الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حب جامعة

محمد نبيل

2013 / 3 / 15
الادب والفن



قام بتجهيز كل ما يحتاج اليه فى أول أيام الدراسة وذهب الى الجامعة التى يدخلها لأول مرة لأنها سنته الأولى فيها

كان مرتابا قلقا لايعرف لماذا هذا الشعور هل هو بسبب هيبة و جلال مبنى الجامعة؟ أم لأنه يومه الأول وهذا طبيعى؟ لايعرف لكن الأكيد انه قد دخل مجتمعا جديدا عليه أن يتأقلم معه و أن يحدد هويته فيه والا ضاع وسط هذه المتناقضات التى تملئ المجتمع الجامعى

******

ذهب لينقل جدول المحاضرات ليبدأ - كعادته الصارمة - أول أيام العام الدراسى لكنه بمجرد خروجه من هذه الكتلة البشرية التى تنقل الجدول اصطدم باحدى الفتيات فما كان منه الا يعتذر

- أنا أسف

- ولايهمك أنا اللى أسفة أصلى مش عارفة أنقل الجدول

- اتفضلى انقلى أنا خلاص كتبته

- أحسن أكون معطالاك

- لاعطلة ولا حاجة دى أول محاضرة حتبدأ بعد ربع ساعة تكونى نقلتى الجدول كله

أخذت بنقل الجدول كاملا و أثناء ذلك لم يلتفت الا لهذا الوجه الملائكى الذى بدأ يتفحصه حتى أصبح كزهرة عباد الشمس التى لاتنظر الا للشمس فكيف ينظر الى أى شخص أخر ويترك هذا الجمال الذى فاق جمال ربات و ألهة الجمال ففينوس أو حتى أفروديت اذا رأيا هذا الجمال لخروا له ساجدين و أصبح هم عباده الذين يقدموا لها القرابين تقربا لهذا الجمال الباهر

لم يقطع تفكيره فى هذا الجمال الا صوتها وهى تشكره لأنه أنقذها من هذه الكتلة البشرية التى تشبه أمواج البحر العاتية ثم مضت فى طريقها و تركته وحيدا يعانى من التفكير فيها وويلات هذا الوجه الملائكى وهذا الشعر الذهبى الذى يطفئ بنوره نور الشمس فى الظهيرة وبعد مضى ربع الساعة التى قضاها فى التفكير وصل الى قاعة المحاضرات وكان من أول الواصلين اليها وما ان دخل القاعة حتى نسى كل ما فكر فيه وكأنه تركه عند باب القاعة قبل أن يدخل

جلس فى الصفوف الأولى وبعد برهة من الوقت جاءت صاحبة الوجه الملائكى وجلست بجانبه فأدار رأسه ناحيتها فتبادلا ابتسامة خفيفة وبدأت المحاضرة الأولى !

******

مضت ثلاث سنوات من الدراسة استطاعا خلالها تكوين صداقة متينة كانت من ناحيتها هى أما هو فلا يدرى الا شيئا واحدا وهو انها المرة الأولى التى يخفق فيها قلبه و ينبض بالحب وظلت هكذا الحال لايصارحها و لايبوح بسره وجاء اليوم المشهود ، بعد انتهاء المحاضرة ، كان وجهها مليئا بالاشراق أكثر مما هو مشرق وأخبرت وهى تظهر معالم الفرح الشديد بأن موعد خطبتها غد وأنه أول من تدعوه ويجب عليه أن يحضر وما ان سمع هذا الخبر حتى أحس بوقع الصاعقة عليه لكنه أبدى الفرح برغم ما يخفيه من ألم وحزن يكاد يشطر هذا القلب الذى خفق لأول مرة الى نصفين وأكد لها أنه سوف يأتى فى الموعد المحدد وسوف يكون أول الواصلين !

******

جاء اليوم الذى لم يكن فى حسبانه وذهب بقدميه ليرى مأساته ويشاهدها بل ويشارك فيها وبعد أن وصل قام بتهنئتها وكأنه يهنئ نفسه بالهزيمة المنكرة التى تعرض لها وليتأكد له أن كل رجل لابد له من هزيمة أمام امرأة فى معركة الحياة

******

انتهى حفل الخطوبة وانتهت معه الأمال والأحلام ومضى فى طريقه لكنه لم يشأ أن يذهب الى البيت وانما فضل السير فى الشوارع يفكر و يمعن فى التفكير حتى يصل الى اليقين ولم يدم هذا التفكير كثيرا فسرعان ماتيقن أنه لم يكن الحب الذى يبحث عنه كل انسان فى هذه الحياة لأن هذا الحب ينتهى دائما بالحفلة الذى حضرها قبل قليل وانما كان حب جامعة أى حب مؤقت يستمر سنوات قليلة -وقد استمر - ثم ينتهى بعد ذلك وقد انتهى








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - تعديل
محمد نبيل المانيا Mohamed ( 2015 / 8 / 16 - 23:36 )
الأخوة في الحوار المتمدن

هذه المرة الثانية التي ينسب فيها مقال لي ..أرجوالتصحيح

محمد نبيل برلين ألمانيا

اخر الافلام

.. عام على رحيل مصطفى درويش.. آخر ما قاله الفنان الراحل


.. أفلام رسوم متحركة للأطفال بمخيمات النزوح في قطاع غزة




.. أبطال السرب يشاهدون الفيلم مع أسرهم بعد طرحه فى السينمات


.. تفاعلكم | أغاني وحوار مع الفنانة كنزة مرسلي




.. مرضي الخَمعلي: سباقات الهجن تدعم السياحة الثقافية سواء بشكل