الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


علم المادية التاريخية /العلاقات الجدلية بين قوى الإنتاج وعلاقات الإنتاج

اللجنة الاعلامية للحزب الشيوعي الاردني

2013 / 3 / 9
ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية


علم المادية التاريخية.....
مالك ابو عليا / اللجنة الاعلامية للحزب الشيوعي الاردني
ب:) العلاقات الجدلية بين قوى الإنتاج وعلاقات الإنتاج:

ان الإنتاج على أنه سلسلة من العلاقات ، ووحدة جدلية بين قوى الإنتاج وعلاقات الإنتاج
اذا توقف الانتاج فان المجتمع البشري سوف يستنفذ سريعا و يهلك , الا ان الانتاج لا يتوقف أبدا, انه يستمر و يتطور بوتائر معينة , فتتغير القوى المنتجة و علاقات الانتاج بمرور الزمن في المكان المعني.
لم يكن بحوزة البشر غيرالفأس الحجري و الأدوات البسيطة , اي كان التكنيك و أدوات الانتاج غاية في البدائية , لم يكن بوسع تلك الجماعات الا تأمين الحد الأدنى من حاجاتهم بصعوبة , كان يستلزم العمل التعاون المشترك , أي كان يجري الانتاج البدائي بصورة جماعية, كان الاستغلال مستحيلا لأن كل فرد من أفراد الجماعة كان عاجز عن انتاج ما يفيض عن الحاجة , اي كان الانتاج الفردي مستحيلا, فقد كانت شكل علاقات الانتاج انذاك يتطابق مع طابع و مستوى تطور القوى المنتجة .
و بمرور الزمن , تطورت ادوات الانتاج , فبدأ الانسان بتربية الحيوان و انتقل من صناعة الأدوات الحجرية الى الأدوات المعدنية , و ظهر تقسيم العمل الذي افضى الى تبادل المنتوجات , و بدأ السكان البدائيين تظهر لديهم القدرة على انتاج فائض انتاجي زائد عن الحاجة , و هكذا , توقفت علاقات الانتاج في المجتمع المشاعي عن التطابق مع القوى المنتجة الجديدة , الأكثر ( رقيا) , و اندثرت بصورة موضوعية هذه العلاقات على نحو تدريجي .
و بالتدريج ايضا ( قام من كان لديه قيادة بحكم خبرته , و عمره), اي الشيوخ و رؤساء القبائل ( بحكم مركزهم) بالاستحواذ على الأرض , و أدوات الانتاج و هكذا ظهرت الملكية الخاصة .
ان وسائل الانتاج الجديدة قد مكنت من انتاج ما يفيض عن الحاجة للبقاء على قيد الحياة , فظهرت العبودية و حول اسرى الحروب الى عبيد .

إذا تابعنا تطور الإنتاج نجد أن قوى الإنتاج هي التي يطرأ عليها التبديل أولا. وذلك يسوق إلى تبديل في العلاقات الاجتماعية. و بدا ذلك لأول مرة في الانتقال من المجتمع البدائي إلى مجتمع العبودية الذي ذكرناه سالفا، عندما بدأ باستعمال الأدوات المعدنية. ثم في الانتقال من النظام الإقطاعي إلى النظام الرأسمالي، عندما اكتشفت صناعة النسيج والآلات البخارية.

إن قوى الإنتاج تنمو وتتبدل بشكل مستمرو سريع نسبيا, في حين أن علاقات الإنتاج تبقى على حالها فترة أطول من الزمن. وعندما يظهر التناقض فيما بينهما وتصبح العلاقات الإنتاجية كابح في وجه التطور عندئذ يغدو العمل على إزالة هذا التناقض ضرورة حيوية للمجتمع الذي يجب أن يكيف علاقته الإنتاجية مع مستوى تطور قواه الإنتاجية.

إن التأثير المتبادل بين عناصر الإنتاج وبصورة خاصة بين قوى الإنتاج وعلاقات الإنتاج هو العامل المحدد لتطور قوى الإنتاج. فعندما يوسع البشر خبرتهم الإنتاجية و مهاراتهم يصلون إلى التحسين في أدوات الإنتاج و هذا التحسين بدوره يقود إلى رفع مستوى الكفاءة المهنية، هكذا يقوم التأثير المتبادل داخل قوى الإنتاج ( بين البشر وأدوات الإنتاج ) ثم بين قوى الإنتاج وعلاقات الإنتاج. فنظام الرق مثلا، يعتبر خطوة متقدمة على المجتمع البدائي. فالعمل المشترك الذي كان يقوم به عدد كبير من العبيد, و المستوى المتقدم للانتاج نسبة للمشاعية البدائية قد رفع من وتائر تطور الانتاج

إلا إن إمكانية تطوير مثل هذا النظام الاجتماعي بقيت محدودة، لأن العبيد ما كانوا من جهة مهتمين بتطوير نتاج عملهم ولا بالعناية بأدوات العمل , و لم يكن للعبد اي حق سياسي , أو حتى اي اعتبار لكونه انسان , فالتشكيلة الاقتصادية الاجتماعية اقترنت بموقف متوحش من قوى الانتاج , نعني بها الانسان نفسه.
يفعل في تاريخ انتقال التشكيلات الاجتماعية الاقتصادية قانون تطابق العلاقات الانتاجية مع طابع و مستوى القوى المنتجة , و لكن لماذا يحدث انه يتم الاخلال بالتوافق بين هذين الطرفين في المجتمع المنقسم الى طبقات؟
تتواجد في المجتمع الطبقي طبعا قوى ليس لها مصلحة بتغيير العلاقات الانتاجية , و قد اشرنا في الحديث في السابق(أن أساس العلاقات الانتاجية هو شكل ملكية وسائل الانتاج), فالطبقة المالكة هي السائدة و تستأثر بالحصة الأكبر من الانتاج , و جوهر التغيير في علاقات الانتاج هو التغيير في شكل الملكية , و لكن الطبقة التي تملك , لا ترغب في فقدان سيطرتها بل تسعى للحفاظ عليها و بالتالي الابقاء على العلاقات الانتاجية.
ان الطبقات الثورية , التي تناضل , انما تناضل ضد علاقات الانتاج البالية , التي لم تعد توافق القوى المنتجة الجديدة , و هي تسعى الى تحسين الظروف , و الاطاحة بالمستغلين, اي ضد الطبقة السائدة .
ان التناقض بين العلاقات الانتاجية التي اساسها شكل الملكية و بين طابع و مستوى تطور القوى المنتجة يحتد , و يسيرالأمر نحو ( الثورة الاجتماعية) من أجل تغيير علاقات الانتاج. و الذي سنتحدث عنها و عن خصوصية الثورة الاشتراكية لاحقا.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. سوناك ينشر فيديو عبر حسابه على -إكس- يسخر فيه من سياسة حزب ا


.. هل يهمين اليمين المتطرف على البرلمان الأوروبي؟ وماذا يغير؟




.. غزة: آلاف الإسرائيليين يطالبون بالموافقة على مقترح الهدنة وا


.. ??مجلس النواب الفرنسي يعلق عضوية نائب يساري لرفعه العلم الفل




.. الشرطة الإسرائيلية تفرق المتظاهرين بالقوة في تل أبيب