الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
المصمم وليد محمد شريف فنان الحقيقة الذاتية والانية ...
سيروان شاكر
2013 / 3 / 11الادب والفن
(( انني اعبر عن لحظة الادراك وكرد فعل لمشاعري في تلك اللحظة ...))
صراع لا ينتهي وعطاء ليس له حدود انه الفنان والمصمم المبدع وليد محمد شريف الذي له تاريخ غير ظاهري بالشكل المألوف لكنه فنان بكل القيم الاخلاقية والذاتية عندما يعبر عن شيء او موضوع ما انما يعبر عن مشاعره بكل صدق وشفافية ليس له بديل في عالم المصممين ، لا يكفيه التأمل والنظر والتعبير فحسب بل يلجأ الى عالم اخر عالم لا تكثر فيه التناقضات الذاتية تختلف فيه المقايس الاخلاقية مصطلح في التعبير واحد ورؤيته التصورية ذات امواج لا تقف عند أي منعطف ، خلاف المعرفة الفنية الذي عرفناها سابقا ناهيك عن الاحكام المعرفية في تحليل العلاقة الحسية بينه وبين الشكل المعني الذي لا يخضع لأي شروط خارجية عن المسيرة الفنية من الماضي والى المستقبل ، يعرف ماذا في تغير مناهج الفكر التصميمي ثورته ضد التصميم والى عصر حديث في عالم التصميم نظرته اختلفت وابحاثه الذاتية في عالم الظواهر له نتائجه ان لم تكن انية فحتما ستكون له مستقبل لا يقبل الازدواجية في تشكيل اسلوب يتغير حسب تغير الفكر في العالمية الفنية ، أي تغير في الفهم الذاتي والحاجة الذاتية الى ضرورة عقلية ذهنية في مستقبل فني يؤثر على الطبيعة من حيث جماليتها التي لم نراها من قبل .
اشكال عشوائية وهندسية وكل على حدة وقد تكون الاثنين معا في عمل وصنع وخلق لوحة واحدة ونرى ايضا تفرده في اختيار الالوان كان تكون احادية اللون او بعدة الوان ولكن النهاية تكون سعيدة في انجاز عمل ابداعي ذات ابعاد انسانية وعاطفية ، حيث كل عمل من اعماله له رواية في عالم الطبيعة الخلابة وله عمق اشبه ما يكون اعماق البحار من الصعب تفسيره بسهولة كما في بعض الاعمال المباشرة ، روايته خاصة لا تشبهه أي رواية في العالم سوى قصص خرافية او حياة الفنانين المبدعين ، معرفته بالعالم خاصة وتصوره في الاشكال لها ميزتها يخالف افتراض الفن الحديث القائم على مبدأ التغيير فقط فيحل محله الفكرة والذات والاصالة لتوضيح معالم جوهره ليعطينا وليد مثالين اولا الموازنة بين الشكل والنظرية الفنية القائمة في مكوناتها الاساسية التي ان بنائها تكون على فلسفة معينة وثانيا منظور الفكر للحركة الفنية ومدى تاثيره على اشكال حلزونية كانت ام هندسية منظمة ومدى التغير الذي يطرأ على الشكل مكانيا وزمانيا ، فتكون عند هذا الفنان عناصر اساسية لتغير مفاهيم الطبيعة هي خروجه من الشكل السائد الى قوة تعبيرية فعلية ذا اسلوب متطور لا متناهية في استمرارية التغيير يخضع لغاياتها النوعية والفنية ومتعلقة بنظام سايكلوجي فيزيائى يتاثير بعالم الفلسفة السماوية .
ان الحديث عن الاساليب الفنية وتطورها من مرحلة الى اخرى يدفعنا الى التمعن في اعمال هذا الفنان ومدى اختلافها بين كل لوحة فنية حيث خياله الواسع ساعده في تنويع برامج الفكر الثقافي لفلسفة عمل فني واحد عن اختلاف اخر فيشكل عنصرا بارزا ضمن ضورب التباين التي ميزت ثقافته العالمية عن باقي الثقافات الحديثة في مفهوم التصميم بشكل حاسم ، حيث انه نظرا الى المنطق القديم واذ بواجبه تعليق هذه المعاني واستقلالية العمل الفني ليكون مكتفا بذاته وله صفته الجوهرية والجوهر عند هذا الفنان هو قائم بنفسه ولا يحتاج لغيره ، حيث اعتبر ان منطق بعض الفنانين هو منطق التعريف والتصنيف فقط علما ان منطق وليد لا يقف عند هذا الحد بل تكتمل فيه مسيرة الاحتمالية والمتغير في تشكيل العمل التصميمي وضرورة تميزها بين الاساليب الفنية الانسانية الاخرى ولها معان هادفة في جعل ماهو مرئي الى حسي عاطفي يغير مفاهيم المنطق الكلاسيكي عرضا وثانويا ويصبح صلب القضية المعاصرة لمفاهيم العلوم الفنية ، ان الحديث عن الانسجام في اشكال هذا الفنان برهن على ان الحس هي حركة انتقالية بين مواضيع مختلفة يدفعنا الى الحديث عن اختلاف من شكل الى اخر هو ذهنه الخالص والتعبير عن الحقيقة التي ميزت ثقافته المعاصرة في فهم الاختلافات بينه وبين الفنانين الاخرين وبين الشكل الواحد في منطق العلاقات الشكلية والتشابهية ، فلدى هذا الفنان نظرة عميقة حول فهم الشكل قبل عمله ، ففي خياله يكون شكله الحسي فيحوله الى صفة جوهرية قائم بنفسه ولذاته ، وطبيعته في العمل الفني يختلف كثيرا عن باقي الفنانين من حيث الاداء والتكوين الشكلي والمتغيرات الاحتمالية في تحوير الشكل للحظة واحدة او في العمل الفني الواحد ، منطق عرف به هذا الفنان لشدة حساسيته تجاه الشكل او تجاه التعبير عن مكامن عالمه ودنياه ، فمن الضروري ان نرى ان هذا الفنان له عالم لا يمكن فهمه بسهولة ، فهم جديد في طرح معاني انسانية وفكرية يقوم على علم حديث بوسائل منظمة تجري في خياله ليضيف شكلا جديدا الى التجربة الاصيلة الذي اسس به كيانه الذاتي والفني فكشف حقيقته بصفة معرفية للعمليات الفنية ، ذلك ان معرفة اعمال هذا الفنان تتطلب معرفة جوهرية والنظر الى محيط عالمه بشكل موزون في الزمن الذي عاش ويعيش به ، فيعطينا تصورات وتعريفات صحيحة عن شكل الذات وتبقى التأمل الصفة الختامية لصورة العلاقات الذاتية ، فيتم له بناء معرفي على هذا الشكل والافكار التي توصل الى مفهوم صحيح من التعبير المنطقي لمملكته .
في حوارات ذاتية كان وليد يدعم حركة التغيير الشكلي جوهرا وشكلا وكان الغموض يسود كل لوحة من اعماله الجميلة ، غموض تحس فيه الهدوء تارة قد يكون رسمه بلون احادي مع خلفية بيضاء او لونين قلما ترى فيها الوان عديدة ، لان راحته تكمن في رسم الاعمال التصميمية بلونين او اقل ، وتارة اخرى نرى فيها طرح لا ينتهي مع القدر ومع ما يواجهه هذا الفنان من مصاعب ذاتية يحاول الفنان التخلص منها عن طريق افراغ الذات وتحويلها الى عملية ابداعية ، ففي ذورة الانفعالات تنصهر الحقيقة الى بحر واسع فتذوب كل التناقضات الفكرية فيتحول الى مصدر اخر الا وهو الشكل الجمالي ، ليصل هذا الفنان المبدع الى رؤية شكل الخير النهائي في تجربة اشبه بالكشف الروحي ، وعندها فقط يمكن ان يصبح الفنان حكيما وعالما فيرى عالمه الخفي بطريقة فلسفية يستطيع من خلاله الوصول الى ألغازه الكبرى وسيفهم اجوبة العالم من نظراتهم الاولية لرؤية اعماله ، فمؤلفاته في اعمال التصميم كثيرة ومتنوعة تتجه الى دراسة فلسفية ، وتعتبر بالفعل اعماله حوارات وروايات تحكي ادب وثقافة مجتمع بأكمله ويعكس الطبيعة التأويلية من خلال اعماله ، صلة وثيقة بين اعمال الفنان وليد وبين الواقع الذي عاش فيه حيث طرح او عبر عن ماضيه وحاضره باساليب متنوعة ومتطورة فنيا فاختصر شكله وراء الرمزية ليظهر في رؤية بصرية جميلة ومنظمة تعتبر بمثابة تمثيل ادق لشخص وليد من حيث افكاره وادبه المعاصر ، حالة او اضطراب – طرق اكتشاف – محو توتر – حالة جديدة يحاول فيه الفنان اشباع توازنه ورغباته الذاتية والتعايش مع بيئته في تفاعل مع احداث ومواقف يولد لديه بحثا يمكن به الوصول الى حالة مغايرة للحالة الاولى ويحصل من خلال العمل الفني توازنا يساعده في محيطه .
لا يعيش وليد في عالم خيالي بل انه يحيا في عالم مملوء بالمخاطر واللاأمن ، انه يسعى بكل قواه الى تجاوز تلك المخاطر وتخطي مغريات الطبيعة الجذابة والمخيفة ، وجعل عالمه عالما يقينيا وبحثا معرفيا تكمن فيه مقومات الذات ، فيحول هذا في الاخير الى عمل جمالي برؤية واضحة ضمن عملية البحث عن الحقيقة فيستعمل انامله بتشكيل صورة وهمية في خيالة الفني ليحولها بعد ذلك الى رموز واشكال مباشرة في بعض ليبرهن للعالم روايته الذاتية التي بها اراد قوله ان احاسيسه تهتز كريح عندما تضرب اوراق الاشجار فيقدم في اخر صورة وضاءة للعالم الانساني .
لقد كان وليد فنان تركيبي حسي ترى في اكثر اعماله اشكال تركيبية بين عدة اشكال وتنظيمها حسب احاسيسه في نظريته التركيبية ويبدأ في التفكير لمعالجة هذه الصورة المجزأة ثم يصححه بعد خوض معركة كبيرة مع ذاته فتسود فيه بلاغة لونية يسيطر في روحية العمل الفني فيترك اثره بفلسفتها وسحرها ثم ينتقل بين اعماق تفاصيل اللوحة ليجد انه قد انجز عملا تصميميا كرافيكيا غادر به مكانه الذي يعمل فيه ليصل اعماق الصراحة مع ذاته منفيا ما كان يعيش فيه ليفصل الجسد عن الروح بوثيقة الهية ، فتندلع ثورته القانونية ليتمرد على القانون الكلاسيكي ، حيث ان افكاره وراءها ثورة داخلية تحاول انجاز الرسالة الاخيرة خلف اسرار عالمه وفي ظل حكم لا يرث ذاته الا القليل ، لهذا لا يمكن فهم اعمال هذا الفنان بسهولة ليس شكلا تجريديا ولا تعبيريا انه وليد ذاته له نظام كوني خاص يعتز به اكثر من أي شيء مر في حياته ، غامض ورافض لكل القيم التقليدية فأثر في اعماله بشكل مباشر وقدم قراءة غريبة ساذجة في بعض الاحيان واحيانا اخرى نادرة الفهم سوى تشكيل اجزاء من الوان مرسمه الخاص ليكون موضوعا مجردا في الاخير لكنه مدركا من قبل الرؤية وله فلسفته الخفية ، حياة كاملة يقضي هذا الفنان من اجل البحث عن الضرورة المعرفية فادراكه يجعله يفهم الواقع والواقع الفني اكثر من أي شيء اخر او يفرقه عن معظم الفنانين وان لم يكن هو ذاته وحيدا في عالمه . من خلال وجهة نظر وليد المسالة تكمن في طرحه أي عالم يعيش ضمن المنطق الكلاسيكي ام منطق الحداثة وايهما يختار وفي أي جانب يتجه عالمه الانساني ، نرى في اعماله عالم واحد وهدف واحد هو تنظيم اهدافنا الصحيحة نحو خبرة منطقية يحقق الغاية الاساسية في مواكبة حركة التقدم الحضاري والانساني وما ينأى عنه من اشكال تجريدية رمزية بعيدا عن الواقع الفعلي فمنطق هذا الفنان ما هو الا محاولة جديدة من اجل ترجمة المنطق الانساني الى منطق شكلي ، فليس للمنطق الفني ان يعلمنا كيف نفكر او كيف ينبغي ان نفكر تفكيرا صحيحا بعيدا عن ميدان خبراتنا ، وانما كيف نصل الى نتيجة سليمة حينما نكون ازاء موقف صعب اما يكون ابداعا او ليس فنا صحيحا على الاطلاق ، لكن هذا المبدع اجاز له القول في عالمه ان يدعوا الى الانسانية بطريقة ابداعية تجاوز الاصول في نشأته من الجانب العملي والثقافي ، لقد حدد خطواته ومراحله في العمل الفني بخصائص هامة موضوعية – ثقافية – معاصرة – بالاضافة الى معالجة قضية انسانية بالوانه وتصاميمه الخاصة منسجما مع شكل الموضوع او المضمون فتنزع فكرته ليعيد ذاكرته مرة اخرى في خصائص هامة اولا- كيفية ديمومة عالمه المعاصر ثانيا -العمليات التحويرية من شكلها الاساسي الى خاصية طبيعية اجتماعية ثالثا- الاستقلالية الذاتية من زاوية المفهوم الحضاري ، فمن خلال هذه النقاط الاساسية توجه اسلوب هذا الفنان في البحث عن ماهية الفن الشكلي التصميمي بمناهج منفصلة تماما عن الواقع الصوري المباشر ، لا مناص من الوصول بين تقدم العمل الفني وتقدم منطقه حول تغيير مناهج الفكر الفني فكل تغيير او تحسن حدث عند هذا الفنان هي نظرية منطقية جديدة تقوم على الوصول الحسي مع الطبيعة الذاتية الى الشكل الطبيعي لهذا العالم ....
محاولة وليد الاولى من نوعها ولا هو معارض اولي لعالم الكلاسيكية والتقليدية في مجال التصميم او تشكيلاته المعاصرة لكن له نظم فلسفي ينظر اليه على انه يبحث حول حقيقة اخرى حقيقة يتلاعب بمصير هذه الالوان احادية مرة وثنائية مرة اخرى وفي بعض المرات بالوان عديدة ، يريد ان يكون الحكم الاول في تجاوز القوانين الطبيعية ، مفكر ليس له بديل في وضع اسس جوانب القوة ومكامن الايجابية للتناقضات الفكر الذي عاش فيه أجيال مع الاشكال الهندسية واخرى مندمجة ، يقوم بموثق العداء الذي لا يعرف ماذا يحوله سوى الوصول الى الهدف الاخير لاجل تحقيق اعلى درجات الانتصار في عمل فني واحد وتتمتع بروحية مستقلة ليست ككل الاعمال المرتبطة بحدث معين هذا عندما يكون او يبحث عن الاتجاه الاخر للعالم او الطبيعة الخيالية ، واقعي في استطلاعاته ومتغير في احداثه ليس له بعد تاريخي او زمني فكل تاريخ له قيمته وكل زمن له كيانه المستقل عن زمن اخر ، لا اهمية تذكر في الحياة بربطه الفني لهندسة الشكل او تقف وراء ذلك نظرة خاصة انه عفويته وحسه النابع عن مضمون متراكم داخل ذاته يريد الوصول الى رؤية معينة يخرج به ذاته وطموحاته ليتعدى الوجود العارض للزمن ، لحظة حاضرة هي وحدها هدفه المعرفي يصل به الانسان الى اجمل وافضل طريق ال الحرية الذاتية والى الاستقلال الذهني وما يترتب عليها من اثار ميتافيزيقية ايجابية كعالمه الوجداني ، يكفي ان يفكر هذا الفنان بتغير مسار الإنسانية الى حركة مثمرة اكثر إنسانية ليظهر حركات إبداعية مختلفة وان كانت بسيطة بمفهومها الشكلي .
بهذا المعنى وهذه الكلمات نقترب الى حقيقة هذا الفنان المبدع الذي حاول خلق مبادئ جديدة لتصاميمه الفنية يمكن ان تتم فيها عملية جديدة معرفية توحد قواعد المنطق الذاتي وتحوله الى إدراك وأفكار تعبر بصياغة موضوعية وبحقائق أولية قائمة بذاتها وليست مصادرات فهي ليس من الخبرة في شيء بل تكشف مكامنها عندما ينتهي لوحته فتتغير كل الأحاسيس وتنطق ألوانه وتنتهي مسيرته بوصف تفكيره وخياله وعواطفه على قطعة من الورق او القماش ليوضع أمام المشاهد حالة استثنائية هي الأجمل في توضيح إيحاءاته والأروع في لملمة ذكرياته وتحويلها الى أسطورة إنسانية .
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. جوني ديب قبل عرض تجربته الإخراجية الثانية في السينما : الشب
.. منح نجمة الأوسكار فيولا ديفيس والهندية بريانكا شوبرا جائزة ا
.. قطيفان: لن أتصالح مع فنانين دعموا الأسد
.. خارج الصندوق | الممثل السوري بشار إسماعيل يروي مأساته خلال ن
.. بريطانيا تبحث عن فنانين لتصميم نصب تذكاري للملكة إليزابيث ال