الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الصراع في سوريا ...

سلمان محمد شناوة

2013 / 3 / 8
مواضيع وابحاث سياسية


الصراع في سوريا ...

الصراع في سوريا وصل إلى مستويات صعبة ومحزنة , ونحن نرى الدم السوري وهو يراق , والمخيمات والتي وصل التعداد فيها إلى ما يقارب المليون لاجئ في كل من تركيا والأردن والعراق ولبنان , حيث تحولت هذه المخيمات إلى حمل ثقيل على كل من لبنان والأردن , وهما الدولتان الأضعف في الجوار السوري , و بهما الكثير من المشاكل الداخلية وضعف الاقتصاد , والذي يجعل هذه المخيمات ثقل إضافي على وضعها المتأزم أصلا ...

الحقيقة إن الصراع في سوريا لا يبشر بخير , فهو من ناحية لا يزال يراوح مكانه من قوة الحكم في سوريا , ومن تنامي القوة لدى المقاومة السورية والتي استطاعت الوصول إلى قلب العاصمة دمشق , بعد إن كانت معظم معاركها في الريف السوري ...

الوضع في سوريا لا أمل به إن تنتصر المقاومة عما قريب , ولا يوجد به أمل أيضا إن الدولة في سوريا سوف تستطيع الرجوع الى ما قبل أيام الثورة الأولى , انه وضع مقلق حقا لكل المنطقة , خصوصا إن تغير الحكم في سوريا سوف يؤدي إلى تغير التركيبة السياسية في المنطقة وهذا ما يعتقده أو ينظر له كل من حاول إن يستنتج ماذا سوف يحصل بعد ذلك ...

الحقيقة إن إسرائيل موقفها مريب حقا , وهي المستفادة من النظام السوري دوما , حيث بقيت الجبهة في الجولان من أهدا الجبهات والحدود مع إسرائيل , بحيث أنها لم تقلق يوماً إن تُطلق رصاصة واحدة من الجولان , ويقول احدهم أليست هي كذلك الحدود مع الأردن ومع السعودية ومصر , من سمع منا عن رصاصة واحدة أطلقت من الحدود مع السعودية أو الأردن , وان كانت الحدود مع مصر تشتعل أحيانا وهي الحدود التي تسيطر فيها إسرائيل مع مصر وتتشارك مع حماس الصعبة المراس , والعنيدة دوما .. والتي لا ترتاح لإسرائيل ولم ترتاح منها إسرائيل يوما , أما قلق إسرائيل المزمن هو الحدود الشمالية الدائمة الاشتعال , وهي الحدود التي تقلق إسرائيل دوما , وحزب الله والذي يقلق إسرائيل والحكومات العربية معا , في توليفة غريبة وعجيبة , إن يجتمع لإسرائيل والدول العربية عدو واحد مختلف عنها عقائديا ....

ومره أخرى الصراع في سوريا , هل سيولد صراعات في المنطقة , صراعات طائفية , حيث ليس من مصلحة دول الجوار السوري إن تتغير التركيبة الحاكمة في سوريا , وليس من مصلحة احد إن تتكون هناك إمارة إسلامية في سوريا ...

يقولون انه يجب إن تضبط المقاومة السورية بحيث تنتج تركيبة مستقرة وأمنه تستطيع إن تحكم البلاد , وسورية بها تركيبة سكانية متنوعة , وكانت ولم تزل العلمانية هو النظام الوحيد والذي يتاكد منه الجميع أنه سيخلق سوريا أمنة ومنضبطة ...
ولكن من يضمن إن تصبح سوريا علمانية ...
ومن يضمن إن تحترم الأقليات المسيحية والدرزية والعلوية في سوريا ...
ومن يتأكد إن سوريا المستقبل سوف تكون أفضل من سوريا الحاضر أو الماضي القريب ...
الحقيقة لا احد يدري , لكنه الأمل إن يكون الغد أفضل من اليوم , وهو الأمل إن تختفي كل المظلومية التي يشعر بها السوريون اليوم , ويعيشون غد من الحرية والكرامة والتقدم ....

يقال إن بعض المذابح الصغيرة التي سوف تحدث ليست مهمة حتى يستقر البلاد ...
ويقال في سبيل الحرية ليس مهما , إن تكون هناك بعض التضحيات هنا وهناك ...
ولكن من يعطي الضمان مثلا للأقلية العلوية في البلاد أنها سوف لن تستباح بالكامل , حيث يقتل رجالها وتسبى ونساءها , كرد فعل إسلامي لحروب القرن العشرين , وهي الأقلية المضطهدة عبر التاريخ , حيث صدرت أكثر من فتوى بتحريم زواج السني من علوية , بحجة انه خارج عن الإسلام , وتحت ظل هذه الفتاوى الجاهزة من يعطي الأمان لهذا العلوي المستقر البسيط هو وعائلته ...
وكم ستعاني سوريا حتى تستقر... ويصبح الوضع الجديد وضعا عاديا بعد عشرات المذابح ...

في حديث نوري المالكي قال " إذا سقط النظام سوف يؤثر هذا بكل تأكيد على الدولة في العراق ولبنان والأردن , والحروب الطائفية سوف يفتح لها بابا لا يغلق أبدا , وسوف تتسيد القاعدة وهي العدو الأول للدولة في العراق , إلا يحق للمالكي والدولة في العراق إن تبقى خائفة من هذا التصور , وخصوصا إن العملية والتي تم بها عمل كمين لقافلة عسكرية عراقية تحمل فيها مجموعة من الجنود السوريين , تم داخل الحدود العراقية بالقرب من الرطبة , وان جماعة النصرة الإسلامية المتشددة كانت هي من تقف خلف هذه العملية , فكيف تمكنت إن يكون لها هذا التنسيق والترتيب الدقيق في المنطقة الغريبة .. انه حادثة لا بدا إن تثير فزع كل مراقب للإحداث ..

الحقيقة العراق خائف إن تتسيد هذه القاعدة وان تتشكل إمارة إسلامية في سوريا , وهي التي حاولت إن تعلن مثل هذه الإمارة في العراق , ولكنها لم تستطع لغاية ألان , لان هذه الإمارة الإسلامية المختلفة فكرا وعقائديا عن العراق الجديد , لن ترضى حتى يتحول العراق إلى شي أخر ليس هو اليوم بكل تأكيد ...

وسيكون لهذا الحكم الجديد في سوريا القاعدة والإمارة الإسلامية حيث ستكون الانبار والمحافظات السنية بعدا كبير وجغرافيا داخل العراق فهي إن لم تستقل بالعراق لتشكيل الدولة الإسلامية الكبرى ودولة الخلافة ...فهي سوف تشكل عبئا امنيا كبيرا على الحكومة العراقية ... خصوصا إن القاعدة لا تؤمن بالحدود بل هي تدعوا لإسقاط الحدود لتشكيل دولة الخلافة الكبرى ..

ومن ناحيته حزب الله يظل خائفا مضطربا لتقدم المعارضة الإسلامية في سوريا ..لان الحكم السوري كان دوما بعدا استراتجيا مهما في تزويده بالسلاح والذي يسميه سلاح المقاومة لتهديد امن إسرائيل من الشمال ... وإذا سقطت سوريا الحالية يبقى منعزلا لا قوة له ولا جهدا له وسرعان ما سوف يسقط أو يتحول إلى حزب سياسي لا قوة له حين يحاصر من كل الاتجاهات ... وهذا بالضبط ما تريده دول الخليج والمختلفة معه عقائديا ..

و سقوط سوريا وتحجيم حزب الله .. وتحويل العراق إلى قوة اقليمية ليست لها ذاك البعد ..سوف يقطع الأيدي الطويلة لإيران , إيران الباحثة دوما عن نوع من الأمن والاستقرار النفسي فنراها تتدخل في اليمن ولبنان وسوريا والعراق , وتتحرك بقوة , بحيث تجعل المنطقة مضطربة , فلا تستقر حتى تتجمع على عدو واحد وهو إيران , والحقيقة إن دول الخليج وأمريكا وإسرائيل والطائفة السنية اجتمعت على عدو واحد وهو إيران , وكم هو غريب إن تكون لهذه الدول مصلحة واحدة في القضاء على إيران , أنها السياسة ودهاليز السياسة والتي تجعل عدو عدوي صديقي , وهكذا نجد إسرائيل تكون اقرب نفسيا ومعنويا إلى دول الخليج من إيران المختلفة معهم عقائديا ...

وإيران المختلفة عقائديا عن دول الخليج , دائما كان صوتها العالي وجعجعتها بأنها شرطي الخليج وإنها تستطيع تصنيع السلاح ومناوراتها المستمرة ما هي إلا حالة دفاع عن النفس بظل مجتمع دولي يريد إن يقضي عليها , ويحاربها بكل الطرق والوسائل ...
لكن إيران نجاد كانت تختلف عن إيران محمد خاتمي , في الوقت الذي عمل محمد خاتمي على فتح الكثير من قنوات الاتصال الدبلوماسي مع الدول الغربية , وحاول إن يجعل إيران أكثر ليبرالية , وحتى في محاولة جادة على فتح قنوات معقولة مع دول الخليج , نجد احمدي نجاد يعود بإيران إلى الوراء ويجعلها أكثر راديكالية , بحيث تغلق إي قناة اتصال معقولة مع العالم الخارجي ...

الصراع في سوريا هو صراع دولي قبل إن يكون صراع محلي ...
والشعب السوري , أخر من يستفاد من هذا الصراع , ولا تقول لي أو تحاول إن تقنعني إن الشعب السوري سوف يري الحرية حين يتم القضاء على الأسد .. بل سوف يتحول من ديكتاتور إلى ظل حكم إسلامي مر لا يعترف بالأخر ويؤمن بمذابح أخرى لبعض الأقليات والتي تعيش في الدولة السورية ....
وكأن نعيم وجنة العلمانية سوف ينتهي وتولي , والدولة العلمانية لن يبقى لها وجود بعد الربيع العربي , والذي لم يكن يوما ربيع إنما هو خريف عربي ...
لا نعلم ما يأتي وراءه أبدا ...

ولكن كيف يتم مساعدة الشعب السوري فقط في ظل هذا التأزم ...
هل يكفي إن نرسل له الغذاء والبطانيات والمزيد من خيم إيواء ألاجئين ...
أم يكفي إن يتم تسليح المعارضة , والتي لا ندري إي معارضة تكون , وما هي أهدافها بعيدة المدى ...
والحقيقة انه من المهم إن يتم خلق منطقة خاليه من السلاح داخل سورية يأوي لها السوريين البعيدين عن هذا الصراع مناطق أمنه , بحيث لا يدخلها الجيش السوري ولا المسلحين من الجيش الحر , لان الحقيقية إن كثير من مسلحي الجيش الحر يتسترون بمنازل السوريين داخل المدن , مما يعطي العذر لقوات النظام إن تقصف هذه المدن وهذه الأحياء ...
والحقيقة إن كل من مقاتلين النظام ومسلحي الجيش الحر مذنبين بكل تأكيد لما يحدث للشعب السوري من ماسي ...
لذلك إن تبادر الأمم المتحدة وتحت قوة السلاح ومن باقي الدول لتشكيل مناطق أمنه داخل سوريا هو أفضل حل برأيي و حتى يتوصل الفريقين المتنازعين لحل للمشكلة السورية والتي تبدو أنها سوف تطول , ولا حل لها في القريب العاجل .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. موقف التنظيمات المسلحة الموالية لإيران من التصعيد في رفح| ال


.. إسرائيل - حماس: هل ما زالت الهدنة ممكنة في غزة؟




.. احتفال في قصر الإليزيه بمناسبة مرور 60 عاما على العلاقات الف


.. بانتظار الحلم الأوروبي.. المهاجرون يعيشون -الكوابيس- في تونس




.. حقنة تخلصكم من ألم الظهر نهائيا | #برنامج_التشخيص