الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الحياد، مصطلح خارج الأنسنة.. والصحافة بوذية جديدة

خلدون الشامي

2013 / 3 / 12
الصحافة والاعلام


الزّملاء الأعزاء جميعـا.. *
صباح الفضـا ،

إياكم ولعنة "الحياد".. مصطلح خارج الأنسنة.. الانسان ليس علبة "كوكا كولا".. ليست "الشوزوفرينيا" حالة أصيلة فيه لتصبح حالة مجتمع راكد تصعب فيه الحركة، ويصعب فيه التمييز.. شخصية واحدة تكفي.. عفوية وحقيقية.. حرة وعلى قيد الحياة حتى لو غيبها موت ما.. لا تخجل من نفسها.. متصالحه.. لا تقبلوا بيومين متشابهين.. هكذا يموت الأحياء.. يَستهلكون ويُستهلكون في عالم سلعي.. هذا لا يليق بكم.. يليق بهم كل مختلف.

انتبهوا لدواخلكم.. للتفاصيل.. "حرروا المصطلحات من قيودها".. و"اصنعوا" مصطلحاتكم التي تميزكم.. هكذا ينضج التفكير بل هو دليل صحته.. حيث لا تحل مصطلحات محل أخرى.. أو تستخدم في الإطار اليومي والمجتمعي في عالم متشابه.. الانسان المدني تحييه الكلمات ويفقد توازنه أمام الاستخدام الحنون للغة.. كونوا دائما الى جانب صاحب الحظ الأقل.. المظلوم والمكسور.. ستجدون كم يعطيكم قبل أن تمنحوه شيئا، الكثير، أصحاب النفوذ لا يمنحون إلا هرما مبكرا، هرم العقل وقسوة في الروح.. ولا يرون فيك سوى "نصيرا" توقد جذوة بقائهم ودوام نفوذهم، فإن تفوقت لتنصر ضعفا او تؤازر حقيقة فإن نفوذهم سيحاول أن يرديك.

لا تحرموا العقل من سعادته بالمقارنة.. العقل كيان مقارن.. لا يدرك المفارقات والمتقابلات وطعم الحياة من غير مقارنة "عضوية" هي أبعد ما تكون عن مقارنة "الأنا" وتمويه "الحقيقة"، احتكارها او "تمويتها" لالتقاط فتات.. لا تقبلوا بأجرة مقابل "الطابق العلوي".. ستخسرون أضعاف ما يمكن الحصول عليه بدل ايجاره.. ستخسرون أنفسكم ثم ستصبح الحياة بلا طعم ولا لون ولا رائحة ولا حتى ماء.

الصحافة بوذية جديدة.. ليست مهنة، انها طريقة حياة، وإحساس مرتفع بالضعيف وبالحرية.. تلك التي هي حق للآخر لا مساس.. حتى لو اجتمعت لدى البعض "ادعاءات الحق" برفضها أو عزلها أو حتى الشفقة على أصحابها.. أو ادعاء عدم صلاحيتها في بيئة أو مجتمع أو زمن ما. ثلاثة لا يتفق للصحافي الولاء لها عوضا عن العمل بها، الأحزاب والتجارة والأمن -وعلى رأسه الاستخبار، حتى لو سمي وطنيا.

ليس من طرف له الحق في الوكالة عن الآخر أو "النطق باسمه"، إلا بإرادة حرة مقرونة بزمان ومكان، و"الزعبرة" (أو الجعجعة) ليست مؤهلا لاعتلاء أكتاف البشر أو التقدم عليهم، وهي أضعف من أن تجعل من خوائها نصا "رسوليا" ومن القشريات "طبقة سائدة وسيدة".. انها بالتاكيد بذور "مكارثية جديدة" وإرهاب لا يفلح طويلا في نزع حق الافراد، في التعبير والتفكير والاختيار، حتى لو اضفيت اليها "قداسة ما" أو "ادعاء نخبوية".. هؤلاء يخشون زوال "نفوذهم"، لانهم أول من يدرك بانهم لا يملكون غنياً، وليس في يديهم ما يصلح للحياة.. الا باسطورة احتكارهم المشروع للحقيقة. ثلاثة لا يصلحون للحكم، رجال الأعمال ورجال الدين -الناطقون بالمقدس والقطعي- والعسكر.

يبعتلن الهنا.. وحرية وافرة..

* إلى طلبة الصحافة والإعلام








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. نيويورك تايمز: صور غزة أبلغ من الكلمات في إقناع الآخرين بضرو


.. فريق العربية في غزة.. مراسلون أمام الكاميرا.. آباء وأمهات خل




.. تركيا تقرر وقف التجارة بشكل نهائي مع إسرائيل


.. عمدة لندن صادق خان يفوز بولاية ثالثة




.. لماذا أثارت نتائج الانتخابات البريطانية قلق بايدن؟