الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


سنة أولى سياسة

يوسف ابو شريف

2013 / 3 / 11
الثورات والانتفاضات الجماهيرية



سنة أولى سياسة
آن الأوان للإعتراف بالخيبة التاريخية التي منيت بها أنا ومن معي من جيلي من الأباء والأمهات على مدى حياتنا، فنحن هم من (أكل الخازوق) من طرفي التاريخ؛ ماضيه ومستقبله. حتى صرنا جيلا يستحق أن يطلق عليه لقب الجيل الذي رقص على السلم، (لا يلي فوق شافونا، ولا ياللي تحت سمعونا) وأترجم لمن هم خارج بلاد الشام وضواحيها :ـ( نحن هو الجيل الذي عاد بخفي حنين). ذلك لأن أمور التاريخ لم يتسن لها أن تسير على حتميتها المثالية في قضايانا ومستقبلنا في القرن الحادي والعشرين كما كنا ننتظر.
كنّا أبناءاً ملتزمين بآداب وقواعد زمن حكم آبائنا، ولم نخرج عن نص الحياة التي رسمها لنا وضعنا التاريخي إلاّ في حالات نادرة كانت تسمى فورا (لحظات طيش، أو جهل). وكنا في أوج تمردنا لا نشعر بثوريتنا بالقدر الذي كنا نشعر فيه بنشازنا حين نسمع ونتأخر بالطاعة، أو نستعجل تنفيذ طلباتنا بإلحاح قبل قدوم الفرج الذي كان غالبا ما يتدلل في زيارتنا.
وكان النقاش في الأمور العادية في زمننا شيء يشبه التغريد خارج السرب، ونبوءة بقدوم الغضب الإلهي، وتوقف عجلة التوفيق عن الدوران. ولم يكن أحد في ذلك الزمان مهتما بتحديد تعريف ثابت وموثّق لكلمة (عقوق)، فكان السائد هوذلك الفهم المسلّم به ضمنا بأنه ـ الخروج عن رغبات الآباء والامهات ـ ، سخيفة كانت تلك الرغبات أم محقة .أما وجود تعريف واضح ذو مواد وفقرات فمن شأنه أن يلزم الآباء بقانون محدد المعالم في التعامل مع الأبناء، و يؤدي بالتالي إلى خسارتهم مايزيد عن حاجة التربية من سلطة شبه مطلقة تراكمت تاريخيا في وعيهم وبين أيديهم.
وكنا نتلقى الكثير من شبشب الأم القاصف وحزام الأب الناسف وتحريض الجد القاذف، دون أن نلاحظ حتى بأن حقوقا لنا تتكسر تحت وطئ هبوطها على أجسادنا وأرواحنا، ودون أن نجرؤ على فتح أفواهنا للإعتراض. كل هذا لم يحدث بالضرورة لأننا خائفون من نتائج التحدي ومعارضة القرارات الجائرة والخاطئة، بل لأننا كنا نعتقد بأننا كما ندين سندان فأقفلنا أفواهنا وقلنا :ـ حكموا فأطعنا ونحكم فيطيعون
ثم انتظرنا طويلا حتى تطل علينا وجوه أبنائنا؛ محبة منا، وتوقا لرؤية دماء تضمن لنا مكانا في الأبدية على هذه الأرض، وأملا أن نرى لهم مستقبلا أفضل، ذلك المستقبل الذي تمر عليه أحلام الأجيال من سلالتي جيلا وراء جيل بينما هو عصي على القدوم ، وكأنه أسطورة من سلسلة أساطير شعبية نسمع بها ونعلمها للأجيال لكنها لا تظهر على أرض واقعنا أبدا مهما امتدت تلك الأجيال .
ولكننا أيضا تقنا لرؤية أبنائنا أملا في التلذذ بتلك السلطة التي طالما حسدنا آباءنا عليها ، فتجهزنا لاستقبال تلك اللحظة بالعصا والجزرة وقلنا سوف نطور أنفسنا قليلا حتى (لا يموت الذئب ولا تفنى الغنم) ، فقصرنا العصا وكبرّنا الجزرة آملين أن يكون هذا التغيير هو الذي سيمكننا من مسك عصا التربية الحديثة من الوسط. فاطمأنت قلوبنا بأننا سنشابه آباءنا فلا نظلم، ونطور أنفسنا كما كنا نحلم، ونعدل في أبنائنا حين نحكم.
وقبل أن أجهز المهر والشبكة والبيت الزوجي وأنا في طريقي إلى حياتي الأسرية جهزت دستورا أسريا طويلا عريضا قائما على أساس المودة والرحمة ، و(خيركم خيركم لأهله)، و(بالوالدين إحسانا)، و إن (كبر إبنك خاويه). وغيرها الكثير من المواد الدستورية التي ليس لها أعراض جانبية على تركيبة أسرة الأحلام التي بنيتها في مخيلتي ومخيلة أبي من قبلي .
ولكن المنطق التاريخي الذي تربيت عليه كان يحضني على أن أجهز نفسي لأكون صاحب السيطرة شبه المطلقة على قرارات الكيان الصغير الذي كنت أنوي بناءه وقيادته؛ آمر فأطاع، وأدعو فألبى.ويكون نزولي عند رغبة أي فرد من أفراد كياني ذاك ـ سواء كانت تلك الرغبة ضرورة أو رفاهيةـ هو كرم مني وديموقراطية وهبتها بمشيئتي وأستطيع التحكم بحركتها وكميتها في بيتي كما أشاء. فأي أب حنون أنا، وأي حاكم عادل أكرم الله الشعب الذي تحت إمرتي بوجودي على وجه الأرض.
ولكني سرعان ما استفقت من حلمي بالسلطة على وقع خيبة كبرى حين وجدت أن مكوناتي الأسرية تتمرد في أبكر مراحل تكوينها على مخططاتي وأحلامي ، وأن كل ماكان يمشي بسهولة ويسر مع الأباء والأبناء في قديم الزمان ـ حيث الأب يضرب على الخد الأيمن فيدير له الأبن الخد الأيسر بالطريقة الأسطورية التي نعرفها ـ لم يعد اليوم واردا البتة، فاليوم يرد الصاع للآباء صاعين إذا رد إلى غيره من المعتدين صاعا واحدا، صاع لأنه ضرب ، وصاع لأنه فكر في أن يخلد في الأرض فأنجب ورثة عرش لا حاجة لهم بإرثه أصلا.
كان الأوان قد فات على الاستمرار في المعركة، فلقد حوصرت مخططاتي، وصدأ السيف الذي بيدي بعد أن عبرت نهر العولمة سباحة فتبلل. و جلست استظل تحت شجرة الحكمة لأفكر في أمر مستقبلي الأبوي فما وجدت حلا أفضل من أن أتحول إلى رجل (برغماتي) واستبدل النشيد الوطني القديم (لا يموت الذئب ولا تفنى الغنم) بنشيد جديد هو(إرحموا عزيز قوم ذل) والحنه لحنا (هيب هوبيا) ليتماشى مع الحالة العامة الجديدة .
تحولت بين ليلة وضحاها إلى رجل يميل إلى الهدوء، وعدم استثارة الأشياء من حوله، وحتى محاولاتي لعزل نفسي عن كياني الأسري عزلا فكريا بحجة الهوة التكنولوجية ، أو اختلاف التفكير بين الأجيال لم تنجح، فبات لزاما علي أن أتعامل مع ذلك الكيان كفرد لا يملك إلاّ القليل من السلطات، و كان من النتائج الكبرى لانحسار سلطاتي في البيت اتفاق تاريخي توصلت إليه بعد طول مفاوضات بتقسيم جهاز التلفزيون في بيتي تقسيما زمنيا على ثلاثة فترات
فترة للأطفال يتابعون فيها ، توم وجيري و (بوس الواوا) وشخبط شخابيط
وفترة المدام باقسامها؛ التركي، والمكسيكي، والسوري، والمصري
ثم تأتي فترتي وهي الأقصر حيث الرجل ذو البدلة يجلس على كرسي أمام الكاميرا ويتلو اشياء لا تهم أحدا من حولي غيري أنا يتخللها صور لدماء وقتل ورجال بالبدلات الرسمية يصافح بعضهم بعضا بابتسامة كاذبة أمام الكاميرا. والكثير من تافف المحيطين بي ممن يضطرون لمتابعة ساعتي الإخبارية .
ولأن كل الأشياء التي يشترك الناس فيها تكون بؤرة للحروب والنزاعات ، فإن خرق قرار تقسيم (التلفزيون) قد بدأ في اليوم التالي لإصداره، وكنت أنا أول الخارقين. واستلهمت في تلك الحرب الغير معلنة تاريخ أبي التسلطي لكي أنقض على باقي نفوذ أهل بيتي آملا في أن أنجح في بناء نظام عائلي جديد أوسع فيه مجال صلاحياتي وأستعيد سلطاتي المنحسرة . فأقمت مستوطناتي الإخبارية على أراضي ضفة أولادي الكرتونية، وهضبة زوجتي الدرامية. وتركت لهم وعدا غير ذي ضمانات بإعادة حقوقهم المسلوبة في محادثات سلام عادل وشامل حين تنتهي الثورة المصرية التي جعلتني التصق بجهاز التلفزيون كالفراشات على المصابيح الضوئية.
ولأن فن التعايش يسري في دماء أسرتي بالوراثة فلقد تعايشت أسرتي مع أمري الواقع على أمل أن يكون وضعه مؤقتا كأي إنفلونزا عابرة تصيبني. وتابعوا معي ثورة الفراعنة (مجبرين لا أبطال)، و لحسن حظي فإنهم سرعان ما وجدوا لهم تسالي تناسبهم في الثورة نفسها.
زوجتي تابعت أخبار الفنانين والفنانات من أهل الثورة وأعدائها واستبدلت التصنيف القديم للفنانين موهوب وغير موهوب بالتصنيف الثوري، ثائر ومتخاذل ،وكانت الثورة المصرية لا تخلو من خفة الدم الدرامية لحسن حظي ،فحولت حبيبتي موهبتها في التأثر بالدراما التلفزيونية الى موهبة لا تقل عنها في التأثر في التحولات التاريخية ، وحفظت أغاني الميدان كما كانت أمي تحفظ أغاني حرب أكتوبر ذات يوم. ورحت أغني معها بصوتي المتواضع حتى أشجعها على متابعة الأحداث.
ولولديّ الاثنين ـ وهما الرقم الصعب في المعادلة الأسريةـ قررت أن أقدم تنازلات مؤلمة مقابل سكوتهما عن احتلالي الغاشم لجهاز التلفزيون ، وذلك حتى أبيض وجهي أمام المجتمع الأسري، وأريح ضميري الأبوي.وأفك الحصار الذي فرض علي بين فضولهما ومللهما. فبدأت على الفور باقتطاع جزء من وقت المشاهدة لمدهما بمساعدات معلوماتية تشرح لهما ما يجري على شاشات القنوات الإخبارية ، عل هذه المعلومات تخفف من حدة احتقانهما وتجعل منهما شريكين في المشاهدة بدلا من أن يكونا غريمين . وكنت أجيب على وابل الأسئلة التي كانا يمطرانني بها شارحا ما يجري أمامهما على الشاشة محاولا ضبط أعصابي والاقتراب من المثالية ما أمكنني. فبسّطت لهما الأحداث وأملت أن يجلب تبسيطي ذاك شيئا من فهم ومتعة تعوضانهما عما سلبه بابا منهما.
بصراحة لم يكن يهمني ما إذا فهم الولدان ما شرحته لهما عن الحكومات والأنظمة والاقتصاد، بقدر ما كنت مهتما بسكوتهما عني وعن ديكتاتوريتي التي أعرف بأني لن أترك لأستمتع بها لفترة طويلة:
ـ الناس الذين يعيشون على أرض واحدة هم شعب،و الشعب يحتاج إلى مجموعة صغيرة تمثله هذه المجموعة تفتح المدارس، وتدير المستشفيات، وتعبد الطرق، وتدير العمليات الزراعية والصناعية، و توظف أجهزة الأمن لتحمي المواطنين من المجرمين في الداخل، و تبني جيشا لصد المعتدين من الخارج. هذه المجموعة يسمونها حكومة.
ـ الحكومة تدير أموال الناس فتجمعها منهم على شكل ضرائب وتوزعها عليهم على شكل مشاريع وخدمات.
ـ الرئيس هو المسؤول الأول عن مصالح الناس وبيده الكثير من السلطات
ــ في مصر الرئيس يجمع الأموال ولكنه يمنعها عن الناس
ــ الناس تعيش في فقر وهو وابناؤه يتمتعون بالأموال
ــ هذا يسمى ظلما
ــ الناس لا يتكلمون لأنهم يخافون من الشرطة
ــ لم يعد بإمكان الناس السكوت بعد أن طال انتظار التغيير
ــ لا يريدون هذا الرجل ... يريدون رجلا يجمع الأموال ويوزعها عليهم بالعدل كما يجب
ــ وتبديل هذا الرجل ومن معه يدعى (إسقاط النظام)
وهيء لي بأن الصغير ذا الخمس سنوات لم يفقه شيئا مماكنت أقوله على امتداد 3 اسابيع سوى أن الأطفال في مكان ما من العالم لا يأكلون الشوكولاتا. وهذا ذكرني نوعا ما بماري أنطوانيت حين قالت للجائعين من الشعب (ليس لديكم خبزا، إذا فكلوا بسكويت).
في اليوم التالي لانتصار الثورة المصرية اجتمع شعبي الصغير مقررا الذهاب إلى مطعم وجبات سريعة دون الرجوع إلى السلطات العليا ... حاولت تشغيل آلتي الإعلامية لإقناعهم بالعدول عن رأيهم لما للمطاعم من أضرار صحية ، لكنهم قرروا الإضراب عن الطعام وعدم تناول اي لقمة إلاّ في المطعم المنشود .فتحاشيت الصدام وطأطأت رأسي في وجه الريح.
بعد الرضوخ وانتهاء الوجبة دخل ابني الكبير إلى محل لبيع الألعاب الإلكترونية غير آبه برفضي الدخول معه ، ثم اختار لعبة الكترونية باهظة الثمن قررشراءها دون الرجوع إلى موافقتي التي مازلت أظنها إلى ذلك الوقت ضرورية ولا يمكن للأمور أن تمشي من دونها. وفوجئت بالصبي هذه المرة على حالة غير التي ألفتها منه من الثقة بالنفس والإصرار، حيث يبدأ طلباته عادة باللين والرجاء، ثم الإلحاح، ثم يستخدم دموعه إن فشل في كل هذا.
ولأني بررت له رفضي شراء اللعبة بالحالة الاقتصادية التعيسة في دولتي الصغيرة، وبأضرار الألعاب الإلكترونية البعيدة المدى على سلوكه الإجتماعي وعلى العملية التربوية صرخ الطفل في وجهي مقاطعا :ـ
ــ أنت أيضا أناني مثل ذلك الرئيس؛ تجمع النقود في جيبك، ولا توزعها علينا كما يجب وتضحك علينا بمبررات تافهة.
دفعت ثمن اللعبة الإلكترونية الباهظ فورا وأنا تحت تأثير الصدمة من رد الصغير، واضطررت لسحب جزء من المبلغ من الرصيد الاحتياطي متجاوزا الخطة الشهرية التي صوت عليها مجلس النواب (زوجتي ) وأقرت في اجتماعنا الدوري.
وعدت إلى البيت نادما على ما اقترفه لساني في لحظة غباء استراتيجي من توعية للشعب بدروس سياسية جلبت لي وجع رأس لا حاجة لي به لشراء هدوء مؤقت سرعان ما زال. أدركت عندها لماذا كانت الحكومات الظالمة تركز على (خصي) أنظمة التعليم في بلادها، ذلك حتى لا تنجب الأنظمة التعليمية الفعالة وعي إن لم يزحزح الظلمة عن ظلمهم عن فإنه سيجلب لهم ما يهز
هدوءهم.
جلست في المساء أمام التلفزيون وكانت مشاعري تترنح بين فرح بنجاح الثورة المصرية وقلق من نجاح الثورة العائلية ...ثم أمسكت بجهاز التحكم لأتابع احتفالات أهل النيل برحيل الفرعون الذي جثم على صدورهم ، بينما إبني الأصغر يطالب بجهاز التحكم بإصرار لم أعهده منه من قبل. نهرته فانطلق إلى حضن أمه باكيا.
جلست أكلم نفسي بغيض يلفني حتى احمرت اذناي منه
ـــ هذا ما كان ينقصني ... أنت أيها (الفصعون).
وجاء الطفل بعد دقيقة من الحجرة المجاورة بعد التباحث مع رئيسة حزب المعارضة الأكبر (ماما) التي حاولت الاستحواذ على الجهاز لصالحه دون جدوى ، واختفيا عن ناظري بعض الوقت بهدوء فحسبت أن المعركة حسمت لصالحي ، بعد أن القيت عليهما خطابا مقنعا مفاده أنني:ـ (((لم أكن أنتوي الاستحواذ على الجهاز لفترة طويلة )))).
ثم عاد الصغير مع أمه بعد طول بكاء يرفع لافتة كتبت له ماما عليها (إرحل يعني امشي) وكان يهتف متحمسا:
ــ الشعب يريد إسقاط بابا.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - تهنئه
خلود العلاونه ( 2013 / 3 / 12 - 21:33 )
ومازلنا بين مد وجزر في اساليب التربيه..اما انت عزيزي فلاتقلق اذ لاشك انك الاب الذي يملك عقيده وجعلت التاريخ يفرز فرزا اخلاقيا تربويا وثورة ابنائك ليست بشاذه او ناشزه عن السير العام للمجتمع الانساني.. .فهنيئا لك بالثورة الاولى والخير لقدام :)


2 - خلود العلاونة
يوسف ابو شريف ( 2013 / 3 / 12 - 21:39 )
لكني أخاف ان يقذفوا بي في نهاية ثورتهم الى سجن طرة ... عفوا أقصدبيت العجزة


3 - الأستاذ يوسف أبو شريف المحترم
ليندا كبرييل ( 2013 / 3 / 12 - 23:18 )
سرد ممتع، وقدرة على طرح الأفكار بسلاسة وجاذبية في الأسلوب المرن

-أدركت عندها لماذا كانت الحكومات الظالمة تركز على (خصي) أنظمة التعليم في بلادها، ذلك حتى لا تنجب الأنظمة التعليمية الفعالة وعي إن لم يزحزح الظلمة عن ظلمهم عن فإنه سيجلب لهم ما يهز هدوءهم -

كانت هذه العبارة كالديناميت في المقال . نحن في عصر المعرفة وتغير البشر تبعاً لذلك، وكما اتسعت الهوة بيننا وبين أبنائنا ، كذلك الشعب لم يعد يرضخ لما عوّدوه عليه ، العائلة صورة مصغرة للمجتمع الأكبر، ونحن نشابه حكامنا فعلاً في إدارة هذه الخلية الصغيرة ، وحان الوقت لتغيير أساليب التربية . ولا أستبعد أن يكون مأوى العجزة باختيارنا الشخصي لا من اختيار أولادنا ، ألا تلاحظ أستاذ انتشار هذه البيوت في السنوات القليلة الماضية ؟.
وضعت يدك على واحدة من أهم مشاكلنا المعاصرة الاجتماعية بإتقان ، موضوعك يتراوح بين الأدب الساخر وحقوق الإنسان ( والثورات الجماهيرية ) أيضاً
مع التحية والتقدير


4 - كأني على موعد معك عزيزتي ليندا
يوسف ابو شريف ( 2013 / 3 / 13 - 00:16 )
أما أنا عزيزتي ليندا فقد اكتشفت أن توزيع السلطات في كياني الصغير اكثر نفعا لي من الاستحواذ عليها .....ليت السلطات العليا تتعلم من السلطات السفلى


5 - امتعتنا
ابونضال ( 2013 / 3 / 13 - 00:35 )
امتعتنا وافدتنا كالعادة يا عزيزي.. وجميل جدا الربط بين ما يحدث في مجتمعاتنا وبين مجتمعك الصغير.وبعد خطاك الكبير بحق سلطتك وعرشك بتنوير شعبك ارجو ان يكون عندك من الذكاء والحكمة ما يؤهلك لممارسة استبدادك او من العدل ما يجنبك مصير الانظمة الساقطة..او ان تسرع لحجز مكانك في مأوى العجزة ..


6 - يعيش ابو نضال
يوسف ابو شريف ( 2013 / 3 / 13 - 00:54 )
لا حكمة في الاستبداد عزيزي.....مهما كان المستبدون أذكياء .....ـ

قال لي ابني الصغير (5) بالامس وقد غضب علي غضبة معه حق فيها بابا أنت أبله قلت له :ـ ولماذا أنا أبله يا حبيبي ؟ فرد علي :ـ ولماذا لا تكون ابلها ....قلت له قلي يا حبيبي ما هو الشيء الذي فعلته لأكون أبلها .....فقال لي :ـ وما هو الشيء الذي فعلته حتى لا تكون ابلها
قضبت الساعة الأولى بالضحك أنا وأمه من طرحه (البريء)ـ
أما الساعة الثانية فقضيتها في التفكير ....لو كان ابني يخاف مني ذلك الخوف الكلاسيكي الذي تربينا عليه هل كان سيخرج من فمه ابداع كهذا
وفي الساعة الثالثة استنتجت بأن تجارتي قد ربحت حيث قايضت شيئا من الأدب المصطنع في تصرف ابني بابداع اصلي سرني كثيرا


7 - التربية الحديثة
جهاد علاونه ( 2013 / 3 / 13 - 04:04 )
اعمل مثل اليابان من أجل رفع مستوى التدريس:
اليابان عملوا على هذا النحوا:
أعطوا المدرس هيبة الضابط وصلاحيات القاضي وراتب الوزير.
هل تعلم أن في اليابان:أصعب مهنة يمكن الحصول عليها هي مهنة تعليم الأطفال في المدارس؟.


8 - أهلا ابا علي
يوسف ابو شريف ( 2013 / 3 / 13 - 04:08 )
إما عندنا فيسأل فلان فلانا
ــ قلي يا صاحبي ماذا يعمل ابن ابي فلان
(ــ استاذ مدرسة( ياحرام
ــ الله يعين الناس على بلاويها
ــ شايف ، الي بيشوف مصيبة الناس بتهون عليه مصيبتو


9 - طيب والعمل ؟!
ابوعمرو ( 2013 / 3 / 13 - 10:45 )

اشكر الكاتب المبدع على طرح هذه القضية المهمة التي تطرح العديد من التساؤلات عند امثالنا من هذا الجيل (الذي اكل الخازوق )

فهل بالغنا في تكبير الجزرة ؟
وهل نرجع الى العصى ؟
هل من الافضل ان نرجع الى الاسلوب الذي نمتلك فيه الخبرة العملية والبدنية (الاسلوب الابوي القمعي) ؟

ام ان الظروف والمتغيرات التي فرضت علينا الخازوق ؟


10 - يوسف ابوشريف رد رقم 6
ابوعمرو ( 2013 / 3 / 13 - 10:56 )

ماهي المشكلة يااستاذ ابوشريف انو الخوف كل الخوف انو الابداع الاصلي عند ابني وابنك سيقتصر على قلة الادب مع الاب

منا واقع فيها زيك :) وبفرح فيها زيك وجرأتهم بتدغدغني لأني كنت كثيرا ما اتمنى ان ينزل ابي عن عرشه يوما ونتصارع ونتشاتم بمحبه كنا افعل الان

انشالله مانرجع ونقول ياريت ظليت على الكرسي


11 - الفاضلة ليندا
ابوعمرو ( 2013 / 3 / 13 - 11:05 )

اعلمه الرماية كل يوم فلما اشتد ساعده رماني

يخافون من ذلك ياسيدتي لذلك فضلوا تدمير التعليم والمعلم


12 - تعليق ليندا كبريل المحذوف
يوسف ابو شريف ( 2013 / 3 / 13 - 18:04 )
كما تعودتم مني دائما اعيد نشر اي تعليق ظلم صاحبه في حذفه ....ـ وهذا تعليق الاخت ليندا الذي حذفه
الحوار


لأستاذ أبو عمرو المحترم
Wednesday, March 13, 2013 - ليندا كبرييل

نعم ، يخافون المعرفة، لأنها تفتح عيون الناس على حقوقهم ، ، وإذا انفتحت بدأت التمردات ومن بعدها الانقلابات على الأوضاع وسحب السلطات من أيدي الحكام
إنهم يفضلون أن يبقى الشعب غشيماً مخدراً بالأفكار الغيبية ليكون الجو مرتعاً خصباً لفسادهم، فمنْ الذي سيفيق من خدره ليحاسبهم؟

الأستاذ الكاتب المحترم
بغضّ النظر عن اللفظ غير اللائق الذي تفوّه به طفل في الخامسة فإني أنظر لجوابه على أنه تحكيم عقلي عال المستوى يدلّ حقاً على ذكاء الطفل . ها أنت تحقق مكانتك في عائلتك بشكل أفضل بكثير مما حققه آباؤنا معنا .أتمنى للطفل مستقبلاً طيباً
تفضلا احترامي



13 - ابو عمرو
يوسف ابو شريف ( 2013 / 3 / 13 - 18:22 )
لي أخ متزوج من المانية ، ابنه اليوم شاب لا يمكن لك أن تحزر بأنه عاش عمره في اوروبا لإتقانه اللغة العربية ، ذلك الشاب يجمع في جعبته كل ما أحبه في الثقافة الغربية والشرقية وكأنه بستان فيه من كل الزهور
عندما كان الشاب طفلا لم يتجاوز الرابعة ... ذهب في رحلة الى الوطن...لبتعرف على العادات والتقاليد الأصيلة لكنه عاد من هناك وقد تعلم الألفاظ البذيئة، وتجرأ ذات يوم في لحظة غضب ىسب ابيه بعبارة بشعة للغاية لا يعرف معناها ، لكنه سمعها في اجازته الثقافية .... وهم ابوه بخلع الحزام الناسف لشدة غضبه فاوقفته زوجته وقالت
اذا اردته ان يكف عن ذلك وينسى امر هذا القبح فتجاهله ، انه يفعل ذلك ليثيرك وها هو ينجح في فتجاهله وسأراهنك بأنه لن يعود لفعل ذلك
وهذا ما حدث فعلا ،،، واتوقع لو أن أخي عاقب ابنه كما عاقبنا اباؤنا لبقينا نسمع تلك الشتيمة منه الى اليوم ,,,, هذا إن بقي فيه رغبة بالحديث بلغتنا ا


14 - ابوشريف
ابوعمرو ( 2013 / 3 / 16 - 09:50 )

التربية والتعرف على نفسية الطفل لازالت من الامور المهملة في مجتمعاتنا العربية بجوز من الفقر والجري وراء لقمة العيش ....

اخر الافلام

.. بدء التصويت في انتخابات البرلمان الأوروبي وسط مخاوف من صعود


.. اليمين المتطرف خطر يهدد ديمقراطية أوروبا والمهاجرين؟! | ببسا




.. صعود اليمين المتطرف بانتخابات البرلمان الأوروبي يهدد مساعي أ


.. ?? بنعبد الله -ينسف- حصيلة حكومة اخنوش




.. فرنسا.. اتهامات بتنفيذ عمليات تطهير اجتماعي ضد الفقراء والمش