الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الموت للعرب.. لماذا..!!؟

كريم كطافة

2005 / 4 / 6
مواضيع وابحاث سياسية


الموت للعرب..!!؟ نعم، هناك في العراق من فكر ويفكر بمثل هذا الخيار.. هناك من قاله همساً.. هناك من قاله صراخاً.. هناك من خطه على الجدران.. وهناك من يفكر بتحويله إلى فعل. لم تُحرَق في شوارع العراق أعلام أمريكا ولا صور بوش وكوندليزا رايز ورامسفيلد وهم المحتلون للبلد، بل أُحرق علم الأردن وصور الملك عبد الله، على الرغم من اعتقاد الأردنيين أنهم أصحاب فضل على العراقيين أيام زمان.. زمان صدام. في الحرب العراقية - الإيرانية كان الملك الأب أول من شد حبل المدفع إلى جانب صدام حسين.. ثم أرسل لواء اليرموك الأردني ليحمي الخطوط الخلفية لبعض الجبهات الساخنة.. وفي احتلال الكويت كان الأردن ملكاً وشعباً قلباً وقالباً مع خيار صدام.. خيار العراق.. حين كان (وربما ما زال..!!) العراق في الذهن العربي الحكومي والشعبي هو صدام.. ثم ليتحول الأردن تدريجياً إلى رئة تجارية وحربية وإعلامية للدولة العراقية ومتنفس سياحي لوزراء صدام وتجاره ومقاولييه ومناصريه ومروجي أفكاره ومجيشي المسيرات المليونية العربية من المحيط إلى الخليج، منه ينطلقون إلى العالم السياحي شرقاً وغرباً لينزعوا عنهم وعثاء الحروب وصور الدم وآهات وتوسلات الضحايا في الزنازين المعتمة من السجن الكبير. وبعد اشتداد الحصار العالمي والحكومي على العراقيين تحول الأردن إلى ممراً ومستقراً لملايين العراقيين الهاربين من جحيم الوطن، ليتعرفوا عن قرب وبالتجربة الملموسة ماذا يعني أن يكون مصيرك بيد أردني إن كان مقاولاً أو ضابط جوازات أو مجرد مناصراً لصدام حسين.. هناك عرف العراقيون أن لا فرق بين يساري ويميني، بعثي وشيوعي، علماني وإسلامي تكفيري كلهم في هوى دولة صدام سوا.. هناك تعرف العراقيون على أنواع جديدة مبتكرة من الإذلال والحيرة وفقدان الحيلة غير تلك التي تشبعوا بها حد التخمة في بلدهم.. أنه الأردن أمامك والعراق من خلفك أين المفر..؟
كذلك، لم نسمع في العراق صيحات الاستحسان والشعور بالعرفان لحزب (الله الشيعي اللبناني)، وهو الذي أتحف العالم بموديل فريد ونادر من المسيرات الشعبية المليونية الديمقراطية من ماركة (مسيرة الأكفان). مؤمنون لبسوا أكفانهم ونزلوا إلى الشارع تحت سوط التكليف الشرعي، ليتضامنوا مع عراقيي جيش المهدي، الذين كانوا يقاتلون قوات الاحتلال من متاريس المراقد المقدسة ومقبرة النجف الكبرى.. لم يفهم العراقيون أن الأمر لا يعدو عن كونه تضامن طبيعي بين الله اللبناني الشيعي ومهديه العراقي الشيعي.. على العكس انقلبوا على جيش مهديهم تاركين المكفنين وحيدين في حومة الوغى بين المرقد المقدس والمقبرة الكبرى.. بل وسمعنا في العراق من يلعن ويهجس ويتخوف من أن يفعلها ذلك الحزب الذي استحوذ على الله ويشحن أكفانه إلى العراق.. والعراقي يردد مع نفسه.. هل تنقصنا أكفان..؟
كذلك، لم يرد العراقيون على فضل وجميل الشقيقة سوريا، وهي التي أفردت لهم خصيصاً، جمعية أو منظمة أسموها (نصرة الشعب العراقي)، أخرجوا إجازتها من حقل منظمات (المجتمع المدني السوري..!؟).. أخذت الجمعية على عاتقها جمع التبرعات وإرسال المجاهدين وتنسيق نشاطاتهم. لكن العراقيين مرة أخرى وبدلاً من رد الجميل بأجمل منه، أظهروا للأشقاء السوريين بضاعتهم من على شاشة التلفاز ضباط ومراتب وأفراد سوريين وعراقيين وعرب آخرين، كلٌّ وإلى جانبه كشف بعدد المذبوحين من العراقيين والعراقيات.. كانت كشوفهم شفافة وطويلة فيها شروح ضافية بالوقائع والأوصاف لتجعل المشاهد والمستمع يفهم بالضبط ماذا يعني حين يكون الإنسان بعثياً ومجاهداً في ذات الآن.. لقد تحدثوا عن مراكز تدريب وعن دورات ذبح على الحيوانات وذكروا أكثر من عشر منظمات إسلامية جهادية منشأها ومآلها وتمويلها وكل أمرها بيد المخابرات السورية وكلهم كانوا يعملون تحت الشعار الفضيل: (أن الله – وليس المخابرات السورية- من وراء القصد).
كذلك، حين رفع الـ26 فقيه سعودي من وتيرة جهادهم عالياً طالبين من المسلمين سعوديين وغير سعوديين بالجهاد الجهاد يا مسلمين في ارض الجهاد.. قامت الدنيا ولم تقعد في العراق، نزل العراقيون سباباً واستهجاناً واستنكاراً وتنديداً وتعرية بأولئك الفقهاء.. بل ذهبوا أبعد من هذا في رد الجميل.. ذهبوا إلى فضح تلك البدايات البعيدة التي تلقف بها أبو سفيان أمر خلافة الله على المسلمين كما يتلقف الكرة.. زاعمين أن هذه النهايات للمسلمين هي لتلك البدايات.. وحتى بعد أن تنازل الفقهاء ونسخوا فتواهم بأخرى تفرغها من أي محتوى، ظل العراقيون على غيهم سادرين..
كذلك، أن السائح الذي سيزور العراق (والعراق الآن بلد سياحي بامتياز..!!؟) سيدهشه ويحيره وسيقلب أفكاره رأساً على عقب أمر شديد الغرابة، كون العراقيين لا يكرهون شيئاً في الفضاء الإعلامي العربي أكثر من كرههم لقنوات العرب الفضائية وعلى رأسها تلك التي تدعى (الجزيرة)، رغم الجمال والفتنة الأخاذة للسيدات المذيعات العاملات فيها، ناهيك عن وسامة وأريحية رجالها من جميل إلى جمال إلى صاحب أجمل وألمع صلعة عربية.. والسائح المدهوش كان يظن وببراءة الطفل؛ أن هذه القناة بالذات، كونها قناة مجاهدي العصر الحديث هي حبيبة العراقيين.. مثلما سينذهل السيد السائح وربما السائحة من القائمة الطويلة من السباب واللعنات والاتهامات لشيوخ موصومين بالعار لدى العراقيين، بينما هم وحسب الإعلام الرسمي والفضائي يمثلون زبدة علماء الأمة من ماركات ثقيلة مثل الشيخ القرضاوي والشيخ عبد الباري عطوان والشيخ محمد المسفر والشيخ مصطفى نكري والشيخ بن لادن والشيخ الظواهري والشيخ الضاري والشيخ الزرقاوي وصولاً إلى الشيخ شارون بن آرز السامي والشيخ تسونامي.. يدخل السائح في حيرته على أنغام تصاعد الشتائم والأهازيج العراقية وقد انسحبت لاحقاً على الإعلام وعلى التلفزيون وعلى الفضاء وعلى الموبايل وعلى التكنولوجيا وعلى الانتخابات والجمعية الوطنية ومشعان ومحجان وصكبان وموزان وردحان وعلى البطيخ والخيار والموز وعلى كل شيء ثابت ومتحرك.. كأن هذا الشعب قد انفلت من عقاله.
يا ترى لماذا كل هذا الجحود العراقي..!!؟ أعتقد أن هذا يضع مسؤولية جسيمة على عاتق فقهاء وعلماء الأمة على طول الزنزانة العتيدة من الماء إلى الماء، مسؤولية توعية وإفهام هؤلاء العراقيين المغلوبين على أمرهم، الذين أمركهم الأمريكي في ظرف سنتين لا غير، إفهامهم أن مفجري السيارات المفخخة في شوارعهم ومؤسساتهم ومساجدهم هم ليسوا عرب أقحاح مثلثين، بل هم جنود مرتزقة لاتينيين تابعين لسرايا خاصة في الجيش الأمريكي جاء أسمها في آخر نشرة للبي بي سي البريطانية باسم (سرايا مجاهدي الصليب)..!! وأن الذين يخطفون ويذبحون أبناءهم ويقبضون على كل رأس ثمناً يتدرج من خمسين دولاراً أمريكياً وأنت صاعد، هم كذلك ليسوا من أبناء جلدتهم إن كانوا من ماركات حرس خاص وحرس خاص جداً أو ماركات سلفية متصحرة روحاً وجسداً ولم تجندهم المخابرات السورية أو أي مخابرات عربية أخرى، بل هم من اليهود الفلاشا جندهم العدو الصهيوني تحت اسم (أنصار حور العين والغلمان اليهود). معلوم أن لليهود جنة خاصة بهم لا يدخلها كل من هب ودب وهي في مكان ما سري على الأرض وليس في السماء. كيف فاتهم لون جلدة الانتحاريين المحروقة أصلاً بقدرة الله وقبل أن تحترق وتختلط بمعادن وبلاستيك السيارات المفخخة.. نعم هم الفلاشا يهود أفريقيا الذين يشبهون السودانيين والسعوديين والمصريين والأردنيين والسوريين واليمنيين وكل جلود الأمة العربية والإسلامية المجاهدة.. أخيراً على علماء الأمة من الماركات الثقيلة والخفيفة أمانة في أعناقهم، وهم مقبلون على مؤتمر مكة أن يقنعوا العراقيين باللين والحسنى؛ أن المجاهدين البعثيين من شيوخ ومناضلين هم لا يسعون لاسترداد حكمهم ودولتهم المعمرة منذ 1500 سنة، بل هم يسعون لإنقاذ بيضة الإسلام السنية العثمانية من الديك الرومي الشيعي الصفوي..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. سائقة تفقد السيطرة على شاحنة وتتدلى من جسر بعد اصطدام سيارة


.. خطة إسرائيل بشأن -ممر نتساريم- تكشف عن مشروع لإعادة تشكيل غز




.. واشنطن: بدء تسليم المساعدات الإنسانية انطلاقاً من الرصيف الب


.. مراسل الجزيرة: استشهاد فلسطينيين اثنين بقصف إسرائيلي استهدف




.. وسائل إعلام إسرائيلية تناقش إرهاق وإجهاد الجنود وعودة حماس إ