الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لصوص الله سرقوا عقول بعض المفكرين والباحثين

هيثم جبار عباس
شاعر ، كاتب، صحفي

(Haitham Jabbar Abbas)

2013 / 3 / 14
الادب والفن


لصوص الله سرقوا عقول بعض المفكرين والباحثين
قراءة في كتاب لصوص الله للكاتب عبد الرزاق الجبران
الجزء الاول
ظهرت في الاونة الاخيرة كتب كثيرة لبعض الباحثين الإسلاميين ومن اللذين جاءوا من داخل المؤسسة الاسلامية نفسها , اذ انقلبوا عليها انقلابا جذريا , كاحمد الكاتب واحمد القابنجي وعبد الرزاق الجبران , عام 2007 صدر الكتاب الاول لعبد الرزاق الجبران يحمل عنوان ( جمهورية النبي ) عام 2010 صدر الكتاب الثاني له ( مبغى المعبد ) , وهو متمم لجمهورية النبي , عام 2012 ظهر الكتاب الثالث ( لصوص الله) , وللمصادفة غير المناسبة حصلت على كتابه الاخير قبل ان يقعا كتاباه الاولان تحت ناظري , لذا سيكون موضوع انشغالنا عن كتابه الاخير.
يتضمن كتاب ( لصوص الله ) ثلاثة مباحث اولا : اليوتوبيا الاسلامية وقد حصرها الكاتب ( كفر المعبد , سرقة الوجود , سرقة المعبد ,) ثانيا : الفتوحات الاسلامية (سرقة الله , سرقة الوجه , سرقة الاسلام , سلاقة الدرب , سرقة الدم ) ثالثا : العبودية وتحرير العبيد ( سرقة الانسان , سرقة الكأس , سرقة العمامة ) . الا ان الكاتب اخذ يمد ويمط في الحديث فجعل كتابه احد عشر موضوعا يبدأ بكفر المعبد وينتهي بسرقة العمامة , اذ ان المعنى في الجملة الواحدة يعاد بجملة اخرى اكثر من ( 20) مرة , فكتاب لصوص الله الذي يضم ( 230 ) صفحة بامكان الكاتب ان يختصره الى ( 50 صفحة ) مع الحفاظ على ثيمته المقصودة .
احب ان انوه ان الكاتب عبد الرزاق الجبران هو الوحيد الذي لم يعر اهمية للنحو والاملاء , ففي كتبه توجد اخطاء املائية ونحوية لا يخطأ بها طالب في المتوسطة , فالذي لا يعرف المرفوع من المنصوب ويكتب كلمة ( حفظ) و(ظهر) بهذا الشكل ( حفض , ضهر ) ولا يعرف الضاد من الظاء هل هي اخت الصاد ام اخت الطاء , فكيف يقحم نفسه في هكذا مواضيع , نعم انا ليس مع تقديس اللغة , فاللغة مقدسة عند العرب لانها لغة القرآن , والاخطاء النحوية واردة في اغلب الكتابات ولكن ليس بهذه الصوة الفجة .




اليوتوبيا الاسلامية شرقية المولد غربية المنشأ

عالم عبد الرزاق الجبران عالم خيالي يوتوبي لا وجود له على ارض الواقع , لا في الحاضر ولا في الماضي ولا في المستقبل , اذ يعزل منطق الدين عن منطق العقل والعلم , يعتبر ان الدين هو دين قلبي لا يمت بصلة للعلم او العقل بل بفطرة الانسان , فالانسان مجبول بحبه للكمال وللجمال , وحبه هذا للحسن وللكمال وبغضه فطريا للقبح والنقصان هو الدين بعينه , بدون ان تتدخل الشرائع الدينة والاحكام التشريعية من الصوم والصلاة والحج والجهاد ...ووو , والا سيكون للكهنوت الدور الرئيس في تحريف ماهية الدين . هذه الفكرة في الحقيقة وليدة افكار صوفية , وقول ابو يزيد البسطامي ( عجبت لمن يعرف الله كيف يعبده ) دليل على ذلك , والتجربة الصوفية انفردت بها المجتمعات العربية والاسلامية دون غيرها , ولم تجد الارض الخصبة في هذه المجتمعات المولعة بالجهاد والقتال والغنائم والجواري والغلمان , لذا كُـــفر بعض المتصوفة , وفُسق بعضهم وصلب البعض الاخر .
انتقل هذا الفكر( واقصد بهذا الفكر ليس التصوف وانما الفكر المنبثق من التصوف اي ان الدين هو المحبة , والسلام وحب الكمال , وحب الخير هو الدين ذاته ) الى الديانة المسيحية في اوربا قبيل نهاية الدولة العثمانية , وقد استجاب المسيحيون برمتهم لهذا الفكر , خصوصا بعدما رأوا الويلات من الدين التقليدي على يد الكنسية , واول ما نشأ في أوربا بعد الثورة الصناعية والثورة الفرنسية في القرن الثامن عشر حيث برزت الجماعات اليساريّة الراديكالية وساندتهم الطبقة الفلاحية وعموم الجماهير وطالبوا بمبادئ التنوير والمساواة في الحقوق والمواطنة والحرية ومحو الأفكار السائدة عن التقاليد والتسلسل الهرمي والطبقة الأرستقراطية والسلطتين الملكية والدينية والغاء حكم الكنيسة . وقد استجابت المجتمعات الاوربية المسيحية لهذا الفكر واصبح دينهم الحقيقي هي القيم الجمالية والكمالية للانسان , وقد شهد بذلك بعض علماء المسلمين الذين سافروا الى الغرب ومنهم محمد عبدة (( ذهبت الى الغرب فوجدت الاسلام ولم اجد المسلمين واتيت الى الشرق فوجدت المسلمين ولم اجد الاسلام )) بالتاكيد لان في الغرب قضى على حكم الكهنوت وبقي الدين دينا دون تشريع ودون كهنة دينا قلبيا محضا كما وصفه عبد الرزاق الجبران (( ان الدين هو الانسان وليس الله , والفقه عينه هو حلول مشاكل الناس وليس حلول مشاكل الله )) ص22
ما اريد ان اقوله ان هذا الفكر بحاجة الى تمهيد وقاعدة شعبية , ليأخذ مكانه الحقيقي في المجتمعات الاسلامية , ولا يستطيع الانسان ان يبني فكرا جديدا مع وجود افكار تقليدية متراكم منذ اكثر من الف سنة , فلابد من تهشيم الافكار التقليدية السائدة كما فعل الباحث احمد القابنجي , لابد اولا ان نغيير فكرنا عن القرآن , نغيير فكرنا عن جبرئيل والملائكة , عن الجنة والنار , عن الله ذاته , بعدها ستكون ثمة ارضة خصبة لزراعة هذه الافكار التنويرية الحديثة التي نجح بها الغربيون , وفشل في تطبيقها الشرقيون.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الفلسطينيين بيستعملوا المياه خمس مرات ! فيلم حقيقي -إعادة تد


.. تفتح الشباك ترجع 100 سنة لورا?? فيلم قرابين من مشروع رشيد مش




.. 22 فيلم من داخل غزة?? بالفن رشيد مشهراوي وصل الصوت??


.. فيلم كارتون لأطفال غزة معجزة صنعت تحت القصف??




.. فنانة تشكيلية فلسطينية قصفولها المرسم??