الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لا علاقة للحق إلا بالحق

بلقيس حميد حسن

2013 / 3 / 14
حقوق الانسان


عندما تؤكد الدول الأوروبية على تعليم شعوبها مباديء حقوق الانسان, فالدافع رغبتها ببناء إنسان عادل وغير منحاز إلا للحق. وحينما وُضعت مباديء حقوق الانسان بعد الثورة الفرنسية أمام العالم والشعوب لتتعلمها وتقتدي بها وتأخذ بها كما أخذت بها فرنسا, تطور على اثر ذلك الوعي الانساني إلى أرقى فصارت الدول الغنية تقبل لاجئين من كل دول العالم المقهور والجائع والمتصارع, ووافقت الكثير من الدول على معاهدة جنيف الخاصة بقبول اللجوء, بغض النظر عن تاريخ شعب ووطن ذلك اللاجيء وانتمائه العرقي أو الديني أو المذهبي أو أي انتماء آخر, فالضحية يجب أن ينتشل من واقعه المرير فقط لأنه إنسان وهذه هي الإنسانية.
الإنسانية أن لا تسأل المستغيث بك أو المهدد بالخطر من أي جهة أنت لتساعده.
حينما نتناقش مع الأوروبيين نراهم يطرحون آراءهم بتجرد وبإنسانية عالية, حتى أنني عجبت في يوم ما كنت أشارك في تظاهرة قبل أعوام حول رفض الجدار الاسرائيلي العنصري, حيث رأيت أن نسبة الأوروبيين - حتى اليهود منهم - معنا في التظاهرة أكثر من العرب, وهذا دليل وعي إنساني عميق بحقوق البشر.
أستغرب اليوم من أن بعض الناس يعيبون علينا مناقشة حق الشعب الفلسطيني متعللين بتاريخنا العربي السيء والمليء بالجرائم والتخلف, وموقف الفلسطينيين من جرائم الطاغية صدام, أو يستفزون قائلين بلدنا أهم من فلسطين وكأنني أدعوهم لحمل السلاح والذهاب للمواجهة, وأنا لا أناقش إلا مسألة قول كلمة حق لاغير .
أو نتحدث عن شعب يضطهد, فيأتون بأمثلة على تخلف الاسلام.
ما علاقة هذا بذاك؟
فكل الأديان متخلفة, وهي نتاج فكر القرون الإولى, وقد يكون الإسلام أكثرها تخلفا إذ انطلق من بيئة صحراوية بدائية, لكن هذا لا يعني إننا لا نستحق كعرب حياة البشر, ولا يستحق الفلسطينيون التضامن معهم!
إن عدم رؤية الحقوق بتجرد مشكلة, وإدخال المواقف السياسية التي مر بها شعب ما, هو طعن بمباديء حقوق الإنسان وبإنسانية المرء وتجرده في قول الحق.
الحق لاعلاقة له بمن وقف معي ومن وقف ضدي .
الحق يقال ولو على النفس, والحق إذا إنحاز وارتبك بسبب المواقف, أصبحت الفوضى تعم البلد, فالقانون قائم أساسا على مبدأ الحق, وبناء أي مجتمع إن لم يكن على مبدأ الحق سيتهدم عاجلا أم آجلاً, كما تتهدم البلدان الاسلامية اليوم الواحدة تلو الأخرى بأسرع ما يكون..
إذن, لاحل إلا بإدخال مباديء حقوق الإنسان في المناهج الدراسية منذ الابتدائية حتى آخر مرحلة وإلا أصبحنا نشعر بالنكوص أمام العالم ونرضى بالإذلال ابداً, ونعطي الحق للأقوى باستغلالنا لنكون عبيدا طوعيين لمن يسيطر علينا...
14-3-2013








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. موجز أخبار السابعة مساءً - النمسا تعلن إلغاء قرار تجميد تموي


.. النمسا تقرر الإفراج عن تمويل لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفل




.. طفل من ذوي الاحتياجات الخاصة يعيش حالة رعب ا?ثناء قصف الاحتل


.. النمسا تقرر الإفراج عن أموال -الأونروا- التي تم تعليقها سابق




.. -غوغل مابس- قد يكون خطرا عليك.. الأمم المتحدة تحذر: عطل إعدا