الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قبل السقوط

فريدة النقاش

2013 / 3 / 13
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان




استعير عنواني هذا من اسم كتاب وضعه المفكر الشهيد الراحل «فرج فودة» قبل أكثر من ربع قرن. وكان السقوط كما رآه هو تزايد نفوذ الجماعات الدينية المتطرفة التي كان فريق منها قد دبر اغتيال الرئيس الراحل أنور السادات، رأي فودة الظلام زاحفا علي البلاد عن طريق التكفير والقتل ودعا إلي وحدة كل القوي الديمقراطية لقطع الطريق علي هذا الظلام الذي تربص به ليقتله هو نفسه بعد سنوات لإسكات صوته المدوي بالحقيقة الغائبة التي كشفت أن عصور الخلافة لم تكن وردية بل امتلأت بالصراعات والقتل والقمع سعيا وراء السلطة والثروة.

والآن وبعد أن تمكنت القوي الظلامية من الحكم وأخذت تنفذ برنامجها الممنهج لأخونة الدولة وتكوين الميليشيات، وتفكيك المؤسسات وإعادة تركيبها علي مقاس جماعة الإخوان، وحتي دون حلفائهم الآخرين، فإن السقوط يعني انهيار الدولة الحديثة بأجهزتها ومؤسساتها ومنظماتها لتأسيس الدولة الدينية وكأنها حيث يصبح المرشد العام لا القانون هو مصدر الشرعية ، كما هو الحال مع ولاية الفقيه في إيران. وتحل ميليشيات الشرطة بعد اضعافها وتفكيكها. وينشئ الحكم الجديد حرسه الثوري الذي يعود ولاؤه للمرشد لا للشعب والدولة، ويعيش الفقراء علي الصدقات والزكاة بديلا عن العدالة الاجتماعية ومجتمع الحقوق، وتعود مصر القهقري إلي عصور الظلام. وفي ظل الانهيار الاقتصادي الاجتماعي والأمني تبرز أنياب الفاشية الدينية العاجزة عن حل أي من المشكلات الكبري المعلقة وينفتح الباب لثورة الجياع التي أخذت تدق الأبواب، كما ينفتح أيضا لقمعها بكل شراسة وباسم الدين.

لكن هناك خيارات لاتزال ممكنة أمام القوي الحديثة كافة ومعها قوي الثورة من الشباب والأحزاب والنقابات والحركات الاجتماعية ومنظمات المجتمع المدني ومؤسسات الإعلام الخاص وهي جميعا قوي انضجتها سنوات الثورة بخبراتها وتضحياتها فبلورت أهدافها وشعاراتها التي لم يتحقق منها شيء، وهي تدرك الآن أن الثورة قد جري الانقضاض عليها. وأن الثورة المضادة تحكم البلاد ومواجهتها غير ممكنة في حالة التشتت ولا بديل والوضع كذلك إلا وحدة صلبة بين كل القوي الديمقراطية التي لاتزال جبهة الإنقاذ بايقاعها البطئ وعملها البيروقراطي عاجزة عن استيعابها، وعاجزة أيضا عن توظيف القوة التي تملكها بصورة فعالة للتصدي لحكم الإخوان الذي أثبت فشلا ذريعا علي كل الأصعدة.

لاتزال استراتيجية الانقاذ دفاعية تعتمد ردود الأفعال وقد آن الأوان لوضع استراتيجية هجومية لا تتعامل بالقطعة مع جرائم النظام، وإنما تتأسس علي رؤية شاملة لإزاحته سلميا ومصارحة الشعب بهذا الهدف المشروع، خاصة أن جماهير واسعة في عدد من المدن والمحافظات شرعت من تلقاء ذاتها بالعصيان المدني مدفوعة بديناميكية الثورة وبالإخفاق الكامل للحكم الجديد، والمطلوب من الإنقاذ في صيغتها الجديدة الموسعة بعد استكمالها أن تتقدم حركة الجماهير لا أن تتلكأ خلفها حتي تستطيع قوي الثورة أن تحقق بعض أهدافها بأن تفوز في السباق الجاري قبل السقوط الكامل للدولة في أيدي تتار العصر الحديث الذين يجرون البلاد إلي الخلف جريا وراء وهم إعادة تأسيس الخلافة الإسلامية ولو علي جثث الشعب وهوانه.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - تخبط الشعب
كامل حرب ( 2013 / 3 / 14 - 00:24 )
لاجدال ان المشاكل التى تعانى مصر الان منها غايه فى التعقيد والتشابك ,اعتقد ان الشعب لم ينضج بعد والسبب الاساسى هو المشكل الدينى وتاثيره الكبير فى الملايين الذين تم تخديرهم بالمقدس وهم من المؤسف مغسولى الدماغ تماما ,تعتبر مساله نقاش المقدس الاسلامى خط احمر ولايجوز الاقتراب منه ,وهذه فى اعتقادى هى قلب الاشكاليه الكارثيه ,جماعه الاخوان الارهابيه تستخدم الدين لتركيع الناس لانهم يعلموا ان القران خط احمر وبالتالى توجد حاله من التخبط والفوضى الفكريه مما دفع بالاف المسلمين الى الالحاد ,حينما تصل قناعات الناس الى ان القران ليس خط احمر ويجب تفنيده وتشريحه وفصل الدين تماما عن الحياه السياسيه ,حينما يحدث هذا ستكون اول الارهاصات التنويريه وحصار وفضح رجال الدين الاسلامى الدجالين الكذبه ,فى تقديرى ان اكبر مشاكل مصر على الاطلاق هى الاسلام نفسه من تعاليم مجحفه ظالمه ,حينما تتخلص مصر من الاسلام نهائيا ستكون هى اول الخطوات على الطريق الصحيح حيث الحريه والديمقراطيه والعداله الاجتماعيه والامان والعدل


2 - جبهة ألأنقاذ فى حاجة لأنقاذ
هانى شاكر ( 2013 / 3 / 14 - 02:37 )


جبهة ألأنقاذ فى حاجة لأنقاذ
____________________



70 % من ألمصريين يريدون ألدولة ألدينيه .. مستعدون للموت لأجل ألخلافة ... و تطبيق ألشريعة .. يطلبون زواج ألطفلة .. ومفاخذة ألرضيعة .. وألطبابة ببول ألبعير .. ولحس حذاء أمير قطر ...

30 % يؤمنون بألدولة ألمدنية .. و ممارساتهم ألسياسية ، وألفكرية ، وألملوخية تبدأ وتنتهى عند ألتويتر و لوحة مفاتيح ألأى فون ، وألأى باد ... وألأى يانى !

لذلك حاصرت ألفرقة ألأولى ألمحكمة ألدستورية ألعليا .. وأكتفت ألفرقة ألثانية بأل *#@*

اخر الافلام

.. داعش يتغلغل في أوروبا.. والإرهاب يضرب بعد حرب غزة | #ملف_الي


.. القرم... هل تتجرأ أوكرانيا على استعادتها بصواريخ أتاكمز وتست




.. مسن تسعيني يجوب شوارع #أيرلندا للتضامن مع تظاهرات لدعم غزة


.. مسؤول إسرائيلي: تل أبيب تمهل حماس حتى مساء الغد للرد على مقت




.. انفجار أسطوانات غاز بأحد المطاعم في #بيروت #سوشال_سكاي