الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


إمراة و نصف

مها الجويني

2013 / 3 / 7
كتابات ساخرة


يقول جدي رحمه الله :" الي يتزوج لازم يتزوج مراة و نص .. يروح النصف و تبقى المرأة " ...القصد من كلامه الموجه لأبنائه و لكل رجال العائلة بأن أفضل النساء هن السمينات ، ذوات الفخاذ العريضة ، و العظام الممتلئة لحما و شحما ، من تترنح عند المشي على أنغام ما تحمله من خيرات... تشير كتلة اللحم إلى حجم الثراء العائلي و جودة المنتوج ... وهو أيضا ضمان للسعادة الزوجية ... فالزوجة الصالحة هي القادرة على القيام بجميع المهام و الوظائف الموكلة إليها من الخدمات المنزلية تنظيف البيت ، كوي ملابس ، طبخ ، ترتيب و تنظيم عش الزوجية .. بالإضافة إلى الخدمات الخاصة : إسعاد الزوج في الفراش .
و لإتمام تلك الوظائف ينصح جدي رحمه الله بالمرأة السمينة و صفها بمرأة و نص يعني هي ليست ككل النساء .. هي تملك أهم الصفات .. الحديث عن المؤهلات يذكرني بأرباب العمل وهم يقدمون وظائف شاغرة للعمل في مؤسساتهم أراهم يؤكدون على بعض الخصال كالتفرغ التام للعمل ، و الإلتزام بالوقت و الصحة السليمة للمقدم لوظيفة حارس أو موظف في الجهاز الأمني و الحمائي للمؤسسة ... الحديث عن البنية الجسدية في مثل هذه الوظائف يكون مقبول لأن على رجل الأمن ان يكون متأهب للدفاع عن موظفي المؤسسة و حمايتهم .
و من هذا المنطلق أكد جدي على قيمة الجسد ... و أتم حديثه ب"يمشي النص و تبقى لمرأة" و تعني كلماته أن المرأة تفقد جزءا من جمالها و قوتها الجسدها بعد الحمل و عند الدورات الشهرية من أجل ذلك يجب أن تكون مكتنزة حتى تقاوم كل ما يأتيها من مرض و ألم و حتى يضمن الزوج سلامة السلالة .. و جودة العرق الأسري .
و في خضم ذلك التعب و الأرق و المجهود المبذول تبقى المرأة جميلة و صامدة لأنها سليمة جسديا و تملك من مخزون اللحم الذي يمنعها من الإنحدار لمرتبة المرأة النحلية . و المرأة النحلية أو" السلوم" كما يقول إخوتنا في مصر أو "المصبوعة" كما يشار إليها في تونس ... لا تفي بالغرض . فالرجل المغاربي أو الشرقي يبحث في متعته عن من تتفاعل مع شهواته ... من تقاوم الحرب التي سيقيمها عليها في الفراش . من رفع و فتح و إنتصاب و إستدارة و قيام و قعود ... تلك الحركات البلهلوانية التي تشبع رغباته و فتوحاته ... ثم بعد إتمام مباراته يدير ظهره و ينام .
عند تلك الحركة يرحل فعليا نصف المرأة . ليس بسبب التعب أو المجهود المبذول بل لإنها أحست بأنها مجرد ألة لإشباع رغبات من يقاسمها الفراش ، ذلك النائم حذوها دون أن يسألها عن حاجاتها ، دون أن يحضنها أو ينظر إلى يعنيها ليفهم أين متعتها . بل يأتيها عندما يحتاج إلى علاقة جنسية و يٌنهي أمره عند إسترخاء عضوه الذكري . حينها تنهض" هي"لتأتيه بالمنشفة أو بالكلينكس مع قارورة الماء .
مرأة ونص كما يقول جدي تقوم بكل المهام بدون أي تعليق أو تشكي أو تقديم أي طلب و لكنها في نظري إمراة بدون نصف ، خيال لإنسان قتلت فيه الذكورية العاتية إنسانيته فغدى وعاء لسوائل الفحولة لأنها شبيهة لآلة للتنظيف ، هي جزء من ديكور البيت لا غير ، هي مجرد بقايا إمرأة تغيب أمامها الخيارات.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - ما تريدين من كلماتك أيها الفاضلة مها
ابو داود المحبوب ( 2013 / 3 / 7 - 16:52 )
اعترف أنني لم استطع ان افهم مغزى ما قرأته هنا. فانت شخصت وضع المرأة ضمن خبرتك أو لربما مما سمعت من غيرك من النساء. واسمحي لي ان أقول لك ان تشخيصك لا يمكن تعميمه ويفتقر إلى إعطاء الأسباب لهذا الوضع للمرأة. انا اعتقد ان تعاليم الاسلام التي تعرف المرأة بالحرث للرجال وضلع اعوج للتمتع به على عوج وبأنها موضوع لعنات ملائكة اله الاسلام ان رفضت ان تلبي طلب الرجل القوام عليها بممارسة الجنس معه، مثل هذه التعاليم الهمجية والمقززة هي سبب النظر المنحط للمرأة في شرقنا المنكوب بالإسلام. وصدقيني كرجل بأنني مع نضال المرأة من اجل انسانيتها واحترام عقلها وذكائها ومشاعرها، وهنا اسمحي لي ان استشهد بأية من الإنجيل المقدس: ليس ذكر وأنثى بل الجميع واحد في المسيح. وقوله له المجد: لان الرجل ليس من دون المرأة ولا المرأة من دون الرجل في الرب.

اخر الافلام

.. ا?صابة الفنان جلال الذكي في حادث سير


.. العربية ويكند |انطلاق النسخة الأولى من مهرجان نيويورك لأفلام




.. مهرجان كان السينمائي - عن الفيلم -ألماس خام- للمخرجة الفرنسي


.. وفاة زوجة الفنان أحمد عدوية




.. طارق الشناوي يحسم جدل عن أم كلثوم.. بشهادة عمه مأمون الشناوي