الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


نِعْمَ الاختيارـ الطالباني رئيساً مُنتَخَباً لعراق ما بعد صدّام

نوري بريمو

2005 / 4 / 7
مواضيع وابحاث سياسية


هذه حقيقةً ساطعة...،إنّ عراق ما بعد سقوط نظام البعث قد تحول من سجن كبير إلى بلد ديمقراطي من طراز جديد ،فبتكاتف جهود كل أبنائه الشرفاء المنتمين إلى مختلف مكونات طيفه الوطني المتعدد الانتماء ،وبفضل نجاح ثورة الإصبع البنفسجية التي خاضت الانتخابات البرلمانية بمنتهى الجرأة والحضارية في 30ـ 1 ـ 2005 م...،سارت وتسير الأمور هناك ـ رغم وجود بعض العثرات ـ بموفقية لابأس بها وفق مسارها الديموقراطي الممكن والمتوّفر ،لترتسم مع مرور الأيام بوضوح وتدرّج أسس ومعالم بناء العراق الديمقراطي الفدرالي الموحد الذي يبدو أنه سيصبح أُنموذجاً نوعياًُ قد يُحتذى به في بلدانٍ أخرى كثيرة ،بدءاً بإسقاط حكم صدام ومروراً بتشكيل مجلس حكم ائتلافي مؤقت وتأليف حكومة توافقية مؤقتة والتوقيع على قانون إدارة الدولة العراقية وانتهاءً بانتخاب جمعية وطنية عراقية ستضع لاحقاً الدستور الدائم للبلاد...الخ .
وإنّ ما يتعرض له الجسد العراقي يومياً من هجمات إستنزافية إرهابية تستهدف ـ بشكلها وجوهرها ـ مسيرة الخروج من المأزق من خلال تكثيف المساعي الخيّرة لإعادة الإعمار والبناء...،لهو أمرُ شبه متوَقَع وطبيعي قد يحدث في أي بلدٍ صبُر أهله طويلاً حتى نالوا خلاصهم من نير استبداد وشمولية ثقافة الحزب الواحد والعقيدة الواحدة والزعيم المؤمن والقائد المفدّى...!؟.
واليوم...،ورغم ما جرى ويجري هناك من تطورات مذهلة لم يكن يتوقعها أحد من قبل ،فإنه لا يزال هنالك البعض من حملة فيروس ثقافة القدامة ينظرون إلى الساحة العراقية الحديثة العهد هذه ،بعين الترصّد والاستعداء والتشكيك والرهانات الخاسرة...!؟،حيث يجري التنافس وتتأرجح معظم الرؤى ما بين السلبية وعدم الرضى والفعل المؤامرتي من جهة ،والإيجابية والرضى والمواطَنة الحقيقية من جهة أخرى ،أما كفة الفوز والرجحان فيبدو أنها ستكون في نهاية المطاف حتماً لصالح تلك القوى التي تتحمّل عناء العمل السياسي الموجب من أهل العراق الذين باتوا يضحون بدمائهم كي يوَجِّهوا بلدهم نحو الاستقرار يومأ بعد آخر.
أما ما يتعلق بالمرحلة الحالية ـ أي بشأن التوافق على إختيار المناصب السيادية التي هي حق طبيعي للكتلة الكوردية الفائزة بـ ( 75 ) مقعداً في البرلمان الحالي المنتخب ،بالمشاركة في تسميتها ـ وخاصة ما يتعلّق باختيار الزعيم الكوردي المخضرم السيد جلال الطالباني ،فهو حسب قناعة أكثرية العراقيين ،خير خيارٍ عراقي أسمته الكتل الفائزة بأغلبية مقاعد البرلمان...،فالطالباني قائد سياسي بارز و ذو باع طويل في النضال الديمقراطي وتاريخ حافل يمتد إلى أكثر من نصف قرن من الزمن ،كان خلالها مفاوضاً ومعارضاً ومقاوماً للنظام البائد في آن واحد ،وكان يسلك سلوك الإنسان الوطني العراقي في نفس الوقت الذي كان فيه قيادياً كوردياً ،وقد تجلى ذلك بجلاء في مراحل ومناسبات عراقية كثيرة من خلال وقوفه على الدوام إلى جانب المعارضة العراقية قبل سقوط النظام ،حيث كان في مقدمة من حضر إلى بغداد ما بعد صدام ليساهم بدوره في التحرير والمشاركة في المسؤولية والحكم رافعاً لشعار الديمقراطية للعراق والفدرالية لإقليم كوردستان ،ليس هذا فحسب بل هو أحد أبرز القادة العراقيين الذين أصرّوا على ضرورة التوصل إلى صيغة حكومة توافقية يشارك في تركيبتها كل العراقيين المشاركين في الانتخابات منهم وغير المشاركين فيها .
إن من حق العراقيين اليوم أن يفتخروا بكل ما أنجزوه من فوز ونجاحات على طريق التأسيس لبلدٍ فدرالي متعدد القوميات والطوائف ،ومن حقهم أيضاً أن يطمئنوا بأن رئيسهم الجديد هو سياسي عراقي لا بل عراقوي مجرّب...،وذلك بغض النظر عن إنتمائه القومي الكوردستاني ،فالطالباني لم ينسى في أي يوم من الأيام بأنه عراقي بل دافع عن عراقيته طيلة حياته التي كانت حافلة بمختلف علوم ودبلوماسيات العمل السياسي وخاصة تولّي المهام القيادية .
فألف مبروك لأبناء العراق الموحّد عموماً والكورد منهم خصوصاً...،لفوزهم بهكذا برلمان منتخب وهكذا رئيس يمتلك تاريخاً نظيفاً وحاضراً مشرفاً ومستقبلاً قد يعود بالخير على كل أبناء البلد سواءً أكانوا عرباً أم كورداً أم تركماناً أم غيرهم...،وألف تحية تقدير واحترام وتهنئة للمام جلال وللقيادات الكوردستانية الأخرى لفوزهم بهذه المناصب السيادية المسؤولة والمشرّفة .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
* عضو اللجنة السياسية لحزب الوحدة الديمقراطي الكردي في سوريا (( يكيتي ))








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الصحافي رامي أبو جاموس من رفح يرصد لنا آخر التطورات الميداني


.. -لا يمكنه المشي ولا أن يجمع جملتين معاً-.. شاهد كيف سخر ترام




.. حزب الله يعلن استهداف موقع الراهب الإسرائيلي بقذائف مدفعية


.. غانتس يهدد بالاستقالة من الحكومة إن لم يقدم نتنياهو خطة واضح




.. فصائل عراقية مسلحة موالية لإيران تعلن استهداف -هدفاً حيوياً-