الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


-هيئة التنسيق النقابية- والسقوط المبكر في ملعب نادي النظام السياسي

حسن عماشا

2013 / 3 / 7
الحركة العمالية والنقابية


في ظل التماهي الكامل للإتحاد العمالي العام مع القوى السياسية التي تشكل الأركان الرئيسية للنظام السياسي اللبناني. شكل التحرك المطلبي لـ "هيئة التنسيق النقابية" عبر الهيئات التعليمية وبقيادتها. أملاً بتكوين حركة نقابية فاعلة وأمينة على مصالح صغار الموظفين والعمال والطبقات الفقيرة.
بل أن ذهب بعض المستشعرون بمأزق الحزب الشيوعي اللبناني وغيابه عن أي فعل وتأثير في الحركة السياسية والمطلبية. إلى الرهان والتمني بأن يحتل الناشط الأبرز في "هيئة التنسيق النقابية" حنا غريب موقع الأمانة العامة في الحزب الشيوعي.
لم يكن هذا الأمل والرهان موجودا لدى المخضرمين في الحركة النقابية أو لدى النخب المدركة لطبيعة الأزمة البنيوية التي يتخبط فيها النظام السياسي وكل المؤسسات السياسية الاجتماعية وفي مقدمتها الحركة السياسية بمختلف تياراتها وبالتالي الحركة النقابية بكل تشكيلاتها. لكن لا بد من الاقرار بحقيقة أن الغالبية العظمى من الفئات الشعبية كانت تبني آمالها على الوجوه الجديدة التي برزت في هذه الحركة.
اليوم كانت مناسبة عيد المعلم فدعت "هيئة التنسيق النقابية" الى إحتفال في قاعة الأونسكو للمناسبة وأرادت أن تجعل منها محطة متناغمة مع سلسلة التحركات الهادفة الى إقرار وإحالة سلسلة الرتب والرواتب إلى المجلس النيابي.
إذا كان من الجائز اعتبار التحركات والفعاليات المطلبية من اعتصامات ومظاهرات نشاط ضاغط يهدف الى الضغط على الحكومة في سبيل إقرار واحالة السلسلة. هو أمر يتجاوز الانقسامات الطائفية والسياسية على اعتبار أن التحرك موجه حصرا تجاه الحكومة بغض النظر عن القوى السياسية التي تتشكل منها. أو تلك التي تحاول الاستفادة من التحرك لتسجيل النقاط ضد الحكومة فلا تكشف حقيقة موقفها من السلسلة ولا طبيعة مصالحها التي تتناقض مع إقرارها.
وإذا كانت المناسبة (عيد المعلم) هي مناسبة وطنية أعلى من الإصطفافات السياسية من المفهوم أن تكون جامعة لكل الأطياف والتكتلات السياسية الاجتماعية. إلا أن تحويلها لملعب ومبارزة بين ممثلي القوى السياسية في ظل الموسم الانتخابي ومنحها منبرا للنفاق والدجل والتقرب اللفظي في نفخ "هيئة التنسيق النقابية" هو سقوط في المستنقع الأكثر تلوثا من مستنقعات الواقع اللبناني.
ماذا يعني منح القوات اللبنانية وتيار المستقبل والحزب الاشتراكي من جهة. وحزب الله وحركة أمل والتيار الوطني الحر، من جهة أخرى منبرا بهذه المناسبة أليس هذا ذروة النفاق والتضليل. ومنح هذه القوى مجتمعة برآة ذمة من تعطيل إقرار سلسلة الرتب والرواتب تبعا لمصالح بعضها ممن يمثلون حيتان المال الريعي والعقاري.
إن خروج أحد أعضاء الهيئة عن الصمت تجاه هذه المهزلة ورفضه لهذا النفاق لم يحتمله الاستاذ حنا غريب فسارع الى إنزاله عن المنبر معتذرا عن ما بدر منه ومعلنا: "ان هؤولاء النواب نوابنا والوزراء وزرائنا". ليترك المنبر الى ممثل القوات اللبنانية . وليستمر مسار التكاذب والتضليل لمصلحة من ؟؟!! غير إعادة انتاج السياسية نفسها التي أدت في جانب من جوانبها إلى أزمة سلسلة الرتب والرواتب.
وفي هذا دليل الى أن كل نضال إقتصادي لا يعدو مجرد حركة مطلبية تخضع لقواعد اللعبة السياسية في النظام السياسي القائم. والسذج وحدهم من يراهنون على تغيير حقيقي حتى في الاطار النقابي العام في ظل إستمرار الاعتماد على الأدوات المفهومية السائدة في الحراك المطلبي والنقابي العام.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. طلاب وأساتذة بجامعة مانشستر يعتصمون للضغط على إدارتها لقطع ع


.. استمرار اعتصامات الطلاب في جامعة جورج واشنطن




.. هو ده الاحتفال الحقيقي بعيد العمال .. خالد أبو بكر: الرئيس ا


.. كل الزوايا - عبد الوهاب خضر المتحدث باسم وزارة العمل يتحدث ع




.. الهند.. أكثر من 80 بالمائة من الشباب عاطلون عن العمل!!