الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ندخل خندق العام الثالث دون أقدام :

فلورنس غزلان

2013 / 3 / 15
مواضيع وابحاث سياسية


عراة نقف أمامك ياوطني...في زمهريرك وتحت شمسك الحارقة...في رمادك وفي ظلال الموت المخيم على فضائك اليومي..ندخل عامنا الثالث بعيون شاخصة نحو آلهة صمتت على جحيمٍ من صنع البشر، نخجل ونحني رؤوسنا أمام أطفالنا ..الذين وضعناهم مكرهين في حلقة جنون لم تعرفها طفولة من طفولات البشرية عبر التاريخ...حلقة أضاعت ابتساماتهم ومسحت براءتهم ...زجتهم في عنف لايفهمون كنهه ...وعرضتهم لمخاطر فبركها الكبار ...فكانت ردود فعلهم ..حقد وكراهية...على كل مافي محيطهم باعتبارهم سبب الخراب...وهذا الأمر نسبي حسب الموقع وحسب الطرف ...فالطفولة لاذنب لها في حروب السياسة وحروب الطغاة ...ولا جريرة لها فيما يفعله أولياء الأمور ..أو أولياء الديار.
ندخل خندق الموت بلا أقدام...فكل ركائزنا تسير نحو الضياع والانكسار...وكل مايسمى انتصارات..هي خسائر للوطن والمواطن...فكيف يستقيم إنسان بلا أقدام؟..وكيف يسير وطن بلا أنوار؟...فقد خطفت من قلوبنا البصيرة ومن عيوننا الأبصار...فلم نعد نرى سوى ظلام الفكر وظلامية العلاقة بين الجار والجار.
فما لايعقل تحول إلى منطق المرحلة ، ومالايمت بصفة للإنسان ...صار ضرورة المرحلة..وكل خوف أو حذر...تحول إلا لزوم مالايلزم...وكل جموح أو خلل أو تناقض مع الخلق والقيم...صار رد فعل مرضي مقدس على مرض مُكدس من عقود ...يعتقد الجاهل فينا أنه سياسة " العين بالعين والسن بالسن والباديء أظلم"، وإن جنحت للعقل وللوحدة الوطنية وأصررت على التسامح والعدالة الانسانية ...نعتوك بالعته ..وخونوا مسعاك وقذفوك بالتخاذل!..فكيف يمكن لروح سوريا وحضارتها ألا تشحن فينا طاقة المحبة وتمنحنا زيت القداسة الأخوية...التي تربينا عليها ومارسناها؟ كيف يمكن لعيني أن تغفل على اقتتال الشاب والصبية...في حمأة المذهب والاثنية؟!...التي طفت وطغت على سطح الوطنية...فغارت الحقيقة وضاجعت دونية المذاهب والقبائل...وأنجبت جموعاً من بشر مشوهي الانتماء...ومازال البعض منا يُصر على أنها غيوم وستنقشع...كيف نجعلها تنقشع إذن ؟ أبالصمت عنها أم بتعريتها؟ ..كيف نجعلها تعود لحجمها الصغير الدوني الضعيف دون أن تطفو على مساحة الوطن وتملأ فراغات أخطاءنا السياسية وخلافاتنا الأيديولوجية أو المراكزية!؟ كيف نغسل حاراتنا من مظاهر السواد العام وكيف نعمل على عتق العقول من محابسها والقلوب من أصدافها ...ونعيد لأواصر المحبة التاريخية صورها المشرقة...إن لم نضع أيدينا على أماكن اللغو واللغط والخراب في نفوسنا وممارساتنا؟، كيف نكبر على صغائر الأنا فينا ونضع الوطن الكبير في قلوبنا وأمام ناظرينا ونصعد معاً جبل قاسيون وهضبة حوران وجبل العرب وجبل الأكراد...؟
ــ حين نسقط من حساباتنا...كل الأصابع التي سمحنا لها أن تدخل وتعبث في بيتنا السوري.
ــ حين نرمي في أقرب سلة للمهملات...كل الترهات والخزعبلات القائمة على المحاصصة الطائفية أو الحزبية الضيقة.
ــ حين نحرك العمل في كل الاتجاهات دون تمييز وفرز وتفريط.
ــ حين نقف مع ضميرنا الوطني ونستقل في قراراتنا المصيرية.
ــ حين نفكر بالوطن وبكيفية إنقاذه مما بقي فيه من شعب عادت حياته لنصف قرن من الزمان اقتصادياً ومجتمعياً وتربوياً.
ــ حين نفهم مصالح الدول الكبرى في المنطقة ونبحث عن طرق تقاطع مصالحنا مع مصالحها كي نصل معها إلى تسوية لاتفني الوطن ولا تبقي على ذئبه المتعطش للدماء...وندفعها بعد ضمان مصالحها إلى حصره ومحاصرته برفعها كل غطاء عنه، كي يغوص في رمال هوامه وصرعه إلى أن ينتهي.
ــ حين نلعب سياسة بطرق الشطرنج ...سياسة توزان وإدراك أننا لانعيش وحدنا في عالم تتصارع فيه المصالح والنفوذ ، وأن منطقتنا تقف على شفا هاوية ...يمكنها أن تطيح بمصيرها التاريخي وتتقاذفها الأيدي المنتظرة لخسارتنا في فهم توازن القوى ...فتنقض على لحمنا وتنهش ماتبقى فيه من لحم وعظم وهو منهك...فتشرذمه إلى كانتونات طائفية....تنفي وإلى الأبد أمكانية الإنسان على التعايش على أساس المواطنة ..في وطن يحمي الجميع وللجميع دون تمييز.
ــ وأخيراً وهو الأهم ، حين نستطيع توحيد وتمركز القوى العسكرية في توحيد الكتائب المنتشرة كالفطر، المبعثرة والمتناقضة الفكر..فمصير البلاد لايرسمه العسكر..ولا تحكمه عقلية البندقية باعتبارها سلاح القتل والتدمير..نحتاج لسياسة البناء والتعمير ...سياسة الحصافة ببرامج آنية ومستقبلية تؤطرها سياسياً وتحميها من الصراع والدخول في حرب أهلية نراها تدخلنا يوماً بعد آخر في متاهة أفغانية الصورة...لانرتضيها لوطننا.. ..بل تقوض أحلامنا كسوريين في وطن حر ودولة ديمقراطية مدنية لكل سوري على أرض سوريا التاريخية.
ــ باريس 15/3/2013 بمناسبة مرور عامين على الثورة السورية








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بوتين يتعهد بمواصلة العمل على عالم متعدد الأقطاب.. فما واقعي


.. ترامب قد يواجه عقوبة السجن بسبب انتهاكات قضائية | #أميركا_ال




.. استطلاع للرأي يكشف أن معظم الطلاب لا يكترثون للاحتجاجات على 


.. قبول حماس بصفقة التبادل يحرج نتنياهو أمام الإسرائيليين والمج




.. البيت الأبيض يبدي تفاؤلا بشأن إمكانية تضييق الفجوات بين حماس