الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


سؤال القيم ....نهاية مرحلة ؟؟

عبد الاله بسكمار

2013 / 3 / 9
اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم


سؤال القيم ....نهاية مرحلة ؟؟؟
لماذا كلما تأملنا حال اليسار اليوم بفكره وممارساته وسلوكاته اليومية إلا وارتسمت أمامنا صورة قاتمة ...لوحة لم تعد مبهجة بالمرة أقلها النفور الشامل أو التقزز في حالات أخرى وأقل من القليل هو حيز التعاطف والانجذاب أو حتى الانخراط ... بخلاف ما كان عليه الوضع إلى حدود بداية الألفية الجديدة ...طبعا مع تجنب التعميم.... الانطباعات تعبر عن نفسها إما لعدم التجاوب مع اللغة والخطاب أو بالأحرى عدم استمرار هذا التجاوب من طرف رجل الشارع أو بحكم نوع من المصادرة التي أصبحت جاهزة للأسف الشديد ، قوامها ببساطة أن كلام هؤلاء شيء والواقع المشخص شيء آخر، لست بصدد البكاء على الأطلال ولا أملي دروسا على أحد وربما لست في موقع الوعظ والإرشاد من اجل صحوة هي في حكم الغيب ليسار معطوب في نظامه القيمي والسياسي والثقافي ، ولكن حين تأملنا للحالة المغربية مثلا وما كان يصطلح عليه باليسار الديمقراطي أو قوى الصف الديمقراطي نلاحظ أن أقطاب الرحى في هذه القوى قد أصبحت تترنح داخل غرف الإنعاش بعد أن تفككت بنياتها التنظيمية والسياسية والأخطر بعد أن باعدت بينها وبين ما يمكن تسميته بقيم اليسارولعل التخصيص أكثر سيفيد القارئ والمحلل فهناك في المغرب ما يزيد عن 8 تنظيمات كلها تقول غن نفسها إنها تقدمية ويسارية (منها حزب التقدم والاشتراكية المشارك في حكومة العدالة والتنمية الحالية ) لكن الترهل وصل بأكثرها مستوى محزنا إلى درجة أنك إذا جمعتها بكاملها لا تساوي انتخابيا وجماهيريا تلاثة إلى 10مقاعد من حجم الحزب الأغلبي الموجود في الحكومة (يذكر أن الانتخابات المعادة في حوالي 20دائرة لم يحصل خلالها الاتحاد الاشتراكي ولو على مقعد واحد في حين استمر الحزب الأصولي الأغلبي في حصد النتائج الايجابية ) هذا المال التعس والجزر الرهيب يهم بالأساس التنظيم الذي كان إلى وقت قريب أكبر حزب يساري في البلد ويحظى بتعاطف شعبي كبير وقدم ما لم يقدمه حزب آخر للبلد والوطن من شهداء ومعتقلين ومختفين ومنفيين نقصد الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية ثم التقدم والاشتراكية والمثير أن العدوى انتقلت إلى كل التنظيمات اليسارية الأخرى على صغر أو تواضع حجمها أصلا ....
لا يمكن مرة أخرى أن نعمم على باقي البلاد العربية لأن بعضها جرب الشعارات الاشتراكية في لبوسات بعثية أو عسكرتارية أو بيروقراطية دولتية أو قبلية وطائفية حتى ونحن نعرف نهايتها المأساوية في هذا القطر أو ذاك ، لكن الحالة المغربية ظلت متميزة بأن القوى الحقيقية التي قادت النضال الوطني من أجل التحرروالاستقلال شكل فيها اليسار وزنا كبيرا ولم تستطع مع ذلك أن تربح معركة السلطة فكان الصراع سجالا بينها وبين النظام الذي لم يستطع أيضا أن يقضي عليها في ما سمي ب " سنوات الرصاص "، لكن بمجرد ما قبل الزعيم عبد الرحمان اليوسفي الدخول في تجربة التناوب التوافقي بدءا من سنة 1998 سنة واحدة فقط قبل وفاة الحسن الثاني وبشروط سيحكم التاريخ وحده على قيمتها أو بؤسها حتى حدث منعرج خطير في مسار اليسار المغربي ككل طغى عليه الجانب السلبي للأسف الشديد وعلى نحو تدريجي تآكلت خلاله شعبية حزب المهدي وعمر وفي حمى الحسابات السياسوية والمصلحية بل والانتهازية الضيقة ضاعت قيم اليسار والاتحاد الاشتراكي الذي افتقد قادته التاريخيين و زعماء كاريزماتيين كالمهدي بن بركة ثم عمر بن جلون و عبد الرحيم بوعبيد ، هكذا تمخضت تجربة التناوب في مجملها عن فشل تاريخي لا يستحقه هذا الحزب الذي كان مناضلا ، وتم تعويض الشعارات والقيم النبيلة التي ضحى من اجلها الشهداء بالكراسي الوزارية واللهاث على المصالح الشخصية أو العائلية وترك الشعب إلى مصيره وفي طليعته القواعد نفسها التي ناضلت داخل هذا الحزب ، لتقطف القوى الأصولية التفاحة ناضجة ، مسؤولية وصول بعضها إلى دواليب الحكم تعود إلى سيطرة التيار الانتخابوي والمصلحي داخل الاتحاد الاشتراكي نفسه ( هناك أيضا لعبة القائمين على الشأن السياسي في البلد والتي قامت على نسف الخصم من الداخل ) وتهميش المناضلين الشرفاء بل ومحاربتهم والذي حدث باختصار وعكس الجاري به العمل في كل دول العالم بحسبان أن اليسار عادة هو الحامل لقيم العدل والتحررو والمساواة والحق في العيش الكريم لأوسع جماهير الشعب والحال أن التراجع نفسه في كل الجبهات يتم حاليا بدون نظام ( هناك بالطبع انسحاب منظم بأقل الخسائر مقابل انسحاب عشوائي يؤدي إلى الكارثة ) وعزز ذلك عدم محاسبة من أوصل اليسار إلى هذا المصير بل وحتى رفض تقديم أو إعلان نقد ذاتي صريح أمام الناس للأخطاء المرتكبة الشيء الذي ضيع الفرص الأخيرة لترميم وإعادة بناء الذات من أجل انطلاقة جديدة لأن الانتكاسات عملة متداولة في السياسة، فيقع التداول على السلطة ويصعد هذا كما يخسر ذاك لكن ما يحصل أمامنا شيء مختلف ....
الواقع أن قيم اليسار فوتت إلى الأصوليين وفي مقدمتهم تنظيم المصباح الذي تمكن من حصد 107 مقعدا بالبرلمان والساذج وحده من يطرح التساؤل عن السبب في كل هذا التحول ،لم يعد لليسار وجود في الجامعات والمؤسسات والمعامل باستثناء النهج الديمقراطي الذي وصف بأنه متطرف إلى جانب العدل والإحسان ، انسحب الاتحاديون من كل الواجهات الثقافية والجمعوية والمدنية والأهلية كل القيم المعروفة عند التنظيمات التقدمية وقع النصب عليها بفعل تخلي اليسارعنها وهو الأولى بها ، هذه هي المعادلة حاليا في لعبة شد الحبل بين الحكومة شبه الملتحية كما توصف وبين المعارضة وهو ما يفسر تخبط ما تبقى من حزب الاتحاد الاشتراكي ضمن دينامية شعبوية أفقها محدود وقاتم هو الآخر فمن سيعيد الاعتبار لقيم اليسار في هكذا مناخ ؟؟؟ سؤال للتاريخ








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إيران تتوسع في إفريقيا.. والسودان هدفها القادم.. لماذا؟ | #ا


.. الجزيرة ضيفة سكاي نيوز عربية | #غرفة_الأخبار




.. المطبات أمام ترامب تزيد.. فكيف سيتجاوزها نحو البيت الأبيض؟ |


.. حماس وإسرائيل تتمسكان بشروطهما.. فهل تتعثر مفاوضات القاهرة؟




.. نتنياهو: مراسلو الجزيرة أضروا بأمن إسرائيل | #غرفة_الأخبار