الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


في الثامن من اذار انقذوا الرجال

بهار رضا
(Bahar Reza)

2013 / 3 / 8
الادب والفن


في الثامن من اذار انقذوا الرجال

قبل 100 عام من دخولنا الألفية الثانية اجتمعت عدة احزاب اشتراكية اوروبية وعالمية في العاصمة الدانماركية لتحدد يوما للاحتفاء بالمرأة. وبالتأكيد كان ذلك الحدث نتيجة حتمية لنضال وإصرار المرأة على حقها في الحياة كإنسانة متساوية مع الرجل في الحقوق والواجبات، وكذلك تفهم الرجل الغربي الذي سمح للمرأة بأن تكون عوناً وشريكاً له. هذا ما كان من شأن العالم الغربي الذي أصبح يعدو بقدمين ليصنع الاقتصاد والسياسة والعدالة الاجتماعية والرفاهية كمنظومة نحارب من اجل اللجوء اليها.

لا أطالب بتحرير المرأة، ولا اذكرّ الرجل بأنها لو لم تحصل على حريتها من خلاله وبمساعدته، فإنها ستتمرد، والتمرد غير الحرية!! ولا وأذكّرهُ بأنها كيان وبأنها ليست (شيء) !! وأنَّ شرفها ملكها، وليس جزءاً من واجبه المقدس، ولا أريد أن أذكّره بأول مخلوق تعّرفَ على دقات قلبه كأروع سمفونيه، ولا على أول مدرسة تعّلمَ من خلالها الحب والإيثار ولا... ولا.... .

أكتب اليوم، مجدداً، من الدنمارك لكي أطالب المجتمع الدولي بالعون للرجل الشرق أوسطي ومساعدتهللخلاص من محنته والأرتقاء به لعالم يستحق العيش فيه برجولة وكرامة وإنسانية إسوةً بأبناء جلدته في البلدان المتحضرة. علينا أن نتكاتف جميعاً لحثه على أن يكون أنانياً، نعم انانياً . بأن يتطلع ليوم أفضل، ليوم سعيد لا يملئه الخوف والحرمان، ليوم لا يتقاسمه مع مخلوقة مجبرة على العيش بكنفه لمجرد أنها غير متعلمة لا تستطيع أن تعيل نفسها، ومجبرة، لأن قانون الحضانة يجبرها على ترك أولادها لهُ في حالة إنفصالها منه. مخلوقة بنصف عقل، تستحق نصف الميراث، نصف شهادة عند أداء القسم، كل ما فيها عورة وخزي حتى صوتها، جاهلة لا تفقه النقاش والتواصل في أمور الحياة العادية، ، عبء ،تعودَ مذاقها طعم الشقاء فأصبحت في أحسن حالاتها مملة، وفي اسوأها تقاسمه النكد كزاد. بإختصار شديد، كابوس يعيشه الرجل الشرق أوسطي مع مخلوق أشبه بمارد الحزين. لا يتهامسون، لا يتحابون، يتزاوجون ليتناسلوا العوز والحرمان، ينتظرون الموت سوياً كخلاص.

يجب أن نخاطب المنطق فيه لينطلق من ايمانه بأنه يستحق الحب، ويستحق أن تكون بجنبه إمرأة مكملة له،كرسول ورسالة،كقيثارةٍ وألحان حياة، كجناحين فراشة يحلقان بهما لهظاب السعادة لبناء اسرة مبنية على التفاهم، لا على الطاعة العمياء التي تولّد الاحساس بالظلم والذي بدوره يؤدي للتنافر وخلق جو موبوء. جو بعيد عن تناغم الاسرة، الاسرة التي يُفترض أنها نواة المجتمع وأول وأهم مؤسسة يمكن من خلالها انشاء جيل تنهض به مجتمعاتنا بعيداً عن التعصب والتطرف والخنوع.بالطبع، لا اريد أن أحمّل الرجل كل المسؤولية في تخلف مجتمعاتنا، ولكني أحمله القسط الأكبر منها فلا نستطيع نكران ذكورية مجتمعاتنا. فهناك، بالتأكيد، يوجد رجال مكملون لنصفهم الثاني وبإمتياز، ولكن الكلام موجه للمتواجدين فعلياً على الساحة وأصحاب القرار. مثال بسيط عن طريقة عصرية وحضارية لسن شرائع وقوانين مأخوذة من السنة والكتاب، على الاقل حسب قانون بلدي العراق (المادة 41 الفقرة 1 من قانون العقوبات، الذي يخّير الزوج بضرب زوجته بما هوَّ متعارف عليه عربياً "يعني النعال الصونده، مثلاً " المادة 409 من قانون العقوبات العراقي والذي عملياً يحمي المجرم وذلك بتسمية جريمته "غسل عار"). في يوم المرأة العالمي أود أن ننتبه جميعاً قبل أن يُضاف يوم آخر لحياتنا وذلك بأن نعمل على بث الحياة في أيامنا الأخرى.

تحية للأب ،للأخ، للحبيب، للزميل، للزوج، للإبن في عيدي.

بهار رضا. الدنمارك 8/3/2013








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. لقاء خاص مع الفنان حسن الرداد عن الفن والحياة في كلمة أخيرة


.. كلمة أخيرة -درس من نور الشريف لـ حسن الرداد.. وحكاية أول لقا




.. كلمة أخيرة -فادي ابن حسن الرداد غير حياته، ومطلع عين إيمي سم


.. إبراهيم السمان يخوض أولى بطولاته المطلقة بـ فيلم مخ فى التلا




.. VODCAST الميادين | أحمد قعبور - فنان لبناني | 2024-05-07