الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مصير مجهول بعد عامين من الثورة

مرعي حسن أبازيد

2013 / 3 / 15
مواضيع وابحاث سياسية


بعد عامين من عمر الثورة السورية، تبرز ضرورة قصوى لانتهاج الحل السياسي للخروج من هذا النفق المظلم الذي دخلت فيه البلاد على خلفية حماقات ارتكبها رموز النظام بحق الوطن والمواطن على مدى عشرات السنين الماضية. لكن السؤال الذي يطرح نفسه حالياً هو مدى جاهزية وجدية أطراف الصراع بضرورة الحل السياسي. بينما تشهد الساحة العالمية تنافساً شرساً بين ضرورة الحل السياسي وبين إراقة المزيد من دماء السوريين، في حين تصر بعض الأطراف على تنحي الأسد للبدء بالتفاوض وحل الأزمة.
بعض شخصيات قوى المعارضة السورية تؤكد أن الحل يكمن بخروج بشار الأسد من السلطة، لأنه السبب في وضع البلاد على حافة الحرب الأهلية، وقتل عشرات الآلاف وهجر الملايين واعتقل مئات الآلاف، هذا الشخص لا يمكن أن يكون طرفاً في المفاوضات المستقبلية ولا يمكن أن يكون طرفاً يحدد مستقبل سوريا. إذاً الحل ان يتنحى الاسد عن السلطة ويخرج من سوريا فاسحاً المجال أمام القوى الأخرى لاقامة دولة مدنية ديموقراطية.
و على الجانب الانساني من الأزمة، أصبحت معاناة النازحين في دول الجوار وفي الداخل وحياة المواطنين الذين آثروا على أنفسهم عدم الخروج من منازلهم، مسألة مضنية لا تحتمل، وبدأت صرخات النازحين والمواطنين في الداخل والخارج على حد سواء، تعلو هنا وهناك من أجل وقف هذا الصراع العبثي الذي يطال بالدرجة الأولى المواطن السوري البسيط وليس غيره، حيث خرجت "الأغلبية الصامتة" عن صمتها مؤخراً واتخذت موقفاً لصالح الحل السياسي للخروج من الأزمة، في الوقت الذي تنادي فيه دول أوروبية وأخرى عربية بزيادة تسليح المعارضة المسلحة لتحقيق توازن استراتيجي على الأرض لتقصير عمر النظام.
ما بين الحوار والمزيد من الدماء
جميع الشهداء سواء أكانوا مدنيين أو عسكريين، موالين أو معارضين، هم في النهاية أبناء سوريا وأبناء جيش قدم الكثير. منذ بداية الأحداث كانت الرؤية واضحة بالنسبة للعديد من شرفاء الوطن، بأن ما يجري في سوريا لا يستهدف شخصًا أو نظامًا بقدر ما يستهدف هذا البلد الجميل بوحدته الأزلية و بفسيفسائه الرائع والمتجانس و ببنيته الاقتصادية و بموقعه الجغرافي وبدوره في المنطقة، ومنذ اللحظة الأولى دعا الشرفاء الجميع لتسوية تاريخية تعيد للمواطن السوري دوره التاريخي في تقرير مستقبله ليصبح شريكاً في اتخاذ القرار، تسوية تكون سداً منيعاً أمام جميع أشكال التدخلات الخارجية التي ما إن دخلت بلداً إلا ودمرته ومزقته وأزهقت أرواح الملايين من أبنائه، والأمثلة على ذلك كثيرة: أفغانستان، العراق، الصومال، ليبيا، وها هي سوريا قد وقعت بنفس الفخ الذي تم التحذير منه.
بعد عامين من الدماء الزكية، بدأت تتوضح أكثر فأكثر أهمية الحوار، وأهمية منطق العقل لا منطق السلاح، الحوار بين كل مكونات المجتمع السوري بدون أي تدخل خارجي، والابتعاد عن عسكرة الحراك الشعبي و عن التحريض الطائفي، الذي دفعت ثمنه غالياً دول عربية عديدة، و الخروج من الاقتتال والتوجه نحو الحوار، الذي يتزايد الداعين له داخل سوريا وخارجها. لكن اطرافًا بعينها تنفذ أجندات مشبوهة ما زالت مصرة على استمرار لعبة الدم. على الرغم من ذلك، ومع دخول الثورة السورية عامها الثالث، تشهد سوريا سباقًا حثيثاً بين حوار يقود الى حل سياسي، وبين اصرار البعض من القوى الظلامية في المجلس الوطني وفي الائتلاف على ابقاء النار مشتعلة والدمار مستمرًا والدم منهمرًا.
تسليح المعارضة لمصلحة من؟
و في حين، تقوم أطراف من المعارضة السورية السلمية، بزيارات مكوكية إلى عواصم صنع القرار، من موسكو إلى واشنطن، ومن بروكسل إلى طهران، أعلنت باريس ولندن عزمهما تسليح مقاتلي المعارضة السورية بدون موافقة الاتحاد الأوروبي، وهذا ما وصفته موسكو على لسان وزير خارجيتها بأنه خرق للقانون الدولي و يعقد جهود الحل السياسي الذي بدأت ملامحه تلوح في الأفق، ويطفئ أية بارقة أمل في التوصل لحل سلمي للأزمة السورية.
وفي تناقض في المواقف، سارع الائتلاف السوري المعارض الذي أعلن رئيسه في وقت سابق استعداده للحوار، سارع الى الترحيب بالقرار الفرنسي-البريطاني.
على الأرض، وقعت اشتباكات عنيفة بالقرب من الحدود السورية اللبنانية المتاخمة لمحافظة حمص، مع مجموعات مسلحة بأعداد كبيرة دخلت سوريا من لبنان وبحوزتها أسلحة متطورة وذخائر، مما اضطر دمشق للتهديد باستهداف أماكن تجمعات المسلحين داخل الأراضي اللبنانية لمنعهم من العبور إلى الداخل السوري، وجاء ذلك في رسالة بعثت بها وزارة الخارجية السورية الى وزارة الخارجية اللبنانية. في هذه الأثناء، تناقلت وسائل الاعلام العالمية على مستوى كبير، خبراً مفاده، أن ضباطاً من الجيش الأمريكي يقومون بتدريب مجموعات من المقاتلين السوريين في معسكرات على الأراضي الأردنية، على استخدام القواذف المضادة للدروع والمضادة للطائرات، ودخلت مجموعة منهم إلى ريف دمشق تقدر بـ 300 مقاتل.
إن تدفق المسلحين والاسلحة النوعية الذي بدأ بشكل لافت مؤخراً، وخصوصاً من الأراضي اللبنانية والاردنية، والدعم اللوجستي الواضح من داخل أراضي هاتين الدولتين، لهو دليل على أن بعض الجهات الاقليمية والدولية لا يروق لها أن ترى حلاً سياسياً للأزمة السورية، بل تريد مزيداً من الدماء والتدمير لكيان الدولة السورية وبنيتها التحتية بشكل كامل.
قلق دولي
من ناحية أخرى، أصدر مجلس الأمن الدولي بياناً يتزامن مع مرور عامين على بداية الأحداث في سوريا، أعرب فيه عن "قلقه العميق" إزاء تكرار العمليات والاشتباكات في المناطق الحدودية بين سوريا ولبنان، محذراً من "تداعيات" الأزمة في سوريا على استقرار لبنان ودول الجوار السوري عموماً.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مقتل حسن نصر الله.. هل تخلت إيران عن حزب الله؟


.. دوي انفجار بعد سقوط صاروخ على نهاريا في الجليل الغربي




.. تصاعد الدخان بعد الغارة الإسرائيلية الجديدة على الضاحية الجن


.. اعتراض مسيرة أطلقت من جنوب لبنان فوق سماء مستوطنة نهاريا




.. مقابلة خاصة مع رئيس التيار الشيعي الحر الشيخ محمد الحاج حسن