الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


في ذكرى رحل الصحفي والإنسان سكفان عبدالحكيم

محمد سليم سواري

2013 / 3 / 9
الادب والفن


لبعض الأيام وقع خاص في نفوسنا وضمائرنا .. فعندما تمر علينا تلك الأيام تتأجج المشاعر والعواطف وخاصة عندما تتعلق تلك الأيام بأشخاص أعزاء علينا وكانوا يملئون الحياة من حولهم وبكل المحيطين بهم مودة وفرحاً ومعنى وآمالاً.
في هذه الأيام تمر علينا الذكرى الثالثة على رحيل الصحفي والكاتب الكردي ( سكفان عبدالحكيم ) الذي إنتقل إلى جوار ربه في مدينة زاخوي في اليوم التاسع من شهر آذار سنة 2010 .. سكفان عبدالحكيم الذي عرفناه عن قرب ومنذ بداية منتصف السبعينات من القرن الماضي وكانت كل محطات حياته مليئة بالعمل الدوؤب والسعي الحثيث مع الكلمة الصامدة والفكر النير حيث تصب في خدمة قضية شعبه وتحقيق المستقبل الزاهر له.
ففي المرحلة الاولى من حياته كان طالباً في المرحلة المتوسطة بمدينة زاخو وكان مع أصدقائه وزملائه في إتحاد طلبة كردستان يتطلعون إلى القضية الكردية حيث بدأت ثورة أيلول بقيادة الأب الروحي للشعب الكردي مصطفى البارزاني وينظرون إلى الثورة وقائدها الفذ بكل تقدير وإحترام.. فما كان من سكفان وهو طالب في المرحلة المتوسطة إلا أن يترك كل شيء وينضم إلى صفوف البيشمركه الأبطال ليصبح مقاتلاً حيث أيقن بأنه يمكن تأجيل الكثير من مفردات الحياة من مرحلة إلى مرحلة أُخرى أو من وقت إلى وقت آخر أو إلغائها ولكن عندما يتعلق الأمر بمستقبل شعب والدفاع عنه وحمل السلاح ضد الحكام الدكتاتورين فلا يمكن تأجيل ذلك ، وكان وجوده في صفوف الثوار الكرد يعني الكثير بالنسبة له حيث يجرح في إحدى المعارك سنة 1964 .
بعد ذلك تبدأ مرحلة جديدة من حياة سكفان عبدالحكيم في سنة 1970لتكون للكلمة في هذه المرحلة دورها المميز حيث يشد الرحال ويتوجه إلى مدينة بغداد مدينة الأدب والثقافة والصحافة والألق التأريخي وهناك فتح له كل نوافذ الإبداع ليوظف الكلمة الشريفة والملتزمة والتي تجسد وتوظف من أجل قضايا شعبه للحفاظ على تراثه وأدبه وشعره من خلال القنوات الإعلامية المقروءة منها والمسموعة والمرئية وكان له صولات ومواقف في هذا المجال ويشفع له ما نقوله أنه كان أول شخص يتولى رئاسة قسم الأطفال في الإذاعة الكردية ببغداد لإيمانه بأن الأطفال هم المستقبل المشرق لأي شعب وتهيئة الأجواء المناسبة لوعيهم وتثقيفهم يترتب عليه الكثير من مفردات المستقبل لأي شعب يريد أن يكون له وجود.
وكانت هذه المرحلة تمثل أهم المراحل وأغناها في حياته الأدبية والصحفية والثقافية وكان من أوائل بل ومن رواد الصحفيين الكرد في ذلك الوقت الدقيق والحساس من نضال الشعب الكردي وخاصة بعد النكسة التي أصابت الثورة الكردية بصورة خاصة والشعب الكردي بصورة عامة ليكون الرهان على الكلمة الملتزمة وفي مرحلة ليست بالسهلة وليكتب المئات من المقالات الصحفية والنقدية والأدبية بالإضافة إلى إعداد وتقديم العشرات من البرامج الإذاعية والتلفزيونية وذات الصبغة الفنية من مد يد العون وفتح الأبواب والقنوات ومساعدة العشرات من الفنانين الكرد ليكون صوتهم هو البشير إلى عالم يتمتع فيه الشعب الكردي بغد مشرق بعيد عن الأضطهاد وخال من الحكام الدكتاتورين .. ويؤشر هذه المرحلة وبشهادة الكثيرين من المعنيين بأنها كانت مرحلة النهوض والوعي القومي والثقافي وكانت بحق للكلمة دورها المميز فيما نقول .
وفي هذه المرحلة بدأ المرحوم سكفان عبدالحكيم بعملية التأليف ففي المجال الفني ألف كتابين الاولى ( محمد عارفي جزيري كه وى ربادة ) سنة 1986عن حياة ومسيرة الفنان الكردي محمد عارف جزيري .. والكتاب الثاني ( جوخى ئه يازي ) سنة 1986عن المسيرة الفنية للمغني الكردي الشاب أياز زاخوي .. والكتاب الثالث عن الشاعر الكردي الثوري ( جكه ر خوين ) سنة 1986 .... والكتاب الرابع ( هفال هفالوشكي ) عن التراث الغنائي الكردي للأطفال .
وسوف نقف قليلاً مع كتاب ( جكه ر خوين ) حيث كان تأليف هذا الكتاب عن الشاعر الكردي الثوري جكه ر خوين وفي تلك المرحلة الحساسة للشعب الكردي يعني الكثير عندما كان الشعب الكردي يتعرض لأشرس حملة عنصرية لإنهاء وجوده القومي وإسدال الستار عن كل طموحاته .. وكان تداول قصائد هذا الشاعر ممنوعاً من من النشر حتى والإطلاع عليها يعد من المحرمات وضمن الخط الأحمر.. لأن تلك القصائد ملئية بالكلمات الثورية التي تلهب حماس الشباب الكردي بعد أن غني معظم قصائده من قبل بعض المغنين الكرد المعروفين آنذاك.. وكان رهان أغلبية أبناء الشعب الكردي على الكلمة الملتزمة والقصيدة الوطنية واللحن المبدع ليقوي من العزائم بعد أن راهن الاعداء على وأد القضية الكردية سياسياً وعسكرياً بعد أحداث نكسة آذار1975 .. كانت الكلمة في هذه المرحلة تعني الكثير وكان طبع كتاب عن شاعر بمنزلة جكه ر خوين هي البداية الحقيقة لمرحلة بدأت حبلى بالكثير ليكون المخاض عسيراً والمعاناة صعبة في عصر لم يكن أرهاصاته إعتيادية وملامحه جلية في سماء كردستان .. وكل الأنظار تتجه إلى ساعة الخلاص ولكن من يقدر أن يعرف متى تكون تلك الساعة وكيف تكون وفي تلك الظروف فقد كانت الكلمة هي البشرى للغد الأفضل .
وعندما نستذكر في هذه الأيام الذكرى الثالثة لرحيل الكاتب والصحفي الكردي سكفان عبدالحكيم نقف تقديراً وإعتزازا لإبن زاخو البار الذي قدم كل ما يستطيع تقديمه من فكره وقلمه ليعيش شامخاً في ذاكرة أبناء وطنه وعلى مدى الأيام والأعوام .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ملتقى دولي في الجزاي?ر حول الموسيقى الكلاسيكية بعد تراجع مكا


.. فنانون مهاجرون يشيّدون جسورا للتواصل مع ثقافاتهم الا?صلية




.. ظافر العابدين يحتفل بعرض فيلمه ا?نف وثلاث عيون في مهرجان مال


.. بيبه عمي حماده بيبه بيبه?? فرقة فلكلوريتا مع منى الشاذلي




.. ميتا أشوفك أشوفك ياقلبي مبسوط?? انبسطوا مع فرقة فلكلوريتا