الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المقاومة والمقاومين ... والخطأ الاستراتيجى الايرانى

محمود جابر

2013 / 3 / 12
مواضيع وابحاث سياسية


بعد نجاح الثورة الاسلامية فى إيران عملت على خلق محور استراتيجى فى مواجهة الولايات المتحدة الامريكية والكيان الصهيونى وعرف هذا المحور بـ " محور المقاومة"، وفى هذا الاطار عملت إيران على قطع علاقتها السياسية باللولايات المتحدة الامريكية، وكذلك الكيان الصهيونى، وتمكين منظمة التحرير من سفارة الصهيونى فى طهران حتى تكون سفارة للدولة الفلسطينية، وكانت البداية الاولى لإيران فى الملف الفلسطينى بداية استراتيجية جدا، قامت من خلالها بمد جسور التواصل مع مع اغلب التنظيمات الفلسطينية، ومع الوقت اصبح أكثر التنظيمات قربا من ايران هما " الجهاد و حماس".
وقبل هذا عملت الثورة الاسلامية على مد جسور التواصل مع جماعة الاخوان المسلمين مستفيدة من فترة نشاط "جماعة التقريب" ونشاط جماعة " مجاهدى اسلام " فى مصر.
واليوم نرى الجمهورية الاسلامية تدفع بثقلها خلف جماعة الاخوان المسلمين فى " مصر وتونس وغزة" ونرى أن الجمهورية الاسلامية سقطت فى خطأ استراتيجى كبير.
وحتى نتعرف على الخطأ الذى وقعت فيه "ايران" لابد ان نتعرف على الفرق بين " المقاومة" و" المقاومين" .
فالمقاومة هى عملية الحفاظ على الهوية والخصوصية ومقاومة الاستكبار والاستعمار ضد هذا المستعمر والمستكبر سواء كان دولة أو جماعة .
والمقاومين هم اؤلئك الذين يقومون بعملية الحشد المادى والمعنوى فى مقابل المستكبر والمستعمر مهما كلفهم من تضحيات للحفاظ على الهوية والارض، ودائما يقدم المقاوم نفسه وروحه فى سبيل النصر أو الشهادة.
واذا ما نظرنا الى جماعة الاخوان المسلمين والتى ترى " ايران" انها صاحبت رؤية اسلامية " مشروع اسلامى" وأن "حماس" جزء من الجماعة المقاومة فى فلسطين.
وهنا لابد لنا من عدة وقفات :
الاولى : ان تنظيم الاخوان السلمين فى مصر او سورية أو فلسطين أو سورية أو تونس ....الخ، جميعها تنظيما واحدة لا انفصام فيه او تنوع وأن اخوان العراق هم انفسهم اخوان موريتانيا.
الثانى: أن حماس قدمت مصالحها التنظيمية على القضية حينما قامت بالانقلاب الذى كرس الانقسام الفلسطينى الفلسطينى، وليس فقط، فقد قامت حماس بعقد مجموعة من التفاهمات مع حكومة العدو خاصة بعد العدو على غزة فى 2012، وتقدم الرئيس المصرى محمد مرسى بضمان هذا الاتفاق والتهدئه، وهنا نطرح سؤال هل من يعقد اتفاقات تهدئه يبقى طرفان فى معادلة المقاومة؟
الثالث: من الثابت والواضح حتما ان جماعة الاخوان المسلمين وحماس هم احد الكيانات الضالعة فى ضرب وسورية من الداخل وجزء مهم فى تكوين جماعة المعارضة السورية المسلحة والتى تمثل جزء من مجموعة من الدول على رأسهم الولايات المتحدة الامريكية واسرائيل وتركيا وجميعهم يهدفون لقطع الطريق على محور المقاومة الممتد من الجمهورية الاسلامية مرورا بسورية التى تقوم بدعم المقاومة الاسلامية فى لبنان " حزب الله"، وكذلك الفصائل الفلسطينية فى سورية وفلسطين .
وعليه فإن دعم جماعة الاخوان المسلمين فى اى بقعة من البقاع سواء خارج الاقليم أو داخله تمثل دعما لهذا التنظيم – الاخوان المسلمين – الذى يعمل ضمن محور الاستكبار فى سورية والعراق وفلسطين، فالامريكان يريدون دعم النظام الحاكم الجديد في الصومال، فيرسل مرسي وزير الخارجية لافتتاح سفارة في دولة بلا دولة، الامريكان يريدون ابعاد الحكومة العراقية عن دعم نظام الاسد، فيتم ارسال هشام قنديل برسائل مع بعض الحوافز الاقتصادية..الامريكان يريدون تهدئة في غزة فيتم ارسال فرق امنية مصرية توقع على ضمانات بحماية امن اسرائيل وهدنة طويلة الامد ودعم مفتوح لحماس..
إن قرار مرسى بمعاملة السوريين فى المدارس والجامعات المصرية معاملة المصريين ليس سوى قرارا بدعم الوجود الاخوانى فى سورية، وهو الامر الذى اكده " مرسى" فى كافة لقاءاته الاعلامية والحوارية، وهذا الدعم ليس دعما ليس لصالح مشروعا اسلاميا وليس لصالح مشروعا إخوانيا، بل هو مشروع ضد المقاومة وبالتالى فهو بشكل او بآخر ضد الجمهورية الاسلامية . فهل تدرك الثورة الاسلامية هذا الخطا الاستراتيجى قبل فوات الأوان ؟!!!









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ذوبان تمثال شمعي لأبراهام لينكولن بسبب الحرارة الشديدة


.. ميقاتي: المدخل لعودة الهدوء إلى الجنوب يتمثل في وقف العدوان




.. إدارة جامعة أكسفورد البريطانية تسيّج محيط مخيم التضامن مع غز


.. فلسطينية تودع زوجها الذي استشهد في قصف إسرائيلي على غزة




.. أخصائي جراحة الأسنان خيام مقداد: تجديد الأسنان المفقودة من خ