتافيزيقي بما فيه نقد العاجلة والآجلة فأنت مريض أو ساذج فقط لا تتقن اللعبة من الأصل ، وربما وثق الناس فيك هذه المرة أو بالأحرى في موتك وتتساءل في سذاجة أيضا مع زوجة القديس أفاكيوم متى ينتهي هذا العذاب ياكبير القساوسة ؟ ليجيبها القس : حتى نوارى التراب ياماركوفنا ....اذن استريحوا جميعكم وابحثوا عن ضحية أخرى ....كبش فداء مثلي
* كاتب صحفي وروائي / فاعل مدني من تازة / المغرب








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مصير مفاوضات القاهرة بين حسابات نتنياهو والسنوار | #غرفة_الأ


.. التواجد الإيراني في إفريقيا.. توسع وتأثير متزايد وسط استمرار




.. هاليفي: سنستبدل القوات ونسمح لجنود الاحتياط بالاستراحة ليعود


.. قراءة عسكرية.. عمليات نوعية تستهدف تمركزات ومواقع إسرائيلية




.. خارج الصندوق | اتفاق أمني مرتقب بين الرياض وواشنطن.. وهل تقب