الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


سلطان المقدس فى التحرش الجنسى

ميشيل نجيب
كاتب نقدى

(Michael Nagib)

2013 / 3 / 8
ملف التحرش الجنسي ضد المرأة في الدول العربية - بمناسبة 8 آذار/ مارت 2013 عيد المرأة العالمي


لن يحيد أعتقادى الدائم عن الحقيقة الأبدية التى تؤكد أن الآلهة صاحبة الأديان السماوية هى آلهة ذكور أبتدعها البشر، ولن آتى بجديد فيما رسخته شرائع تلك الأديان فى عقول الأجيال السابقة واللاحقة حتى يومنا هذا من أعتقادات وممارسات إرهابية غير إنسانية ضد الأخر سواء كان مخالفاً فى الدين أو فى العرق والجنس، ولست فى حاجة إلى التذكير بالعبارات الدينية المقدسة التى أمتلئت بها كتب الآلهة المقدسة والتى تنتزع الكثير من الحقوق الإنسانية من جنس المرأة وهو موضوعنا فى هذا المقال، فالكتب التى يقدسها مؤمنى الأديان تحتوى على الكثير من ممارسات التحرش والأغتصاب ضد المرأة بتوجيه سلطان المقدس، ولم يعترض عليها أى مؤمن حتى لا يدخلوا فى دائرة الأعتراض على الآلهة المقدسة والآلهة لا تعاقب البشر لكن السخرية تكمن فى أن ذلك السلطان المقدس أغتصبه رجال الأديان ليعاقبوا كل من يخرج على سلطانهم المقدس الذى وكلوا أنفسهم أوصياء عليه وصدق أتباع الأديان بغباء كل ما يصدر عن رجال الأديان.

ليس جديداً ما سمعناه من أخبار التحرش والاغتصاب المستمر من رجال الأديان أنفسهم والذين كانوا بمثابة قدوة أخلاقية يقتدى بها أتباع الأديان الفقراء فى البحث والدراسة المحايدة لكل ما يردده رجال الأديان، لذلك وجدنا المرأة التى تشجع على التحرش بها وأغتصابها بخنوعها وطاعتها المستمرة للذكور الذين ينتزعون إنسانتيتها بأنتزاع حقوقها الإنسانية حيث الآلهة أو البشر المتألهين سهلوا مهمة الذكور فى أعتبار المرأة تابعة للرجل عورة ونجسة مما يجعلها غير كاملة الأهلية وناقصة العقل والدين والجسد، وبعبارة تلخص كل هذا نقول أن رجال الآلهة زرعوا فى عقول تابعيهم أن المرأة ليست بإنسان كامل الإنسانية، مما جعل المرأة تصدق وتعتقد فى ذلك أكثر من الرجل وتطبقه على سلوكياتها قبل أن يطلبه منها الرجل، وجعل منها على مر العصور مجرد سلعة يتداولها الذكور فى أسواقهم الجنسية الشبقية.

قد يتساءل الباحث الإجتماعى عن أسباب أرتفاع نسبة التحرش والأغتصاب والعنف فى أيامنا الحالية فى بلاد الثورات العربية وخاصة فى مصر، لكن سيجد الباحث البصير الإجابة عندما ينزل إلى الواقع ويرى أن هناك عمل ممنهج يمارسه أفراد وراءها هيئات هدفها الأنتقام من المرأة التى تريد التحرر والخروج من تحت عباءة الرجل وتستقل برأيها وفكرها، وتلك الهيئات السياسية الدينية الإسلامية خاصة تقوم بذلك لأنها تؤمن أن المرأة لا مكان لها إلا البيت وإن أراد لها الرجل أن تخرج فعليها الخضوع لإرادته والتعبير عن آراءه ومساندته فى خداع أكبر عدد من النساء تحت ستار العقيدة الدينية والسلطان المقدس بأن دور النساء هو الطاعة العمياء لرجالهم وعدم معصيتهم وإلا لاقوا عذاباً فى هذه الدنيا تحرشاً وأغتصاباً وفى الآخرة جحيماً وناراً يشوى أجسادهم وهذا حسب الأعتقاد الدينى فى كل الأديان.

هذا بكل بساطة ما يرتكبه أصحاب السلطان السياسى الذين جعلوا من أنفسهم أصحاب السلطان الدينى المقدس أيضاً، والذى به يمارسون إرهاب الرجال والنساء حتى يخضعوا لإرادتهم العنصرية فى إعادة خلق مجتمعات بدائية يعتبرونها قمة الكمال ومنها الركن الأساسى فى أيديولوجياتهم الخرقاء تركيع المرأة وسلب حقوقها وأعتبارها مجرد أجساد للمتعة الجنسية خلقه إله الأديان السماوية أو الأرضية مكافأة للذكور الذين تسلطوا بالسلطان المقدس على المرأة وأهانوا إنسانيتها وأعتبروها مجرد وعاء أو إناء لتفريغ شهوات الرجل الجنسية، ومن ينظر بحيادية للواقع المحيط به سيجد ان مشكلة الأديان تنحصر فى إغواء المرأة للرجل بجسدها المثير، وتحاول كافة الأديان ورجال السلطان المقدس الزائف أن يضعوا الحلول لتلك المشكلة التى تؤرق منامهم، فكانت الحلول بكل بساطة فى تحجيم دور المرأة فى المجتمع الإنسانى وأعتبارها شيطانة متهمة ومجرمة تعمل على الإيقاع بالرجل فى الغواية والخطيئة، لذلك تستحق كل ما يقع عليها من إساءات وتحرشات وإغتصابات.

وبأعتبار أن مجتمعاتنا ما زالت بدائية التفكير تعيش على نصوص سمعية لا تعطيها الفرصة فى النقد والدراسة، أستطاع كل رجل الألتصاق والتقرب إلى الدين أن يمنح نفسه جزء من السلطان المقدس يدين به من يشاء ويصدر أحكامه التكفيرية المبنية على شرائع سلطانه المقدس، وسط شعوب تعيش فى تخلف فكرى" مقدس" أباح لهؤلاء المغتصبون لحقوق البشر التسلط عليهم عليهم زيفاً وخداعاً مما أدى إلى الفوضى فى كل شئ لغياب القانون الإنسانى الذى يحكم الجميع بالعدل والمساواة، ولابد من التأكيد على أن كل ما يرتكب من جرائم وخروج على السلوك البشرى الإجتماعى أسبابه الحقيقية تكمن فى الأستغلال الدينى لما نسبوه للآلهة من أحكام وشرائع ووصايا، مما أنتج على مدار التاريخ حتى وقتنا الحاضر كل المصائب التى تقع فى المجتمعات التى ما زالت تابعة للدين ولم تنظر إلى ما أرتكبه من كوارث دموية فى العصور الوسطى عندما حكمت الكنيسة وتحكمت فى الدين والسياسة، وعلينا إرجاع الدين إلى أماكن العبادة وحياة الفرد الشخصية وترك السياسة للقوانين الإنسانية التى تناسب طبيعة البشر وليس طبيعة الآلهة البشر.

هذه هى الصورة الواقعية والحقيقية بلا رتوش أو تنميقات سجعية لأن القضية هى قضية الأعتراف بالمرأة ككائن بشرى مثلها مثل الرجل، وعندما يعترف الرجل والمرأة بذلك ستستطيع المرأة الحصول على حقوقها كاملة وتتمتع بالحرية فى ممارسة وجودها الإنسانى ودورها الكبير فى بناء مجتمع حضارى ينعدم فيه التمييز الغير إنسانى.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إسرائيل تهدد بحرب واسعة في لبنان وحزب الله يصر على مواصلة ال


.. المنطقة الآمنة لنازحي رفح | #غرفة_الأخبار




.. وثيقة تكشف تفاصيل مقتل الناشطة الإيرانية نيكا شكارامي عام 20


.. تقرير إسباني: سحب الدبابة -أبرامز- من المعارك بسبب مخاوف من




.. السعودية تسعى للتوصل لاتفاقيات شراكة أمنية مع الولايات المتح