الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حكاية ثورة (2)

محمد الشهابى

2013 / 3 / 15
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان


بداية الإنشقاق .. هكذا يحلو لى أن أسمى تلك المرحلة من حكاية الثورة ـ الإستفتاء على الإنتخابات البرلمانية أولا أم صياغة وإقرار دستور جديد ؟
هكذا بدأت معركة بين فصيلين رئيسيين من فصائل الثورة حيث لم ينتظر فلول النظام السابق كثيرا فى الإختباء وعدم الظهور فى مشهد الأحداث حينما بدأت بوادر عملية إغتنام مكاسب الثورة التى لم تكتمل وهنا انا لاأستثنى أحدا .. فجميعنا أخطئنا فى حق وطننا بالإنسياق وراء مكاسب محدودة على الأرض ولم ندرك حجم الهوة والفجوة التى بدأت نواتها بهذا الإستحقاق فى مارس 2011 والتى أزعم بأنها البداية الحقيقية والسبب الرئيسى لما نعانيه الآن من تخوين وصراع .
وهنا سنعرض لثلاث وجهات نظر أساسية تبنتها القوى المؤثرة والفاعلة فى ذلك الحين .

1 ـ وجهة النظر الأولى .. تدعو لإجراء إنتخابات برلمانية وترتكز فى دعم وجهة نظرها لسؤال جدلى منطقى بديهى حتى وإن لم يكن هو المقصود فى جوهره , والسؤال هو : إذا إفترضنا وسلمنا بضرورة إقرار الدستور أولا ـ من سيكتب ويصيغ هذا الدستور ؟ والإجابة هنا .. الشعب بالتأكيد ممثلة فى أعضاء اللجنة التأسيسية التى ستشكل بمعرفة البرلمان الذى سيختاره الشعب . وهنا تظهر الحاجة الملحة لإجراء الإنتخابات أولا , وهنا يجدر بنا أن نشير إلى أن التيار الإسلامى الذى تبنى هذا الرأى قد وقع فى خطأ تاريخى لا يغتفر عندما تعالى وتعامل بصلف وغرور مع التيار المعارض له مرتكزا على قاعدته الشعبية الضخمة وعلى ضعف منافسيه وعدم قدرتهم على التأثير فى الشارع على الرغم من منطقيتهم وصحة موقفهم إلا أنهم لم يحاولوا بذل أى مجهود فى إقناع الطرف الآخر المعارض لتفادى حدوث أى إنشقاقات فى الصف الثورى .

2 ـ وجهة النظر الثانية .. تدعو لإقرار دستور جديد يتوافق عليه الشعب لتأسيس دولة مدنية حديثة ـ وهنا يبدو بساطة الفكرة والطرح إلا أنه يستحيل تطبيقها فى أرض الواقع لإستحالة التوافق على مائة إسم يشكلون اللجنة التأسيسية لصياغة الدستور وذلك مما يعزز موقف الطرف الأول وكما أسلفنا فإن من يتبنى هذا الإتجاه هم جميع التيارات المدنية من يساريين وليبراليين وقوميين وهم من لا يرتكنون لقاعدة شعبية تدعم مواقفهم فى الإنتخابات البرلمانية فسارعوا لإغتنام بعض من مكاسب الثورة كما فعل التيار الإسلامى.

3 ـ وجهة النظر الثالثة .. يتبناها فلول النظام السابق وهم شريحة لا يمكن تجاهلها مما لها من تأثير على بعض شرائح المجتمع والغريب فى الأمر هو تبنيهم لفكرة الإنتخابات أولا لما لهم من أرضية وشعبية نسبية فى الشارع وهو مايفسر نتيجة هذا الإستفتاء الذى وصلت نسبة الموافق على إجراء الإنتخابات أولا لنسبة 77% .

وهنا بدأت معركة تكسير العظام بين التيار الإسلامى وبين التيار العلمانى المعارض وهو فى الواقع لم تصل فيه المواجهة لذروتها الا بعد نتيجة الإنتخابات البرلمانية وسيطرة التيار الإسلامى على الأغلبية المطلقة فى مجلس الشعب وسيطرته على جميع اللجان النوعية وإستئثارهم بجميع الغنائم وتجاهلهم للقوى المعارضة .

وبدأت معركة تشكيل اللجنة التأسيسية لصياغة الدستور وماتلاها من إنسحابات وطعون عليها مما أدى إلى حلها وإعادة تشكيلها من جديد وبدأت الدولة العميقة فى الظهور ومحاولة إعادة إحيائها من جديد وظهر ذلك جليا فى تحالف فلول النظام السابق مع قوى المعارضة للتيار الإسلامى مدعومة من المحكمة الدستورية العليا والنائب العام وبعض من اعضاء سلك القضاء الموالين لنظام المخلوع والمعادين لتيار الإسلام السياسى حيث بدأت اللعبة القذرة بالطعن على مجلس الشعب ومسارعة المحكمة الدستورية العليا بالحكم بحل المجلس مما عمق الخلاف والعداء بين قوى الإسلام السياسى وجميع معارضيه .
وبدأت قوى المعارضة تشعر بثقلها نتيجة دعم تحالف القضاء وفلول النظام مع شركاء الثورة الذين تناسوا ثورتهم وقاموا بالتحالف مع أركان حكم المخلوع فكانت الإنتخابات الرئاسية وماشهدتها من أحداث بطلها الأول هم بعض من أعضاء السلطة القضائية الذين تعاهدوا على إفشال المشروع الإسلامى بكل ما أوتوا من قوة فكان إقصاؤهم لمرشح الإخوان المسلمين القوى ـ خيرت الشاطر ـ ومحاولة إزاحة أقوى مرشح إسلامى فى ذلك الوقت وهو الشيخ حازم أبو إسماعيل فى قضيته الشهيرة بإقرارهم بأن والدته تحمل الجنسية الأمريكية على غير الحقيقة وعلى غير ما قضت به المحكمة لاحقا وبعد إستبعاده وبعد إجراء الإنتخابات فى قضية أقل ماتوصف بأنها قذرة وتكشف بجلاء مايضمره أعضاء اللجنة العليا للإنتخابات وأعضاء المحكمة الدستورية العليا لمرشحى التيار الإسلامى .
هكذا سارت الأمور بتحيز واضح ضد المرشحين الاسلاميين إلا ان الشعب قال كلمته وإنحاز لمرشح حزب الحرية والعدالة الدكتور محمد مرسى فى الجولة الأولى وجرت الإعادة بينه وبين أحمد شفيق وزير طيران المخلوع ورئيس آخر حكومه فى عهده فى تحدى واضح للثورة التى حاولوا جاهدين لإجهاضها .

وللحديث بقية ..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تونس: البدأ بترحيل مهاجرين أفارقة الى بلدانهم، فما القصة؟ |


.. هجوم إلكتروني على وزارة الدفاع البريطانية.. والصين في قفص ا




.. -سابك- تستضيف منتدى بواو الآسيوي لأول مرة في الرياض


.. السياحة ثروات كامنة وفرص هائلة #بزنس_مع_لبنى PLZ share




.. المعركة الأخيرة.. أين يذهب سكان رفح؟ | #على_الخريطة