الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


معني الصندوق بين المالكي ومرسي

الشربيني المهندس

2013 / 3 / 9
مواضيع وابحاث سياسية


لا مانع من تقديم تحية الإبداع للرئيس المصري الراحل أنور السادات ومحاولاته حل مشاكل الحرب والسلام مع شعبه وجيرانه بطرق جديدة وقتها ومن خلال الصندوق أيضا .. وهنا تبدو أهمية الشكل مقاربة للمضمون في الأدب والفن والسياسة .. بدءا بالغلاف والعنوان وانتهاء بأشكال السرد والخاتمة .. بالتأكيد هي المدخل ولكنها تصبح بلا معني إذا فشل المضمون في كسب المتلقي ..
هكذا فإن شكل صندوق الانتخابات الشفاف رمز الديمقراطية الحديثة يوحي بالتطور الكبير في صناعة اللدائن وهي احد صناعات البترول عصب الحياة الحديثة .. ومعها صناعة الأحبار الفوسفورية وغيرها ليرتفع صوت العلم والكيمياء دون إجحاف بحق طباعة الورق وتأثير الصورة والألوان كمدخل جميل لشكل العملية الانتخابية .. ويأتي السياق وتأثير الوسائط الحديثة لتقديم البرامج وفنون الدعاية الحديثة لتخرج العملية الرمزية من تعداد للأصوات بطريقة السلف إلي حياة عصرية بمراقبة عالمية مضمونها كفاءة الإدارة لموارد الدولة لصالح أهلها ..
ويأتي التغيير وتداول السلطة نتيجة عدم مناسبة الكفاءات الحاكمة للمرحلة وتفاقم مشاكل الحرية والعدالة الاجتماعية للجمهور العريض من الناس .
وتبدأ المسرحية هزلا وجدا بعد تفريغ الصندوق من الورق ومواجهة الواقع لنشاهد دراما سوء النية وتحالف مع الشيطان وكابوس عدم التوافق ومنمنات الصورة تتباعد وتختلف الرؤية والاهتمامات حول طريقة اقتسام الكعكة مع استبدال حرف التاء بحرف السين أي من يتولي الحكم إلي أن يستولي عليه ويخرج لسانه للصندوق ..
الرئيس المصري مرسي لم يكتف بإخراج لسانه للصندوق بل حصن نفسه دستوريا وعينه علي الراعي الأمريكي ثم مرر دستورا غير توافقي بطريقة تختلف عن هتلر النازي الذي جاء بالصندوق أصلا مثله .. انتحر هتلر وقتل القذافي وتراجع مرسي مع جماعته وأمريكا تحبس أنفاسها فأصحاب الصندوق ما زالوا يتنفسون في عصر مختلف ..
. مع الاحتلال الأمريكي المباشر للعراق والتخلص من صدام حسين الرئيس السني أو الأقلية جرت أول انتخابات حديثة في العراق تابعها العالم تضمن كما قيل حقوق الفصائل المختلفة ونظام للمحاصصة وحكم توافقي ..
وبعد عشر سنوات ما زالت العراق الغنية بمواردها الطبيعية تئن تحت وطأة الانفلات الأمني وتدهور وسائل الحياة المعيشية اليومية لمعظم العراقيين المالكي الشيعي الذي اعتقد أن السلطة دانت لطائفته مع إغلاق الراعي الأمريكي لعينيه ومباركة الجار الإيراني .. خاطب المالكي العراقيين والدماء لا تتوقف ، ولكن ليس للاعتذار والاعتراف بالفشل، ليس مداراة لمشاعر محبطين ويائسين، لا ليقدم استقالته ويرحم شعبه، بل ليسب ويشتم، فهو يستند إلي أغلبية عددية تتحكم في الصندوق وساعدته لتمرير الميزانية بعيوبها ومجموعة قوانين معيبة جاهزة للتمرير ، وعاد يهدد ويتوعد، تجاهل معني الصندوق ومضمونه كما أسلفنا ليظهر كديكتاتور ويتجاوز حد تحريض أبناء الشعب بعضهم على بعض بقوله: (... أدعو أبناء الشعب العراقي، بمختلف أطيافه وفئاته ومكوناته، إلى إجهاض مظاهرة الخامس والعشرين من فبراير لما لها من أهداف تخريبية تريد إعادة العراق إلى الوراء. طبعا هو لا يقصد الظروف المعيشية الأفضل أيام صدام حسين .
وفي مصر مع فشل إدارة الرئيس المصري المنتخب في عامه الأول وترحم البعض علي أيام الرئيس المخلوع وحيث قدم الرئيس مرسي مصالح الجماعة وهي أقلية علي مصالح الأكثرية وعينه علي الصندوق وشرعيته .. تقول مساعدة الرئيس المصري د باكينام الشرقاوي أن المسئولين الأمريكيين تفهموا أن ما يحدث في مصر هو عملية مخاض للعملية الديمقراطية وتطورها، وأن مصر تسير على الطريق الصحيح نحو استكمال المؤسسات الديمقراطية، وبالتالي فإن ما يحدث في مصر لا بد أن يوضع في نصابه الصحيح الكلي، وهو مصاعب ميلاد الديمقراطية ولا يمثل حالة عدم استقرار.كثيرة هي الأشياء الغريبة التي تحدث في مصر هذه الأيام والبلاد تبدو علي وشك الانفصام فلا عودة للأمن أو تحسن للاقتصاد مع افتقار الجماعة للحنكة السياسية مع الفصائل الأخرى واستمرار سياسة العند المباركية ..
رعاية الطفل أهم من شكله وجنسه .. وتستمر القلاقل في مصر والعراق وودن من طين وأخري من عجين مع سياسة طائفية تتجاهل جوهر الديمقراطية وتغليب شكل الصندوق الانتخابي علي مضمونه ..
وتحية مرة أخري لفكر الرئيس الراحل انور السادات الذي قال سأكون للذين قالوا لا والذين قالوا نعم وعينه أيضا علي الراعي الأمريكي الذي يمسك بأوراق اللعبة مع الفارق..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تشاد: فوز رئيس المجلس العسكري محمد ديبي إتنو بالانتخابات الر


.. قطاع غزة: محادثات الهدنة تنتهي دون اتفاق بين إسرائيل وحركة




.. مظاهرة في سوريا تساند الشعب الفلسطيني في مقاومته ضد إسرائيل


.. أم فلسطينية تودع بمرارة ابنها الذي استشهد جراء قصف إسرائيلي




.. مظاهرة أمام وزارة الدفاع الإسرائيلية بتل أبيب للمطالبة بصفقة