الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
التحرش الجنسي وحقوق المرأة
محمد علي محيي الدين
كاتب وباحث
2013 / 3 / 8
ملف التحرش الجنسي ضد المرأة في الدول العربية - بمناسبة 8 آذار/ مارت 2013 عيد المرأة العالمي
1-هل تعتبر التحرش الجنسي ضد المرأة في الدول العربية ظاهرة اجتماعية ناتجة عن الكبت الجنسي أم إن هناك عوامل أخرى تمارس دورها في تفاقم هذه الظاهرة؟هه
@ التحرش الجنسي ظاهرة وموروث اجتماعي وجد منذ وجدت المجتمعات وهو ليس وليد بيئة معينة وإنما ظاهرة وجدت في اغلب دول العالم وحتى المتقدم منها، وعدنا نسمع عن حدوث تحرش جنسي جماعي في الهند مثلا ، ولكنه في البلاد العربية والشرق أوسطية تفاقم بصورة كبيرة نتيجة التدخل الفج لرجال الدين في خصوصيات المجتمعات بما توفر لهم من إمكانات مخيفة في مجالات الحياة المختلفة وسطوة وهيمنة على عقول السذج والبسطاء بما فيهم المتعلمين ممن حصلوا على شهادات عالية، وهو ما نجده في البلاد التي تحكم مباشرة من قبل الأحزاب المتاسلمة، فهذه الأحزاب تدفع بكل قوة لأسلمت الدولة والمجتمع وإعادة إنتاج التخلف بمشروعية قانونية ودينية واجتماعية، وما يحدث الآن خطط له بذكاء منذ عقود من السنين وبدفع من الحكام الذين أطيح بهم من خلال التدخل الخارجي والتحرك الداخلي، وحلول قوى سلفية متطرفة بسطت هيمنتها على الشارع باستغلال العاطفة الدينية.
والمتابع للفضائيات الدينية بجد العجب العجاب، فهي فضائيات تحفل بما يثير الغرائز والشهوات -من خلال الأوصاف الدقيقة التي يتفضل رجل الدين بالتحدث عنها وكأنه يعرض لنا فلما سكسيا فهو لا يتورع عن وصف أدق الأشياء مما يتورع عنه أكثر الناس اندفاعا في طريق اللذة والشهوة تحت شعار لا حياء في الدين وكأن الدين يبيح لرجاله ما لا يباح لغيرهم، وفتاواهم المتتابعة حاوية لأكثر الألفاظ والمشاهد أثارة، وبات شغلهم الشاغل جسد المرأة وأنوثتها وإثارتها وكأنها خلقت لتكون متنفسا لملذات الرجال وليس لها وظيفة أخرى غير أمتاع الرجل وإشباع غرائزه الجنسية وتوفير المتعة له وخدمته في ما يشتهي ويريد، لذلك فالمرأة في نظر الرجل هي ماكينة لإنتاج الأطفال وخادمة تعمل بأكل بطنها ومطية يركبها كيف ومتى شاء.
ولشغفهم بالجنس وانعدام تفكيرهم في أي شيء غيره نجد فتاواهم لا تتعدى أفخاذ نسائهم، فهذه القطعة الصغيرة بحجمها كبيرة في نظرهم بحيث ألفوا عنها آلاف الكتب وأصدروا في شانها ألاف الفتاوى وكان الله لا هم له إلا فرج المرأة، فأصبح شغله الشاغل، ولتحجر عقولهم وتقوقع تفكيرهم أصبح لا هم لهم إلا التحدث في الجنس وطرق الإثارة الجنسية والممارسات المختلفة له والأوضاع التي ارتضاها الله من رضاعة النهد إلى تفخيذ الرضيعة والإيلاج في الدبر والاستمناء في الصرة، ورضاعة القضيب، ووطء الحائض، وما إلى ذلك من أوضاع لا تخطر ببال إنسان إلا من كان مهووسا بها سابحا في ملكوتها يمكن الرجوع إليها في كتبهم المعتبرة مروية عن أجلاء الصحابة والتابعين.
ولشرههم وهوسهم الجنسي، وغرائزهم الحيوانية ، وقدراتهم الجنسية العابرة للقارات نجد أن أكثرهم أو جلهم تزوج مثنى وثلاث ورباع وما ملكت أيمانهم وما يتمتعون به قربة إلى الله تعالى، فتفشى بين صفوفهم وبين أتباعهم الزواج المنقطع أو المؤقت أو المسيار أو المتعة إلى غير ذلك من أسمائه التي زادت عن أسماء الله الحسنى، إضافة للشذوذ الجنسي المتفشي في أوساط الكثيرون منهم.
ولأن المرأة – في نظرهم- كائن خلقه الله ليوفر لهم المتعة واللذة وليس له واجب آخر في الحياة، تكررت دعوات مشايخهم لاقتناص هذه الفرائس، ودعوات السلفيين لاغتصاب المتظاهرات وما حدث في مصر من اغتصاب جماعي في ساحات التحرير دليل على العقلية الجنسية المجنونة لهؤلاء المشايخ، وما رشح عن فضائحهم في وسائل الإعلام دليل على هذا الهوس وما تحتجن أنفسهم المريضة من أفكار وتصورات لا تخطر على بال فلاسفة العهر الجنسي عبر مراحل التاريخ.
لذلك فالتحرش الجنسي ظاهرة تفشت في ظل الحاضنة السلفية الوهابية الأصولية لأنها جزء متمم من التفكير والمرض النفسي الذي أصيب به هؤلاء، وإشاعة هذه الثقافة كان بتأثيرهم الممتد لآلاف السنين، وما ورد في التواريخ المعتبرة لفضائح رجال الكنيسة والممارسات المعروفة لهم دليل لهذا الامتداد الذي تداوله هؤلاء كابرا عن كابر وتتحمل المرأة العبء الأكبر في انسياقها الأعمى خلف هؤلاء وإتباعها لهم والرضوخ لمشيئتهم، فقد وصل هؤلاء بأصوات النساء وأشباه الرجال من السذج والمتخلفين والفاقدين القدرة على التفكير الى كراسي الحكم الوثيرة التي لن يتركوها إلا بعد مخاض قد يطول لعقود من السنين، وهذه كارثة لن يزول تأثيرها إلا بعودة الوعي للانسان الشرقي واعتماد العقل في معرفة الخطأ والصواب .
2- هل ترتبط هذه الظاهرة بالتربية العائلية الذكورية التي تحط من دور ومكانة المرأة في الأسرة والمجتمع؟
@وارتباط هذه الظاهرة بالتربية الذكورية والمجتمعية لا يعدوه الصواب، فالتربية الأسرية وتأثير البيئة والمجتمع تظهر نوع العلاقة بين الجنسين، وما تشبع به العقل الشرقي من رؤى وتصورات عن المرأة يجعل الفرد أسير هذه الظاهرة ولن يستطيع التخلص منها أو الانفكاك من إسارها إلا بعد نضوج التفكير وعودة الوعي والاحتكاك بالتقدم المعرفي والحضاري لشعوب تجاوزت هذه الظاهرة وانطلقت خطوات طويلة الى أمام.
ولا أعني أن هذه النظرة أو العقلية أو النمط السلوكي سيتغير أو ينحسر ولكنه سيتلطف وأن بقدر معقول، وقد لاحظت من خلال تجربتي المتواضعة إن كثيرين ممن نحو باتجاه التغيير أو تلطيف النظرة يتعاملون بازدواجية في نمط التفكير والتعامل مع المرأة، ورغم ذلك فهي بداية لتغيير أشمل قد يطال مجمل النظرة المتلهفة للمرأة ويدفع بالمجتمع للتغيير نحو الأحسن تمهيدا لضمور الازدواجية وانحسارها إذا سارت الأمور في مسارها الصحيح.
3- ألا تشارك النظم السياسية السائدة في الدول العربية , سواء أكانت قومية يمينية أم إسلامية سياسية واستبدادية , في استمرار هذه الظاهرة وتفاقمها الراهن؟
@ لا ريب أن النظام السياسي لأي بلد كان له تأثيره المباشر على نمط التفكير المجتمعي، والأنظمة المتعاقبة في مجتمعاتنا الشرقية بجميع ألوانها واتجاهاتها شاركت في تفاقم هذه الظاهرة وديمومتها، بل أسهمت في أحيان كثيرة في نموها وانتشارها، فالنظام العراقي السابق خطى خطوات مهمة في تقدم المجتمع وسن القوانين الفاعلة بتحرير المرأة ولكن الحروب المتلاحقة وعزلة النظام وهيمنة العقلية الريفية على قيادته البدوية المتخلفة، جعلته يرجع بالمجتمع إلى الوراء من خلال حملته الإيمانية الزائفة التي دفعت المجتمع للارتماء في أحضان التخلف الديني والشعوذة والذوبان في الميتافيزيقيا المتحجرة التي عافتها المجتمعات لتعود أكثر قوة ومضاء وبأبشع صورة من التخلف البعيد عن العقل في عصر خطت في البشرية خطوات واسعة في العلم والحضارة وتمكنت من تفسير الظواهر الطبيعة بما يبعدها عن التصور الأسطوري للدين، ورغم أن الإنسان تمكن من زراعة البصل في المريخ إلا أن مجتمعنا لا زال يؤمن بأن الدنيا واقفة على قرن ثور.
4- ما هو دورنا في حماية المرأة من تلك الانتهاكات التي فاقت جميع التصورات والتي أصبح الرجل وكأنه العدو اللدود للمرأة وكيف يفترض أن تكون ردود أفعالنا لمعالجة هذه الظاهرة السلبية؟
@ أعتقد وأتمنى أن أكون مخطئا أن الطبقة المثقفة أو المفكرين والفلاسفة والناشطين في المجالات التنويرية المختلفة عاجزين عن معالجة هذه الظاهرة أو الحد منها رغم توفر الوسائل الحديثة في إيصال المعلومة أو طرح الفكرة أو التبشير بما يريد من المفاهيم، لأن الإنسان الشرقي أصيب بالتحجر الفكري الذي لا يمكنه تغييره إلا بوسائل أتحاشى الإشارة لها أو التطرق إليها، ولو أردنا المقارنة بين ما نحن عليه الآن وما كانت عليه الشعوب قبل عصر النهضة، لعجزنا عن أيجاد القاسم المشترك في التوافق بين مجتمعاتنا الحاضرة والمجتمعات البائدة، فقد تمكن رجال التخلف من تسخير التقدم العلمي والتكنولوجي لصالحهم ، واستفادوا منه في تمرير أفكارهم، في الوقت الذي عجز المعول عليهم في التغيير في إيصال أفكارهم الى المجتمع، وليس مرد ذلك لقصور في رجال التنوير، وإنما لقصور المجتمعات وتخلفها وانقيادها الأعمى وراء حاخامات الدين، وتصديق الهلوسة وتكذيب الحقيقة، وهذا الاندفاع الأعمى خلق هوة كبيرة بين المثقف الواعي والمتخلف الجاهل فلا الأول يستطيع النزول لمستوى الثاني، ولا الثاني يستطيع الارتقاء لمستوى الأول، وهذه الهوة الكبيرة لا يمكن تجاوزها الا بإتباع أساليب وطرق جديدة لا اعتقد إن الظرف الحالي موأت لممارستها،وكما ظهر التغيير من تحت عباءة الدين فالتغيير القادم لا يتأتى إلا من خلال هذه العباءة وهذا يحتاج إلى زمن قد يطول.
5- هل هناك علاقة جدلية بين الكبت الجنسي ومضامين وأساليب التعليم والثقافة السائدة والمتدنية في الدول العربية, ومنها اعتماد قاعدة الفصل بين الجنسين في مراحل التعليم المختلفة؟
@ لا يخلوا الأمر من تأثيرات لهذه العوامل وليس في الأفق ما يوحي بإمكانية تجاوز هذه المؤثرات أو زوالها، فالنشأة والتربية والتعليم والثقافة السائدة تدفع بهذا الاتجاه، وتجاوز هذه الظواهر أو محاربتها يتطلب نمط جديد من التعامل يتجاوز الآليات السابقة، وبروز آليات مختلفة يمكن لها أن تدفع نحو التغيير، وهذا يستدعي دراسة معمقة للظاهرة والأفاق الكفيلة بحلها أو الحد من تفاقمها، وهذا لا يتأتى للقوى القاصرة التي تفتقر للآليات اللازمة لمواجهة من هذا القبيل، فقد أمسكت قوى التخلف بزمام المبادرة وامتلكت الإرادة القادرة على مواجهة قوى التغيير التي تفتقر لأبسط المقومات الكفيلة بتوازن القوى أو القادرة على إدارة الصراع، وعلينا أن لا ننسى العامل الخارجي الذي يدفع باتجاه يتقاطع مع اتجاهات التغيير المفترضة، وعدم تكافؤا الفرص وميلان الميزان بما لا يخدم دعاة التغيير.
6- هل من علاقة بين اتساع ظاهرة الحجاب و"الصحوة الدينية" وتفاقم ظاهرة التحرش بالنساء, وخاصة بعد وصول التيارات الإسلامية إلى السلطة في عدد من الدول العربية؟
@ لا ريب أن بروز الظاهرة الدينية وهيمنتها على مقاليد السلطة في دول الخريف العربي، كان له الأثر الشديد في تفاقم هذه الظاهرة وانتشارها، ولا شك أن هذه القوى تستثمر أمكانتها الجديدة في ترصين مواقعها وتقوية صفوفها، وما تحضا به من دعم متواصل من المعسكر الغربي جعلها تندفع أكثر في فرض إرادتها وبسط هيمنتها، وتغيير القوانين بما يخدم توجهاتها، ولو أخذنا ما يجري في مصر من حراك وصراع لوجدنا أن دعاة الديمقراطية الأمريكية يقفون الى جانب قوى الإسلام السياسي في صراعهم مع القوى الداعمة للتغيير وصاحبة التوجه الديمقراطي اللبرالي، وهذا يدفعنا لتساؤل أكبر هل أن الغرب جاد في نشر الديمقراطية وحقوق الإنسان، وهل هو يريد فعلا شرق أوسط جديد يقف على قدم المساواة مع عالمه الحر في بناء الدولة المدنية الديمقراطي’.
أن كل الدلائل تشير الى أن ما يسمى بالربيع العربي هو ربيع سلفي بامتياز، وهو يحضا بمباركة غربية واضحة، وان ما يحدث هو تغيير لوجوه فقدت بريقها بوجوه جديدة طليت في البنتاغون والسي آي أي، وان أكذوبة الصراع الغربي الإسلامي محض ادعاء وافتراء وان أخوان مصر أو سلفيو تونس مطايا غربية بلباس إسلامي، وان السادات أو مبارك او ابن علي والقذافي لا يختلفون من حيث الجوهر عن مرسي أو الغنوشي و غيرهم من مطايا الإسلام السياسي، وان العصا التي صافحت اقفية الحكام العرب قبل عقود هي ذات الأحذية التي يقبلها الحكام الجدد، وان واشنطن هي القبلة التي يتوجها لها السابقون واللاحقون من الحكام العرب، وان جميع ما يجري لا يخلوا من إرادة غربية على إغراق الشرق الأوسط بوحول المافيا الدينية كما أغرقتهم سابقا بحضيض الانقلابات العسكرية للقوميين الثوريين!! وأن الحمير هم نفس الحمير مهما اختلفت ألوانهم أو تغيرت أسمائهم أو تباينت عناوينهم، وأن الشرق ألأوسط سيغرق في حمامات دم لا تختلف عن حمامات ناصر وصدام والأسد والقذافي ومن لف لفهم من حمير القومية العربية، لذلك سيكون التخلف ميسما لهذه الشعوب وأول المتضررين من التخلف هي المرأة العربية لأنها الحلقة الأضعف في حلقات المجتمع العربي.
7- لا يعبر سكوت أو مشاركة النخب الحاكمة في الدول العربية في الموقف من المرأة وحقوقها عن تدهور فعلي في مستوى الوعي الاجتماعي وهيمنة الفكر اليميني الرجعي والديني المتخلف على أذهان أفراد المجتمع؟
@ تمت الإجابة عليه من خلال الإجابات السابقة.
8- ألا تمارس السلطات الحاكمة في الدول العربية أساليب بشعة في ابتزاز المرأة واستغلالها وتعريضها لمزيد من الإيذاء النفسي والجسدي؟
@ مارست الأنظمة السابقة وازداد عنفوان القوى اللاحقة في التضييق على المرأة ومصادرة حقوقها وإعادتها الى عصر الحريم، ولو رجعنا الى الإحصائيات الصادرة من المنظمات المعنية بحقوق المرأة لوجدنا العجب العجاب في تفاقم المشكلة وتشعبها، وبروز ظواهر جديدة ما كان لها وجود في القرن الماضي وهي إبداعات جديدة للإسلام السياسي استندت لأصول تاريخية يكتنفها الشك والغموض، وللهيمنة الطاغية للإسلام السياسي بدأت هذه المشاكل بالتجذر وأخذت أبعادها الخطيرة في النمو داخل المجتمعات وتفرعت لها غصون وغصون،والملاحظ ان الدساتير التي صاغتها القوى الإسلامية أعادت المرأة الى العصور القديمة وحرمتها من حقوقها البسيطة التي كفلتها لها الدساتير السابقة، وهي عودة لعصور التخلف والظلام قننت بقوانين أرضية وسماوية وكأن سماء الله لا تتسع لغير الرجال القوامين على النساء بحق أو بدونه،ولم تجتمع أحزاب الإسلام السياسي على أمر سوى محاربة التقدم والمرأة، وبالعودة لأراء المذاهب المختلفة نجد ان هناك اتفاقا واضحا في التشريعات المناهضة لها والحاطة من شأنها، ولم يسبق لهذه المذاهب التوافق على أمر كما هو اتفاقها المريب على تغييب المرأة وإنهاء دورها المجتمعي وكأنها خلقت عالما قائما بذاته وليس من بني البشر.
9- كيف يتسنى للمرأة حشد طاقاتها وطاقات الرجال المتنورين لصالح الدفاع عن المرأة وحقوقها وحمايتها من اعتداءات "الفحولة" الفاحشة؟
@ للأسف الشديد وأقولها بمرارة أن المرأة العربية أو الشرق أوسطية أعطت الفرصة للرجل ليكون قيما عليها حاطا من شانها واستكانت للهزيمة بل ساهمت فيها ولو عدنا للأصوات التي حصلت عليها أحزاب الإسلام السياسي في جميع البلدان المتخلفة لوجدنا أن نصيبهم من المرأة يتجاوز ضعف ما حصلوا عليه من الرجال وهذه الطامة الكبرى التي لا يمكن أن تسهم في تحرر المرأة أو خلاصها، ولعل تخلف المرأة العقلي وراء الكوارث التي ناءت بها ووقعت عليها وما أقوله نابع عن تجربة مريرة مع النساء بشكل عام، فهي رغم شهادتها الجامعية وثقافتها الاكاديمية لا زالت تعيش بعقلية جدتي التي عاشت وماتت دون أن تعرف ما يراد منها في الحياة.
10- ما هي الأساليب الناجعة للنضال المرأة في المرحلة الراهنة وكيف يمكن تعبئة قوى المجتمع لصالح العيش المشترك القائم على المساواة بين المرأة والرجل في الحقوق والواجبات؟
@ لو عدنا للدساتير الجديدة لدول المنطقة وراجعنا بيان حقوق الإنسان لوجدنا أن تلك الدساتير نصت على المساواة بين المرأة والرجل وألزمت الحاكمين بتطبيقها والحفاظ عليها، بل أقسموا على عدم الخروج عنها أو التنصل منها، ولكنها في الواقع حبر على ورق، ولا تساوي الورق الذي كتبت عليه، لذلك لو توفرت القوى الواعية بين النساء وتعاونت معها المنظمات المدافعة عن حقوق الإنسان واستطاعت هذه المنظمات الوصول للمجتمع النسوي واستمالته للعمل من أجل حقوقه لوجدنا بعض الأمل في تحقيق ما نصبوا إليه في ضرورة المساواة والإنصاف ونيل الحقوق ولكن للأسف الشديد فان المنظمات المعنية بهذا الشأن ليس لديها القابلية على الوصول الى التجمعات النسوية المؤثرة، او لا تمتلك القدرة في التأثير عليها، فرجل الدين والمرأة الداعية التي تسمى" الملا" تمتلك التأثير الأكبر في التأثير على المرأة وتغيير توجهاتها، وارى – وارجوا أن يؤخذ رأيي على محمل الجد- أن على الناشطات النسويات ارتداء الحجاب وكوي الجباه وحفظ الأدعية والأوراد وقصص الأنبياء والمرسلين والتوجه لكسب النساء ـ أو استغلال العاملات في هذا الجانب للتبشير بآرائهن وإلا فلا تستطيع الناشطة النسوية التأثير في المجتمع النسوي ولن تتمكن هذه المنظمات من كسب الرأي العام النساني الى جانب قضايا المرأة، لان استعمال الضد النوعي هو القادر على إحداث التغيير وكسب المعركة.
هل هذه هلوسة أو جنون لكم أن تقولوا ما شئتم فالسعيد من عاش مجنونا في عصر غاب عنه العقلاء.
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. الجزائر: مجلس النواب يقرّ أكبر ميزانية في تاريخ البلاد
.. الخارجية الجزائرية تنفي تصريحات منسوبة لتبون على صلة بإسرائي
.. هل عيّن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وزيرا للخارجية معاديا ل
.. نائب مجلس النواب الليبي يتهم السفارة الأمريكية بتقويض عمل ال
.. مراسل الجزيرة يرصد آخر التطورات الميدانية في شمال قطاع غزة