الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


السرد و النقد في المغرب

حميد المصباحي

2013 / 3 / 10
الادب والفن


السرد الروائي و القصصي في المغرب,عرف طفرة مهمة,شدت انتباه العالم العربي,رغم أن النقد في المغرب لم يحوله بعد لورشة للإشتغال,ليس قصد التعريف به,بل الكشف في متونه عن القيم الجمالية المضافة لمشهدنا الأدبي,و كيفيات التعبير عن القضايا المطروحة فيه,بأية لغة كتبت,و أية آليات استخدمت,ما مدى أصالتها و من أين تمتح؟؟
مثل هذه الأسئلة كفيلة ببث روح المتابعات النقدية,التي عليها الإنتقال من مقاربات النظرية التي تزخر بها الساحة الفكرية,و محاولات تطبيقها على نصوصنا,ربما يتم من خلالها عن كشف الخفي في النص و تأكيد فعالية نظرية ما,و بذلك نثبت كونية النظريات المقاربة و الفاحصة لفن السرد و حتى الشعر,بل إن الجديد كما أزعم,ليس في تقنيات الكتابة,كالإسترجاع و تكسير التتابع الزمني,أو جعل السرد نفسه أو صاحبه تيمة,بل إن قوة السرد هي لغته,و هنا ضرورة الشعري في الرواية و القصة,صورة أكثر تعبيرية عن المتخيل و حتى المعاش كما يراه الروائي أو القاص,فقد تفاعلت شروط و استجدت مستجدات في حقل الثقافة المغربي,فكانت لها تعبيراتها الفنية,كما كانت للواقع الإجتماعي بتحولاته تعبيرات سياسية,و ليس معنى ذلك أن السرد بالمغرب مجرد صدى لما تعرفه التحولات الفكرية,فهو نفسه حافز على إعادة التفكير في الكثير من القضايا,التي سبق للأدب المغربي أن عبر عنها بوسيلته الخاصة في مراحل من تطور المجتمع المغربي,الذي يعرف ظهور أنماط من التفكير مغايرة في وجودها و أسلوب مقاربتها للقضايا,بعيد عن أحكام حول وظيفة السرد و طبيعة مكوناته و ثوابته التي تخلخلت منذ التسعينات,فلم يعد القاص أو الروائي يشتغل بما اشتغل به السابقون,بل اختار قضاياه بعيدا عن توجيهات النقاد و حتى سابقيه ممن اشتغلوا سرديا بكيفيات مختلفة,تحتاج للكثير من التوضيحات النقدية,غير التأريخية,تلك التي تبدأ من الإستعمار, ما كتب روائيا تعبيرا عن دور الآداب المغربي في المشاركة الفعالة فيما حرك المجتمع المغربي للمطالبة بالإستقلال و التحرر من ربقة الإحتلال المعتبر حماية في رؤية الحركة الوطنية المغربية المدنية,و هنا لا بد من بعض التوضيحات.
تاريخ المجتمع و تاريخ السرد1
المجتمعات تتحول,تعرف هزات اقتصادية و حتى سياسية,كانعكاس لما تمليه حاجات استمرارية الجماعات لتحافظ على وجودها و وحدتها,و بذلك فالتغيرات تمتد لبنى المجتمع,فإما أن تفككها أو ترمم المنهار منها لتستعيد البنى عافيتها, هنا لا تكون الدولة أي السياسة بعيد عن مجريات التحول,فهي فاعلة فيها و متأثرة بها في الوقت نفسه,و يمكن تحقيب ذلك عادة بالتاريخي كما يراه أطراف الصراع,بحيث يحاول كل واحد مهما انتزاع اعتراف المجتمع بفعاليته فيما تحقق إن كان مرضيا للمجتمع,أو نسبته للآخر إن كان مسيئا و عائقا لتطورات تنموية اقتصاديا أو محررة للفعاليات المجتمعية و الثقافية,فهل يكون السرد مجرد صدى لهذه التحولات,أم أنه فاعل في حدوثها بدون رغبة منه في ذلك؟؟
إن الجمالية,التي عندما تخترق تكون استجابة لإرضاء ذوق نام,تبلورت قيم الحكم الجمالي فيه,بحكم أن القراء يتابعون,و يبحثون عن المثير في جماليته,استجابة لما ترعفه الثقافة الجماعية و حتى الوظيفية من هزات,فالمغرب تخترقه تجارب إبداعية عايشها,فمن جهة هماك الكتابات العربية المشرقية في مجالات الرواية و القصة و الشعر,و هناك الكتابات الغربية الأروبية,تنضاف إليها الإجتهادات المغربية في السرد, الحديثة و حتى المعاصرة,فقد متحت من كل هذه التجارب قراءة,قبل أن تخوض مغامرة التأليف,و لاشك أن هذه التنوعات كان لها تأثير على كيفيات التعبير و التيمات,يمكن وفقا لهذه التجارب تصنيفها بدرجة حضور الأروبي أو العربي المشرقي بل و حتى المغربي في بداية الإستقلال و بعده,و هي ملامح متداخلة تحتاج لجهد و تتبع متأني للكشف عن خيوط التماس و فحصها بأدوات نقدية تغني حضور التاريخي فيها و لا تجعله رهينا لتحولات أخرى سياسية و اقتصادية و حتى اجتماعية مختلف حولها أصلا.
2تداخلات تجريبية
هو اختيار أدبي في السرد المغربي يحاول خوض غمار كل ما يطلع عليه من تجارب فنية,بإضافة ما يجعل من الإختيار أصالة خاصة,أي مغربية,فيها توليفات جميلة,عدم التمكن منها يقود لالتباسات مفرطة في تجريبيتها,سرعان ما تعي بها لتخط لنفسها مسارات متنوعة و مختلفة,بحثا مضنيا عن الأصيل الخفي,و تهربا دائما من هوس تكرار ما كتب,و هنا تشعر بقلق الروائي أو القاص و حساسيته المفرطة تجاه ذاته و تجاه القراء الذين يمتحون من الآداب الغربية أو العربية المشرقية,لأنهم يدركون بحسهم الرهيف,تلك التداخلات الخفية عندما يطلعون على التجارب المغربية,التي تخوض في غمار التداخلات التجريبية,بشاعرية خاصة,أو تماهيات سحرية تلعب على عنصري تشابه الملفوظ و اختلاف الدلالة,أو ادرامية المشهد المضحك في تزامنية غرائبية مثيرة و جالبة لانتباه القارئ و الناقد في الوقت نفسه,فتبدأ لعبة البحث عن سياقات جديدة في اللغة لاكتساب ميزات و تخزينها كرصيد إضافي مبهر,غير أن الخبرات في عملية التداخلات تؤشر على تخوف آخر,هو أن المبهر,منهك إذا ما تكررت لعبة اللجوء له,ففن السرد له حساسية مفرطة لإعادة التجارب,و لا تسامح تجاه من تخذلهم تأصيلات التعبير إذا ما استمرت عملية اختلاق التداخلات التجريبية.
3إيقونة الغموض
هي اختيار,يمتح من شذرات فلسفية غايتها خلق تكوجات صوتية في ذهن القارئ و من خلاله لدى الناقد,بحيث عندما تسعصي مفهمة المسرود,ينتظر القارئ قول الناقد أو يلجأ إليه طلبا للمعونة سرا و دون الإعلان عن عجزه في تأويل الملفوظات و المتون المتموجة قصدا أو ربما الهاربة من حقل القصديات التي عمد إليها الروائي أو القاص المغربي,فهي عملية مثيرة برغم التباساتها المحفزة على المزيد من التفكير و ربط الجمل بل محاولة قلبها لاستخراج المستعصي منها على الإمساك به و تطويعه تأويليا بتحقيق متعة التلقي الجميل للمكتوب سرديا,قصة كان أو رواية.
خلاصات
السرد في المغرب لم ينشأ أبدا ضد الشعر,و لم يعتبر نفسه بديلا له,بل اغتنى به حتى إن لم يعترف بذلك,كما أن قلق الروائي و القاص,دليل مؤشر على ولادة حساسيات جديدة حتما سوف تكون لها كلمتها في حقل الإبداع الأدبي المغربي.
حميد المصباحي كاتب روائي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. لما تعزم الكراش على سينما الصبح ??


.. موسيقى وأجواء بهجة في أول أيام العام الدراسى بجامعة القاهرة




.. بتكلفة 22 مليون جنيه.. قصر ثقافة الزعيم جمال عبد الناصر يخلد


.. الكلب رامبو بقى نجم سينمائي بس عايز ينام ?? في استوديو #معكم




.. الحب بين أبطال فيلم السيد رامبو -الصحاب- ?