الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أول الغيث قطر..!

هادي فريد التكريتي

2005 / 4 / 6
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


صباح هذا اليوم 4 نيسان نقلت فضائية عربية خبرا من بغداد ، بأن مقر الحزب الشيوعي العراقي في مدينة الثورة ( مدينة الصدر حسب التسمية الطائفية ) قد تم تفجيره بعد أن تم إخراج من فيه ، وفي خبر آخر ، جرح ثلاثة من حراسه ، حاولت أن أتأكد من الخبر قبل التعليق عليه ، فربما يكون الخبر مدسوسا وربما لإشاعة البلبلة ، وخير من يحقق لي صحة أو نفي الخبر ، هم أهل الدار ، الحزب الشيوعي ، إلا أني لم أجد على موقعه الإنترنيتي ما يساعدني للتحقق من الخبر، بعد ذلك توالى تأكيده.
إن الوضع الأمني في العراق في تدهور مستمر ، نتيجة لغياب الحكومة القادرة على ملاحقة عصابات اختلطت علينا تسمياتها واتجاهاتها، خصوصا وأن السلطة الفعلية لحفظ أمن المواطن لم تكن بيد جهة معروفة ومسؤولة ، ليتسنى للمواطن اللجوء إليها ، فوزارة الداخلية لم تعد قادرة على نشر قواتها والتحكم بها وفق اللوائح والتعليمات التي تقرها قوانين حفظ الأمن في العراق ، فالمحافظات تسٍير أمورها الأمنية وفق تعليمات لا علاقة لها بالوزارة ، إنما تطبق ما تراه ملائما لوجهة نظرها ووفق ما تعتقد وترى ، ودليلنا هو ما حدث في النجف من عدم تنفيذ أوامر النقل التي أصدرتها وزارة النقيب ورفضتها المحافظة..أما ما حدث في البصرة فشيء مختلف ، فربما ستعلن المحافظة استقلالها ، أو تلتحق بالبلد |الأم | إيران ، حيث تطبق شريعة جيش المهدي "عجل الله أمره" المستمدة أحكامها من " هيئة التفجير والتفخيخ " ووفق أوامر هيئة " النهي عن المعروف والأمر بالمنكر ".السلفية. ولا ندري إن كان ستعلن مدينة " مقتدى الصدر "هي الأخرى استقلالها عن العاصمة بغداد وتجد لها حدودا إدارية تربطها بالبصرة أو تشكل مع طهران فيدرالية جديدة تسهل عليها استلام الأوامر من هناك مباشرة ..
في الحقيقة نحن نعيش كما يعيش كل العراقيين واقعا أغرب من الخيال ، وفيه من العجائب والغرائب أكثر مما قرأناه في ليالي ألف ليلة وليلة ، وإلا من يستطيع أن يقنعنا أننا نعيش في عهد جمهوري ، يقولون فيه جمعية وطنية منتخبة ، وبالأمس تم انتخاب رئيس لها ، وفيها أعضاء يتناقشون ويتحاورون بملء حريتهم ،في المنطقة الخضراء المحصنة ، وينتمون لكتل سياسية متعددة، قومية ودينية ، إسلامية ـ طائفية وعلمانية وديمقراطية وحتى شيوعية ، وهناك حكومة لها جيش وشرطة وحرس قومي ، عفوا حرس وطني ، يأتمرون بأمر وزير دفاع ووزير داخلية ، وعندنا وزير للأمن كذلك، ولنا رئيس وزراء مسؤول عن كل هؤلاء وعنا أيضا ، ويتواجد على أراضينا ، جيش لأقوى وأكبر دولة في العالم ، مدجج بأحدث الأسلحة المتطورة ، ويستخدم أرقى تكنولوجيا عرفها العالم ، المفروض أن يحمينا طالما نحن ، ندفع له الضريبة ، وخاضعين لاحتلاله وإرادته ، وجٍراء هذا الواقع يكبر خوفنا ويكثر قتلنا في كل يوم ، نحن أبناء الشعب العراقي ، وبالمقابل فإن كل ًمن عددت ٍمن هؤلاء السادة الذين يفترض بهم حمايتنا، لا يعنيهم أمر العراقيين وأمنهم وكيف يعيشون ، فالسياسيون يتحاورون على تحقيق مكاسب وإشغال مناصب ، سيادية وعادية، يقولون نريد تحقيقها لمصلحة الشعب ، والشعب لم يعرف ما يدور ويجري حوله ، والحكومة تتباهى لأنها حققت نصرا كبيرا على الإرهابيين ، فبدلا من سيطرة الإرهابيين على الفلوجة فقط ، أصبحوا يسيطرون ، وحليفهم مقتدى ، على أكثر من منطقة ومدينة ، فهم يبغون تحقيق حكم الله وما تأمر به شريعة الصبي القاتل | هذا الصبي بالمناسبة متهم بقتل السيد الخوئي ومطلوب قضائيا |، إلا إنه يسرح ويمرح ،هو وحلفاؤه، ويرتكب جرائم جديده في كل يوم وفي أكثر من مكان ، دون رادع ولا من سلطة تحاسبه ، فالسلطة غائبة ، ودون تنديد بجرائمه من مرجعيته ، فالمرجعية مشغولة عنه بانتصار طائفي ، وإلا كيف سيستقيم أمر ما يسمى بالديموقراطية وحرية الفكر والتعددية وحقوق الإنسان التي سيتضمنها دستورنا المرتقب الجديد ، والذي سيشرعه لنا طائفيون ، يحتل أنصار جيش المهدي (المطلوب للعدالة )العديد من المقاعد بينهم ، وتخضع لحكمهم مدن لا تأتمر بأمر حكومة تخضع لقونين وضعية ولا تمتثل لأوامر الله ونواهيه ، إذن لا حل لديهم سوى إرهاب الناس وترويعهم بكل طريق ووسيلة ، وتفجير مقرات أحزاب لا يعبد فيها ما يعبدون ، وهم يتناسون قول قرآن مبين ( قل يا أيها الكافرون * لا أعبد ما تعبدون * ولا أنتم عابدون ما أعبد * ولا أنا عابد ما عبدتم * ولا أنتم عابدون ما أعبد * لكم دينكم ولي دين*).إذا سلمنا جدلا بأن من لا يؤمن بالطائفية كافرا ، وهو ليس كذلك ، فإلى متى يبقى هؤلاء ،مرتكبوا الجرائم ، وهم معروفون ومشخصون ، يسرحون ويمرحون ، يهددون الناس في السر والعلن ؟ على كل القوى المؤمنة بحق الناس في حريتهم وبما يعتقدون وبما يفكرون ، أن تدين الممارسات الطائفية ، بكل أشكالها وألوانها ، وعلى قوى الإسلام السياسي والطائفي ـ العراقي ، الذي يتصدر القوى السياسية العراقية في تشكيل الحكومة ومؤسسات الدولة ، أن يرفع صوته بالإدانة لجريمة تفجير مقر الحزب الشيوعي العراقي في مدينة الثورة ،وكل ما من شأنه الإخلال بالأمن ، وعلى المرجعية الشيعية أن تجهر بموقف إدانة صريح لمرتكبي الجريمة أيا كانوا وتحذرهم من مغبة إرهاب المواطنين وتعطيل حرياتهم في أماكن تواجدهم ، وعلى الحكومة أن تكشف عن الجرائم التي ارتكبت بحق المواطنين بشكل عام والسياسيين بشكل خاص ، وبعكسه تكون الحكومة مانة ومسؤوليتها مباشرة في فقدان الأمن وتعطيل الحياة العامة .وما يحصل الآن نتائجه وخيمة مستقبلا ، وسيصدق فيه قول القائل ( أول الغيث قطر ثم ينهمر )
04/04/2005








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. لحظة إسقاط مسيرة إسرائيلية بعد استهدافها في أجواء جنوبي لبنا


.. كيف ستتعامل أمريكا مع إسرائيل حال رفضها مقترح وقف إطلاق النا




.. الشرطة تجر داعمات فلسطين من شعرهن وملابسهن باحتجاجات في ا?مر


.. مظاهرة في العاصمة الفرنسية باريس تطالب بوقف فوري لإطلاق النا




.. مظاهرات في أكثر من 20 مدينة بريطانية تطالب بوقف الحرب الإسرا