الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


زرع سنبلة ومضى !!

ماهر علي دسوقي

2013 / 3 / 14
سيرة ذاتية


مر عقدان ونصف تقريبا على صرخة محمود الطيطي الاولى في مخيم الفوار التي
"انتهت" أول أمس برصاص الحقد والعنصرية والفاشية الجديدة ، رصاصة من النوع الخارق الحارق المتفجر اخترقت رأسه فأحالته شهيدا على درب حرية وطن مازال يتطلع للاستقلال والكرامة الوطنية .

نزف محمود حتى روى أرضا سكن وعاش وكبر بها لاجئا ، فأدرك ماذا تعني المساعدات "الانسانية" لشعب لاجىء ، فوقف وجها لوجه مع أكياس الطحين وسمن وزيوت اللاجئين ولبس صغيرا من "بكج" وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينين عرف "الاعانة" لشعب تجرع الام التشرد والهزيمة بفعل تواطوء المجتمع الدولي ، نقل المياه وأمه من الينابيع القريبة والبعيدة للشرب والاستحمام ، عاش منع التجوال والحصار وأدرك بحسه معنى ان تكون لاجئا فقيرا معدما الا من الكرامة والاباء فحمل على كاهله برودة الخيمة والمخيم .

حمل الحجارة باكرا ليرجم من سرق أرضه ، وكبر وهو يردد أن لا وطن لنا سوى فلسطين .. اعتقل وخبر معنى الأسر والزنازين والشبح وقلة النوم والاضراب عن الطعام .. وعلى مدار ثلاثة اعوام أمضاها أسيرا كان يردد يوميا أنشودة الحياة والحرية لرفاقه واخوته في باستيلات القهر ...

عاد محررا الى مخيمه "الفوار" مفعما بمزيد من الاصرار وقد ظن المحتل انه نال منه قهرا .. لم يكسر وحمل الوفاء لاهله ورفاق الأسر... فكنت تجده في مقدمة الصفوف فعرفه الشجر والحجروالطير والنبع والكروم والبشر ....

جهز الارض جيدا لعلمه المسبق بأن "سنبلة" قد حان زرعها لتعانق سنابل الوطن السليب في بيت جبرين وتل الصافي والفالوجة وعسقلان ووادي الصرار ... ولتلامس بجذورها عبق الارض ولتعلو ضاحكة لأشعة الحرية والشمس .

زرع سنبلته برفق وعناية فائقة بعد ان أعلن تمرده على المحتل ، فرواها بالدم القاني لتملأ السهول والوديان والسفوح حرية وكرامة وانعتاقا من سلاسل العبودية وعبث الفاسدين .

قبل يومين من ذلك كان موقوفا لدى الامن المحلي الفلسطيني ، واحتجزت هويته لحين "محاكمة" له على وطنيته في "7/4" من نيسان القادم ... فبأي وجه سيقابلون الان ذلك اليوم المحدد للمحكمة .... بقيت الهوية معهم وارتقى شهيدا ليحاكمهم ...

هي هوية المكان الأزلية التي لن تستطيع كافة الات الفتك والقهر وحصاد القتل ان تطالها ، فعشقها للارض باق ولخضرتها ربيع خاص ، سنبلة وجدت لتعيش وتكثر من "الحبوب والبذار" وليكون "اصفرارها" لمعان شمس الحياة التي ستبدد الليل والقيود والمحتل والنهب والعبث والأغلال ....

سنبلة محمود زرعت في ارض ترفض المحتل وزائره الكريه "اوباما" ، وتقول أن لا دخلاء باقون ها هنا واسألوا من "مر أو فر" قبلكم من غزاة ... فلا ليلكم ولا قهركم باق وان زود بكل دماء النفط العربية والامريكية .

اليك حيث انت يامجمود كل الحب والوفاء ، لك المجد مناضلا وشهيدا .. زرعت سنبلتك وتمردت على غاصب الدار والنفس في بلاد تئن قهرا مركبا ... على خطاك الحرية تسير يا من زرعت فأنبت فينا روح التمرد ..... لك سلاماااا .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الضفة الغربية: قتلى فلسطينيين في عميلة للجيش الإسرائيلي بقرب


.. غزة: استئناف المحادثات في مصر للتوصل إلى الهدنة بين إسرائيل




.. -فوضى صحية-.. ناشط كويتي يوثق سوء الأحوال داخل مستشفى شهداء


.. صعوبات تواجه قطاع البناء والتشييد في تل أبيب بعد وقف تركيا ا




.. قوات الاحتلال تنسحب من بلدة بطولكرم بعد اغتيال مقاومين