الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل تزداد نسبة الراحة و الطمأنينة في واقع المجتمعات المتدينة ؟

سونيا ابراهيم

2013 / 3 / 10
ملف التحرش الجنسي ضد المرأة في الدول العربية - بمناسبة 8 آذار/ مارت 2013 عيد المرأة العالمي


ما هو تعريف المجتمعات المتدينة ؟ و هنا نجد الإجابة قد تختلف حسب كل ديانة، من خلال مؤسسات دينية متعددة، و لكن في ظل هذا الإرث التاريخي سنجد أن مثل هذه المجتمعات العربية فُرض عليها الدين بصورة قمعية، و أن معظم هذه الديانات المتزمتة تتسم بطابع مشترك فيما بينها و هو القبلية أو البدونة، كما هو الحال في شبه الجزيرة العربية .. التي يؤكد سلوك حكامها، و شيوخها - كل يوم - على ازدرائهم للإنسانية من خلال قوانين مؤسساتهم التشريعية و خاصة أكثرها تأثيراً على تنشئة الأجيال الصاعدة في أماكن العمل و المدارس و الجامعات !!


هل تستطيع المجتمعات التي كانت تتجه إلى الانفتاح الحضاري أن تتطور في ظل وجود بعض هذه الدول المجاورة التي تدفع أموالاً طائلة؛ لتصيب الجزء الأكبر منها - الذي هو مضطهد تاريخياً و اجتماعياً على مدي قرون طويلة - في ظل وجود ثقافة مدفوع لها : هذه الثقافة تسلب حق الاناث، و تدمر نفسية الأطفال و توجهها نحو الإرهاب و العنف؛ بألا تجعل أي شي غير " العضو الذكوري " أكثر أهمية من الأم المتسلطة أو الأم المضهدة ! و على الرغم من أنه هناك فرق كبير بين الأم المتسلطة و الأم المضطهدة، و لكن كلاهما تدفعان الفاتورة، و تغرمان الأبناء فاتورة هذه الضريبة أيضاً!

الأم المتسلطة قد تمنح أبناءها الذكور- من خلال تربيتها في مجتمع شرقي ذكوري بإمتياز - حق التجني و التسلط و قمع اخواتهن الاناث، أما الأم المضطهدة : التي لا تستطيع أن تتصالح مع نفسها بسبب غياب الوعي في ظل هذا المجتمع، الذي يضع العقوبات و التحديات لقمعها؛ ليجبرها على التنازل من أجل الحفاظ على بقائها و حياتها - قد تكون خائفة من ألا تجد حولها من يحتضنها فتصبح بلا مناعة و هي خائرة القوى فتتنازل بصمت - في حال عدم وجود الخطة التي قد تنجو بها من ذكورية المجتمع !

كانت لدينا صديقة كلما زرناها كان والدها يصر على لقائنا، و ملامسة أصابعنا دون احتشام، و هو يصافحنا حتى أنها كانت تضحك بإضطراب أمامه؛ ثم نجدها تسبه و تدعو عليه بالموت بعد خروجه من غرفة الضيوف؛ لأنه خذلها و عذب أمها بطيشه و عنفه المتكرر..

أخبرتنا و الدتها ، التي عرفتني صديقتي إليها بأنها أكثر من صديقة لها و لكل أخواتها :
عندما جاؤوا لزيارتنا كنت في الثالثة عشر من عمري، و قالوا لي : أخرجي .. أعمامك يطلبون الحديث اليك !

و هي تصف لي حالتها ، لم أستوعب كيف أنها كانت تصف يوم خطبتها :
"خرجتُ، و جلستُ، و قال كل أعمامي ما لديهم؛ حتى ظننت أن والدي كان سيضربني أمامهم لو تحركتُ يميناً أو شمالاً ... جلستُ صامدة .. و هز والدي رأسه، و كانت والدتي تستمع خارج باب الحجرة القديمة ... و هكذا أخذوا موافقتي ... و أصبحت زوجة .. زوجته! "

وصفت لي ليلة الزفاف و هي في بيت عائلة الزوج: "دخل عليا مثل (الطرزان ) و لم ينتظر
حتى خلع كل ملابسه .. و صرخت "! ...

عندما كان صغيراً، كان طفلاً مدللاً ، و كان هو البكر .. ظلت عائلته تفهمه معنى الطفولة منذ الصغر : هذه المرأة التي تزورنا كل يوم ( مؤخرتها ) كبيرة ! وظل هكذا ..
و عندما تفاجأتُ كيف أنه ألقى مزحة على صديقتي - التي كانت معنا في هذه الزيارة القصيرة - قال لها أمام ابنته ( صديقتنا ) : لو قابلتك و أنا شاب لتزوجتك بدلاً من هذه ( المرأة ) – يقصد زوجته !
ظلت صديقتي ( التي ألقى عليها هذه الدعابة أمام ابنته ) محرجة .. ثم تظاهرت بأنها تفهمت مداعبته !!


في الحالات التي كنا نزور هذه الصديقة الطيبة، كان والدها يرحب بكافة صديقات ابنته، و يمنع أبنائه من استقبال أصدقائهم ( قليلين التهذيب ) كما كان " يصفهم "!!
وجدتُ الوالدة المتعاطفة مع جميع أبنائها تحدثنا عن سوء علاقة الأب مع أبنائه الذكور، و كانت تنصحنا: يجب أن يكون الأب قريباً من أولاده طيلة هذه الفترة !

بينما ظل الوالد مشغولاً بإلقاء نكاته القبيحة، و تعليقاته الساخرة على أبنائه .. كنت الأم تلمُ بكل صغيرة و كبيرة عن الأبناء!
جلس معنا الابن الأكبر في احدى المرات؛ ليخبرنا عن نكات والده، و لم أصدق حينها أنما حدثنا به كان فعلاً بهذا الشكل الهزلي– على الأقل – بالنسبة له :
"تزوج أبي من امرأة تعيش في القرية المجاورة .. هذه العائلة تُزوج العروس بجهاز كامل .. و لم يحتاج أن ينفق من جيبه على تكاليف الزواج و لا فلساً واحداً ... و طلقها بعد أسبوعين "!!

أخبرنا الابن البكر عن الزوجة الثانية التي ظلت لمدة اسبوعين تقيم في غرفة والدتهما .. التي لم تتنازل و تركت المنزل .. و هي غاضبة في منزل عائلتها.. كان شرط والدتهما هو طلاق الأب من الزوجة الثانية ! و لكن ليس لهذا السبب حصل الطلاق من الزوجة الثانية . فسر لي الابن أن الأب لم ترق له الزوجة الثانية؛ لأنها كانت تشتمه، و برر الوالد ( غلطته ) بأنها كانت ( زيجة رخيصة )؛ فهي قبلت الزواج منه دون أن يدفع تكاليف المهر و الزواج المتعارف عليها !
يعدد زوجاتَه الأبُ .. يتحرش بكل النساء .. الأقارب و البعيدات .. و لا يكترث بهذه السهولة على ارتداد هذه التصرفات على نفسية زوجته، أو معاملة أبنائه الذكور لأخواتهم الاناث !

والدة الزوج التي تعلم أن ابنها مخطئ – لا تلوم كثيراً أبناءه لأنها هي نفسها خائفة من زوجها – و هي بكل تأكيد تعلم عد المرات التي يدعي فيها الأبناء على والدهم ( ابنها المدلل ) بالهلاك؛ لأنها أنجبت و الدهم، و لم تحسن تربيته !
قالت لي الابنة و قبل أن يسافر و الدها إلى الأردن لأجراء عملية ( قسطرة قلبية ) : انشالله بيرجعوه على ( نقالة ) ! ثم ضحكت و هي مقهورة ، و والدتها تراقبنا بخجل !!

الخلاصة ربّوا أبناءكم الذكور ، و لا تفسدوا أخلاقهم بالتربية الذكورية الخاطئة ! فالسلوك وحده قد يعيد عائلة إلى رشدها معاً .. أو قد يحبط الأبناء جميعهم معاً .. دون ترك الزوجة وحدها سالمة و هي مخدوعة في أهلها .. و عائلة زوجها و حياتهم معهم ..

كانت احدى النكات ، التي قالها الزوج المتصابي ( العاطل عن العمل ) بعد عودته من الأردن : "و الله الذي يدفع لي مهر ابنته .. لن أكسر خاطرها "!!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مصادر: ورقة السداسية العربية تتضمن خريطة طريق لإقامة الدولة 


.. -الصدع- داخل حلف الناتو.. أي هزات ارتدادية على الحرب الأوكرا




.. لأول مرة منذ اندلاع الحرب.. الاحتلال الإسرائيلي يفتح معبر إي


.. قوات الاحتلال الإسرائيلي تقتحم مناطق عدة في الضفة الغربية




.. مراسل الجزيرة: صدور أموار بفض مخيم الاعتصام في حرم جامعة كال