الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الشباب والربيع العربي

فراس عبد الحسين

2013 / 3 / 11
الثورات والانتفاضات الجماهيرية


يعتبر الشباب الركن الاساسي والرئيسي في بناء المجتمعات وتطورها مستقبلا. والعمل على نموها وازدهارها باعتبارهم المدخل الاساسي في عمليه التنمية من خلال تطوير البناء الاقتصادي والاجتماعي والسياسي للمجتمع.
لكونهم العناصر الفاعلة التي يرتكز عليها هذا البناء بما يحملون من احلام ورغبه عارمه في التطور والتغيير.
ويعتبر الشباب في المنطقة العربية اكثر خبره ومعلومات واكثر تواصل واحتكاك بالثقافات الاخرى نتيجة لثوره الاتصالات التي تسود العالم الان.
ان كل دول العالم تكرس جل اهتمامها واغلب ميزانياتها لتطوير الشباب باعتبارهم قاده المستقبل وعماده.
فتعمل على تطوير قابلياتهم وتوسع مداركهم وقدراتهم العلمية والثقافية والاقتصادية وبكل الطرق والوسائل الممكنة.
وهذا على العكس مما يحصل لشباب الدول العربية.
فنجد الشباب العربي يعاني من مشكلات البطالة ومشاريع الخصخصة وسلبياتها واليات السوق المتبعة واثارها والتهميش وانسداد الافق السياسي وانعدام امل التغيير نتيجه القمع وانعدام الحريات الفكرية والسياسية وتسلط الدولة.
كل ذلك ادى الى سعي الشباب العربي للتغيير و الثورة على الواقع والعمل على اسقاط الدكتاتوريات.
لذلك يجب علينا في البداية معرفه نسبه الشباب من سكان العالم العربي واهم مشكلاتهم التي دعتهم للمشاركة بالانتفاضات الشعبية.
بلغ عدد سكان العالم العربي 367,4 مليون نسمه من اصل 7 مليارات نسمه عدد سكان العالم حاليا. وهذا وفقا للتقرير الاقليمي حول حاله السكان في عام 2012 التي انطلقت في الأمانة العامة لجامعه الدول العربية.
وتستند التقديرات ان اجمالي المسنين في الوطن العربي من هم اكثر من 65 سنه بلغ في 31 تشرين الاول 2012 حوالي 16,7 مليون نسمه أي ما نسبته 4,1 % من اجمالي سكان العالم العربي.
وذكر التقرير ان نسبه الشباب دون سن 25 سنه تبلغ 70% من مجمل السكان .
وان هناك اكثر من 85% من سكان العالم ككل من 14 سنه الى 25 سنه تتركز في مناطق الدول النامية من العالم.
وان الشباب اكثر تعليما ولديهم خبرات ومهارات لم تتح للأجيال السابقة مثل مجالات العلوم والتكنلوجيا واكثر تفاعلا مع ثقافات العالم المختلفة, واكثر على الابتكار والانجاز والابداع وهم الاكثر طموحا وتطلع لبناء مستقبل افضل من خلال وسائل الاتصال الحديثة. القدرة الكبيرة على التنظيم عن طريق الاتصال فيما بينهم من خلال الشبكة الإلكترونية والذي ظهر ذلك واضحا في مواعيد التظاهرات ومكانها, في الثورات العربية.
ولهذا ان جميع الدول العربية يعاني شبابها الكثير من المشاكل والتعقيدات التي كانت الدافع الرئيسي وراء المطالبة بالتغيير عن طريق التظاهرات والاعتصامات التي ادت بالنهاية الى اسقاط الحكومات الدكتاتورية في مختلف الدول العربية بما سمي بالربيع العربي.
واهم هذه المشكلات هي تدهور النظام الاقتصادي والسياسي والاجتماعي بسبب (الخصخصة) التي كانت لها اثار مدمره على البلاد وخصوصا شريحه الشباب
وذلك بسبب
1- زياده العاطلين عن العمل بسبب تسريح الكثير من العمال في المؤسسات التي تم خصخصتها. وذلك للحصول على اكبر قدر ممكن من الارباح. ادت الى انتشار البطالة بين الشباب وبشكل كبير. حيث سجلت نسبه البطالة اكثر من 12,4% في مصر. و18,9% في تونس. و22% في الجزائر و 30% في المغرب واغلبهم من الشباب.
وفي دراسة للبنك الدولي اجريت عام 2011. اكد حاجه الدول العربية الى اكثر من (100مليون وظيفه) في عام 2025 وذلك فقط للمحافظة على نفس مستويات البطالة الحالية دون ارتفاع. وتشير ارقام منظمه العمل العربية الى ان عدد العاطلين عن العمل اقترب من 15 مليون عاطل في عام 2011.
2- يؤدي تنفيذ الخصخصة الى رفع الدعم الحكومي عن الخدمات والسلع الأساسية والتي يحتاجها افراد المجتمع والطبقات الفقيرة بشكل خاص مما يؤدي الى زياده فقرهم وبؤسهم وحاجتهم.
3- تؤدي الخصخصة الى زياده التفاوت الطبقي من خلال خلق طبقه قليله تتمتع بالامتيازات وخيرات البلد مما يؤدي الى تدهور الوضع الاجتماعي.
4- تؤدي الخصخصة الى سوء توزيع الثروة والدخل بين شرائح المجتمع المختلفة وتؤدي الى انتشار الفساد المالي والاداري وزياده الطبقات الغنية ترفا وغناً والطبقات الفقيرة فقراً وجوعاً وحاجه.
5- ان تبني الدول النامية للخصخصة, وهي تملك قطاع خاص ضعيف ولا يملك الإمكانية الفنية ولا المادية اللازمة لاستيعاب تحويل ملكيه القطاع العام اليه. مما يضطر القطاع الخاص بالنتيجة للجوء الى رؤوس الاموال الأجنبية مما يؤدي لدخول الشركات الأجنبية ورأس المال الاجنبي وبالتالي السيطرة على اقتصاد تلك الدول واستغلال ثرواتها الاقتصادية والمادية والبشرية بأبشع اشكال الاستغلال.
لذلك تعتبر الخصخصة هي اساس وبدأيه التدهور الاقتصادي الذي انعكس سلباً على تدهور الحالة السياسية والاجتماعية في انتشار البطالة واثارها في انتشار الفقر والانحلال والانحراف والتفكك الاسري وانتشار المخدرات وارتفاع نسبه الجريمة وارتفاع نسبه الفساد المالي والاداري . وما قابلها من عنف واضطهاد وقمع وزياده السجون في تلك البلدان والتي انتجت بدورها زياده التراكمات الكميه وصولا الى نقطه التغير الكيفي المتمثل بالانتفاضات والثورات العربية المطالبه بالتغيير.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الشرطة الفرنسية تعتدي على متظاهرين متضامنين مع الفلسطينيين ف


.. شاهد لحظة مقاطعة متظاهرين مؤيدون للفلسطينيين حفل تخرج في جام




.. كلمات أحمد الزفزافي و محمد الساسي وسميرة بوحية في المهرجان ا


.. محمد القوليجة عضو المكتب المحلي لحزب النهج الديمقراطي العمال




.. تصريحات عمالية خلال مسيرة الاتحاد الإقليمي للاتحاد المغربي ل