الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أولئك الذين يُقبّلون الأيادي والأقدام!

ميثم محمد علي موسى

2013 / 3 / 15
اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم


هل يمكن لأمرئ أن يتخيل (لمجرد التمتع بالخيال) قيام الرئيس المصري مرسي أو ملك السعودية عبد الله أو أو أي رئيس أو ملك أو أميرعربي بتقبيل أيادي مواطنيه ؟ أو هل يمكن تصور أن يقوم خامنئي ورجال الحوزة في أيران أو القرضاوي أو شيخ الأزهر أو أي رجل دين في (بلدان الناطقين باللغة العربية) أو الأسلامية بغسل أقدام المؤمنين ؟ وتقبيلها؟
أنتشرت في الفترة الأخيرة صورة للرئيس الكولومبي الراحل شافيز وهو يقبل حفنة من أيادي مواطنيه الذين تجمعوا لتحيته ! خلافاً لما يحدث في الدول العربية من تقبيل أيادي وأكتاف أولى الأمرورجال الدين ! وأول ما عرضته وسائل الاعلام المرئي والأجتماعي في يوم 13 مارس بعد أعلان أنتخاب الكاردينال الأرجنتيني ( جورج مايو برغوغليو ) بابا للفاتيكان هو فلم عن زيارته عام 2001 حين أصبح كاردينالاً ألى أحدى مستشفيات بوينس آيرس ليقوم بغسل وتقبيل أقدام مرضى نقص المناعة ( الأيدز) تيمناً بالمسيح الذي غسل أقدام تلاميذه !
لندع الأختلاف بين (وعلى) الرجلين ووجهات النظر المتباينة بحقيهما ، فالبساطة والتواضع يجمعانهما . فالأول بسيط و ثوري ومعادي للرأسمالية أحب شعبه وشعبه أحبه ، وله أعداء كثيرون خارج كولومبيا ، والثاني رجل لاهوت متواضع و يرأس الكنيسة الكاثوليكية ( تضم مليارين و200 ألف مسيحي في كل العالم) ولنتساءل : أيمكن لمثل هذا أن يحدث في بلد عربي أو أسلامي ؟ أن يُقبّل رئيس أو ملك أو أمير أو رجل دين أيادي مواطنيه ومريديه ، أو غسل أقدامهم وتقبيلها ؟ مثل هذا السؤال يثير الضحك حتماً !
جورج مايو برغوغيلو اليسوعي الأرجنتيني ، نائب المسيح على الأرض (حسب الكنيسة الكاثوليكية) ، وأول بابا من الأمريكيتين في تاريخ الكنيسة الكاثوليكية، بل الأول منذ 1272 سنة من غير القارة الأوربية ، أختار أسم فرانسيسكوس الأول كأشارة أنحياز للفقراء تيمناً بالقديس فرانسيس الأسيزي الذي تخلى عن حياة البذخ والترف ليتفرغ لمساعدة الفقراء والعبادة و النسك . لكن فرانسيسكوس الأول يواجه أيضاً أنتقاداً شديداً بشأن تساهله أو المساعدة في خطف كاهنيّن في سبعينات القرن الماضي من قبل السلطة العسكرية الأرجنتينية برئاسة الدكتاتور جورج رافاييل فيديلا .

الحبر الأعظم الجديد أصبح مطراناً في بوينس آيرس عام 1998 ثم كاردينالاً في الفاتيكان منذ 2001 ، وهو رجل بسيط ومتواضع حسب الأوساط الكاثوليكية وجيرانه في بوينس آيرس. فقد تخلى عن السكن في القصر المخصص للكاردينال والتابع للكنيسة ليسكن في بيت متواضع .طالما شاهده الناس وهو يستخدم وسائل النقل العامة كالحافلة ومترو الأفاق للذهاب الى الكنيسة ، كما كان يتجول في روما متخلياً عن قبعة الكاردينال مرتدياً عباءة سوداء متجنباً جلب الأنتباه أليه !
ويعد البابا الجديد محافظاً ومتشدداً في قضايا الزواج و الأجهاض وأستخدام وسائل الوقاية وزواج المثليين ، ويتعرض ألى نقد المسيحيين المتنورين أوالناشطين في مجال حقوق الأنسان .
أضافة ألى كل ماجاء أعلاه ، فبابا الفاتيكان الجديد من عشاق كرة القدم ومشجع لفريق كرة القدم الأرجنتيني (لورينزو). ويعيش نشطاً منذ أكثر من خمسين سنة برئة واحدة ، بعد أن فقد في العشرينات من عمره أحداهما بعد أصابتها بمرض بكتيري! يتحدث هذا البابا الأسبانية والأيطالية والألمانية .
والده الأيطالي كان عاملاً في السكك الحديدية . أما هو فقد درس الكيمياء واللاهوت والفلسفة . بعد أنتخابه بابا للفاتيكان وجه نداءاً للمسيحيين المتدينين في الأرجنتين طالباً منهم عدم السفر ألى روما للأحتفال بتنصيبه حبراً أعظم ، ومنح مبالغ السفر بدلاً عن ذلك للفقراء !
في اليوم التالي لأنتخابه ذهب الى الفندق الذي كان يسكن فيه ليجمع حقائبه وليسدد الحساب من جيبه ، مع أن الفندق تابع للفاتيكان !
ترى هل سنرى في يوم ما رجل دولة أو رجل دين عربي أو مسلم يقبل العيش بتواضع ويقبّل الأيادي والأقدام ، بدلاً من أن يدعس بقدميه شعبه أو مريديه؟
د. ميثم محمد علي موسى








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إدارة بايدن وإيران.. استمرار التساهل وتقديم التنازلات | #غرف


.. ناشطون يستبدلون أسماء شوارع فرنسية بأخرى تخص مقاومين فلسطيني




.. قطر تلوح بإغلاق مكاتب حماس في الدوحة.. وتراجع دورها في وساطة


.. الاحتجاجات في الجامعات الأميركية على حرب غزة.. التظاهرات تنت




.. مسيرة في تل أبيب تطالب بإسقاط حكومة نتنياهو وعقد صفقة تبادل