الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


دولة أم قصر

ساطع راجي

2013 / 3 / 13
مواضيع وابحاث سياسية


دولتنا مشغولة منذ سنوات بمشاكل دولة القانون والعراقية وبالمناكفات بين نواب تسلقوا مقاعد البرلمان بمحض الصدفة، ولذلك إضطر أهالي أم قصر ممن تتضرر اراضيهم بترسيم الحدود مع الكويت للوقوف بانفسهم كطرف في قضية تخص السياسة الخارجية للدولة والالتزامات الدولية للعراق، فالدولة العراقية التي تفشل باعداد حسابات ختامية نست أن هناك عراقيين تقع بيوتهم ومزارعهم قرب الخط الجديد للعلامات الحدودية بين العراق والكويت وان هؤلاء يستحقون شيئا من الرعاية ان لم تكن حبا بهم فحفظا لماء وجه العراق امام المنظمات الدولية وحتى لايتطور الامر الى مهزلة كالتي حدثت يوم الاثنين عندما لعلع الرصاص لحماية موظفي الامم المتحدة من غضب أهالي أم قصر، وتطور الامر الى شكوى تقدمت بها الكويت الى الأمم المتحدة.
إعادة ترسيم الحدود مع الكويت هي جزء من مستحقات عاصفة الصحراء ونظام صدام هو من وافق على الترسيم بطريقة تؤدي الى قضم أراض عراقية وهو أمر متوقع من أي نظام يمنى بالهزيمة في الحرب، تنفيذ قرار الترسيم جزء من استحقاقات خروج العراق من احكام الفصل السابع الذي يقضم إستقلال العراق، وترسيم الحدود جزء ليس الا فهناك فقرات دفع فيها العراق اموالا وفتح أبوابه للتفتيش، والاموال التي دفعها ويدفعها العراق تعويضات عن غزو الكويت هائلة ولم يكن يضر الحكومة العراقية ان تخصص أموالا لتعويض المتضررين لكن الحكومة فعلت ماهو أشد سوءا بتجاهل الامر كله.
كان من واجب الحكومة الاتحادية والحكومة المحلية في البصرة ان تباشرا برنامجا اعلاميا وسياسيا ممهدا لعملية اعادة ترسيم الحدود بالتزامن مع برنامج لمعالجة الاضرار والانعكاسات السلبية المترتبة عن الترسيم على حياة المواطنين الذين تركتهم دولتنا العتيدة مصداقا للآية الكريمة (فاذهب أنت وربك فقاتلا إنا هاهنا قاعدون)، ليخرج بعد ذلك نواب عن البصرة من دولة القانون تحديدا وبعد يوم من اطلاق الرصاص على متظاهري أم قصر، ليطالب النواب باتفاق جديد لترسيم الحدود وهم لم يفكروا طوال هذا الوقت لابالترسيم ولا بنتائجه على الناس ولا بوضع العراق إذا ما اعتدى المواطنون على موظفين أممين.
التعامل مع القضايا الدولية بهذا الشكل يؤدي الى دفع المواطنين للبحث عن حقوقهم بمعزل عن الدولة وهذا بدوره يفتح الباب أمام المليشيات التي سبق لها أن تطوعت لحل المشاكل مع الكويت على طريقتها في وقت تشهد علاقات العراق الاقليمية أكثر من مشكلة، خاصة وان الحكومة العراقية كان بإمكانها حل كل مشاكل سكان أم قصر لو منحت شيئا من الاهتمام الذي بذلته من أجل مستشفى الامراض النفسية في الصومال ومطارات جزر القمر.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. صحة وقمر - قمر الطائي تبدع في تجهيز أكلة مقلقل اللحم السعودي


.. حفل زفاف لمؤثرة عراقية في القصر العباسي يثير الجدل بين العرا




.. نتنياهو و-الفخ الأميركي- في صفقة الهدنة..


.. نووي إيران إلى الواجهة.. فهل اقتربت من امتلاك القنبلة النووي




.. أسامة حمدان: الكرة الآن في ملعب نتنياهو أركان حكومته المتطرف